أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2020
6378
التاريخ: 1-12-2016
13124
التاريخ: 21-9-2016
1635
التاريخ: 22-12-2020
1780
|
دولة بابل الاولى او العصر البابلي القديم:
بعد سقوط اسرة اور الثالثة ودخول العراق في عصر الاحتلال الاموري العيلامي الذي استمر قرابة قرن ونصف القرن، ظهرت اسرة سامية جديدة بزعامة سومو ابو Soumou-Abou واتخذت من بابل عاصمة لها . وهكذا انشأت سلالة بابل الاولى التي استمرت حوالي ثلاثة قرون ، ويعرف عهدها باسم العهد البابلي القديم . وسلالة بابل الاولى من اصل سامي غربي ، أي انها من الاموريين الذين كانوا في سوريا في الفرات الاوسط . وقد بلغ من اهمية العاصمة بابل في هذا العصر حد جعل اسمها يطلق على اغلب سكان العراق القدامي ، فعرفوا باسم البابلين . ثم اطلق الاسم فشمل بعد ذلك كل العراق الاوسط والجنوب .
وقد تعاقب بعد سومو ابو اول ملوك دولة بابل الاولى ، عدد من ملوك هذه السلالة منهم سمولا ايلو Somoula-ilou ومن اعماله اهتمامه بالمشروعات الزراعية كحفر القنوات . وفي العمارة الدينية ، شيد معبدا للاله ادد . وفي الصراعات الحربية ، ثارت في عهده كازاللو بعد ان تحالفت مع كيش ولكنه تمكن من هزيمتهم . وبعد فترة ثارت كوته ولكنه اخضعها ، كما استولى على حصن دور زكار في نيبور عاصمة سومر الدينية .
وقد خلفه ابنه صبوم (زابيوم) Zabioum الذي تابع الاهتمام بالتشييدات المعمارية والزراعية والحربية ، كا وجه حملة ضد كازاللو . واثناء حكم صبوم في بابل يمكن الاشارة الى الاحداث التاريخية التالية :
استطاع سن ادنام Sin-iddinam ملك لارسة ان يستعد لقب ملك سومر واكد من زمبيا ملك ايسين . وخلفه كل من اريبام وسن اقيشام ، ثم صلى ادد الذي انتزع منه العرش ملك كازاللو ويدعى موتى ابال Mutiabal، اما موتى أبال هذا فقد هزمه كدرمابك kudur mabuk ملك العيلاميين ، وعين ابنه ورد سن Warad-Sin ملكا على لارسة ، الذي اطلق على نفسه لقب ملك لارسة ، ثم حامى أور ، وبنى حائطا للدفاع في لارسة . ثم مد نفوذه الى الجنوب والشرق في كل من اريدو ولجش وجرسو Girsu وفي خلال تلك الفترة ، كان سن مبلط في بابل مشغولا بشق القنوات وتدعيم المدن من الناحية الدفاعية . ولم تتخذ بابل اجراءا ايجابيا في المواجهة مع العيلاميين الا في العام الرابع والعشرين من حكم سن مبلط ، عندما تولى ريم سن حكم لارسة خلفا لأخيه ورد سن (1) . اما ريم سن فقد قضى على استقلال ايسين تحت حكم دمق ايليشو . ومنذ ذلك الحين أخذ الخطر العيلامي يهدد المناطق الجنوبية من بلاد العراق . واستمر النزاع يتجدد بين ملوك بابل وملوك العلاميين وذلك طوال عصر زابيوم وابنه ابيل سن ، ثم سن مبلط والد حمورابي .
وفي عهد سن مبلط Sin-Muballit ، هاجم كلا من اور ولارسة واستولى على ايسين التي كانت تحت حكم دمق ايليشو ابن وخليفة سن ماجر(2) (Sin-magir).
وفي الوقت الذي انتقل العرش فيه الى حمورابي (*) Hammourabi وجد نفسه وسط الصراع ، واحس بالعيلاميين يهددون دولته ويحاولون القضاء عليه . ولكنه استطاع بدوره لا أن ينقذ دولته فحسب، بل أن يمد حدوده.
حمورابي وهو يستلم السلطان من الاله
ووضع حمورابي نصب عينيه القضاء على الخطر العيلامي الذي كان يهدد دولة بابل ، فقد استطاع الملك العيلامي ريم سن من لارسة القضاء على اسرة ايسين في بداية عهد حمورابي . لذلك بدأ حمورابي يتخذ من الاجراءات الداخلية في البلاد ما يكفل له تحقيق هذا الهدف . فبدأ في تدعيم وسائل الدفاع، كما شرع في جراء التنظيمات الداخلية حتى يكفل تركيز السلطة في بدية. وفي العام السابع من حكمه ، استولى على الوركاء وايسين (3) ، ولكنه لم يقض على أسرة لارسة تماما . الا أن ريم سن قد نجح في الاستيلاء على لارسة في العام السابع والعشرين من حكمه واصبحت لارسة تحت حكم العيلاميين كضربة موجهة الى البابليين بالاضافة الى نفوذهم على كل من اور والوركاء وجرسو ولجش . ان استيلاء ريم سن على لارسة اعطاه سلطة الهيمنة على نيبور ، وعزز ادعاءه بحكم سومر واكد ، وأطلق على نفسه " راعى كل اراضي نيبور " . واستمر ريم سن مستوليا على ايسين حتى العام الحادي والثلاثين (4) من حكم حمورابي ، الذي تمكن من هزيمة الجيش العيلامي ، ثم اتبع نصره العسكري بغزو اراضي ايموتيال Emutbal موجها بذلك ضربة قاصمة وهليمة منكرة للعيلاميين ، تمكن بذلك من الاستيلاء على لارسة (5) . وفي العام الثالث والثلاثين من حكمه ، انتصر حمورابي على كل من مارى (6) Mari وملجيا Malgia وتوروكو Turukku وكاكمو Kakmu وسوبارتو .
وفي العام التاسع والثلاثين من حكمه استطاع ان يلحق الهزيمة بأعدائه الذين يقطنون بجانب سوبارتو (7) . ومن المحتمل ان ذلك كان يشمل بالتبعية أشور التي كانت تطلق عليها جغرافيا لقب سوبارتو (8) وتشير احدى خطاباته الى احتلاله لأشور بصفة دائمة . وهكذا تمكن حمورابي من ان يؤسس امبراطورية واسعة امتدت من لجش واريدو بالقرب من الخليج الفارسي ، حتى اشور ونينوى . وقد عمل على اقرار العدالة بوضع قانون موحد يطبق في كافة انحاء البلاد . وقد نشطت التجارة مع أقاليم البحر المتوسط في عهده ، حيث كانت تجلب الاخشاب والمعادن والاحجار . كما قام بحفر القنوات لإصلاح الاراضي . وتشير الادلة الاثرية التي تخلفت عن عهده الى اهتمامه بتخطيط مدينة بابل (9) .
وقد خلف حمورابي على العرش ابنه سامسو ايلونا ، Samsuiluna الذي سار على سياسة ابيه في الاهتمام بالشؤون الادارية ، ومشروعات المنافع العامة كشق القنوات ، مثل قناتي سامسو ايلونا ناجاب نوحسى Nagab-nuhsi وسامسو ايلونا حيجال (10) Hegal كما قام ايضا بتحسين المعابد في بابل وسيبار . وفي العام التاسع من حكمه ، بدأت القبائل الكاشية في الظهور على حدود بابل الشرقية ، وعلى الرغم من هزيمتهم (11) على يد سامسو ايلونا في بداية الامر ، الا أنهم عاودوا الظهور في نفس الوقت الذي استطاع فيه ريم سن ان يقوم بثورة في جنوبي بابل ، مكنته من الاستيلاء على الوركاء وايسين . وربما استطاعت لارسة هي الاخرى ان تستقل عن بابل . ولكن سامسو ايلونا لم يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع العناصر العيلامية ، فقد اتجه جنوبا حث هزم ريم سن واستعاد لارسة وربما يكون قد قام بأسر أو حرق ريم سن حيا في تلك المعركة ، وكان ذلك في لارسة . واعقب ذلك استعادته لكل من اور والوركاء . وكان لهذا النشاط الحربي واخضاع تلك الاقاليم بما تحمله من تكاليف باهظة ، تأثيرا كبيرا على اقتصاد البلاد مما أدى الى الحد من كفاءة قواته العسكرية . وقذ أدى ذلك في العام الثاني عشر من حكمه الى تمرد تلك المناطق مرة أخرى ، حيث اشتغلت الثورات في أكثر من مكان في دولة بابل . واستطاع سكان الجزء المجاور للخليج الفارسي من الاستقلال ، وتكوين دولة وذلك في عهد سامسو ايلونا وسميت هذه الدولة باسم دولة الثانية أو ملكة البحر الجنوبية . وقد حكمها ايلوما ايلوم Elouma-iloum الذي تحدى ملك بابل .
ومن المحتمل ان يكون قد تمكن من بسط نفوذه على لارسة ، ثم الانتشار شمالا حتى احتل نيبور (12) في السنة التاسعة والعشرين او الثلاثين من حكم سامسو ايلونا (13) وقد نزاع بين هاتين الدولتين ، استمر حتى عهد ابى ايشو Abieshuh ابن وخليفة سامسو ايلونا ، ولكن ابى ايشو لم يستطيع الانتصار على ايلوما ايلوم ، (14) على الرغم من تحويله لمجرى نهر دجلة (15) وتشييده الحصون . وقد بنى مدينة لوخايا Lukhaia على قناة اراختو Arakhtu .
وقد خلف ابى ايشو امى ديتانا Ammi-ditana الذي حارب دولة البحر ، واستطاع استرداد نيبور وايسين (16) . وفي العام الرابع والثلاثين من حكمه ، كرس تصويرا ل سامسو ايلونا في معبد اي نامتيلا E-namtila .
وقد خلفه على العرش ابنه امى زادوجا Ammi-Zaduga الذي ارجع عظمة مملكته الى الاله انليل وليس للاله مردوك . وتشير الادلة الاثرية من اخريات عهده خلفه سامسو ديتانا Samsu-ditana الى غزو الحيثين الذين أتوا من الاناضول (17) تحت قيادة ملكهم مورسيل الاول Mursil I حيث هاجموا بابل ودمروها وسلبوا كنوزها . ولكنهم لم يمكثوا في البلاد طويلا ، بل انسحبوا بعد اخذ الغنائم ، وذلك لان ملوك دولة البحر الجنوبية وقفوا لهم بالمرصاد . وقد تمكنت هذه الدولة الاخيرة من مد نفوذها نحو الشمال ، ونجحت في طرد الحيثيين ، وتكوين دولة بابل الثانية . وقد اعقب ذلك مهاجمة الكاشيين النازحين من سلسلة زاجروس الوسطى ، حيث استطاعوا نهاية الامر تكوين دولة قوية عرفت باسم الدولة الكاشية أو دولة بابل الثالثة . ولو انه لا يوجد مستند تاريخي يوضح الاحداث والتطورات التي نجم عنها انتقال الحكم من الاسرة البابلية الاولى الى الدولة الكاشية ، حيث تمكن اول ملوك الاسرة البابلية الثالثة (جنداش) من خلع جو لكيسار والاستيلاء على العرش .
_________
(1). King, L. W., A History of Babylon, From the Foundation of the Monarchy to the Persian Cdnquest, London 1915. PP. 152-153.
2. King. L.W., Ibid. P. 153.
(*) هو سادس ملوك الاسرة الامورية في بابل ، ويعاصر شمشي ادد الاول من ملوك اسرة اشور.
(3). Gadd, C.J., «Hammurabi and the end of His Dynasty», (in) C.A.H, 3rd ed., Vol. 2, Part 1, History of the Middle East and the Aegean Region C, 1800-1380. B.C., Cambridge 1973, PP. 177.
(4). Gadd, C.J, Ibid. P. 132.
(5). King, L.w., Op. Cit., P. 157.
(6). Gadd, C.J., Op. Cit, P. 182.
(7). Leo Oppenheim, A., Historiographic Documents, «List of Date Formulae of the Reign of Hammurabi», (in) A.N.E.T., P.270.
(8). King, L.W., Op. Cit., P. 157.
(9). عبد العزيز صالح، المرجع السابق، ص 46.
(10). Leo Oppenheim, A., Op. Cit., P. 271.
(11). Gadd, C.J., OP. Cit., p. 220.
(12). Gadd, C.J., Ibid... P. 220.
(13). King, L.W., Op. Cit, P. 105.
(14). Leo Oppenheim A.. Text from the Beginnings to the First Dynasty of Babylon, «The Sargon Chronicle», (in) A.N.E.T., P. 267.
(15). Gadd, C.J., Op. Cit, P. 223.
(16). King, L.W., Op. Cit, P. 209.
(17). King, L.W., Ibid. P. 210.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|