المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النجاح .. قد يولد من رحم الفشل  
  
2278   09:59 صباحاً   التاريخ: 29-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص222-224
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

 توماس اديسون (ولد 1847) و (توفي 1931) عاش في امريكا وقد صنع حوالي / 1093 اختراعا من المصباح المتوهج الكهربائي وآلة عرض الصور وغيرها والجدير بالذكر انه اصم لذلك طرد من المدرسة وتعلم الحلقة الاخيرة من حياة العالم اديسون.

اصبح معمل اديسون في (منلو بارك) مكانا تحيط به الاسرار، فلا أحد يعرف ما الذي سيخرج منه بعد الان !

في ليلة من الليالي كان يجلس توماس مع اصحابه في مكان مرتفع يطل على المدينة المظلمة. وقال لهم سأجعل النور يضيء المدينة.

في عام 1876 كان الامريكي (شارلز براش) قد اخترع مصابيح مقوسة تشتعل بقوة، استخدمت في اضاءة شوارع المدن الرئيسية بأمريكا، لكن كان لها صوت مرتفع، وانارة شديدة جدا تكاد تعمي الابصار، وهي لا تصلح الا لأيام قليلة ثم تحترق.

فضل اديسون في تلك الفترة ان يعكف على مشروعه العظيم بإضاءة العالم، وكان مختبره مثيرا ممتلئا بالبطاريات والقوارير الكيميائية والاجهزة المتراكمة على الارض وخمسين رجل يعمل بشكل متواصل في المختبرات. ولقد اجريت مئات التجارب وكلها باءت بالفشل، وعند التعب كان اديسون يلقي بنفسه على كرسي خشبي ليختلس بعض دقائق النوم ثم ينهض للعمل بحيوية، وكثيرا ما كان يوقف رجاله عن العمل فجأة ...

واستمر اديسون في العمل حتى عام 1879 حينها جهز اديسون زجاجة وبداخلها اسلاكا مجريا تجارب جديدة مستفيدا من التجارب الفاشلة السابقة، فجرب حينها ثلاثة اسلاك من الكربون وكلها كانت تتحطم حتى حان الليل وهو يركب السلك الرابع ولكنه هذه المرة فكر ان يفرغ الزجاجة من الهواء ثم يقفلها، وادير التيار الكهربي، لتشرق شمس النور وتعم المكان وتشع الوجوه بهجة بهذا الاختراع العظيم.

واستمرت الزجاجة مضيئة 45 ساعة، وقال اديسون لمساعديه مادام انها اشتغلت هذه المدة فبإمكاني اضاءتها لمائة ساعة، وظل هو ومساعدوه ثلاثة ايام بلا نوم ومع مراقبة حذرة وشديدة للزجاجة المضاءة.. هل ستستمر ويستمر معها الحلم، وفعلا استمرت الزجاجة بالإنارة ليخرج اديسون المتعب مع مساعديه من المختبر، ويعلق المصابيح الكهربية حول معمله لأغراض اختبارية، وانتشر النبأ بالصحف ان الساحر اديسون حقق المعجزة، والناس ما بين مكذب ومصدق، الى ان جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنة الجديدة عام. 1879 واستمر حتى فجر اليوم الاول من عام 1880. وحضر الاحتفال اكثر من ثلاثة الاف زائر. تستقبلهم المصابيح الكهربية تشع بأنوارها الجذابة على الاسلاك المعلقة على الاشجار.

حينها كانت البرقيات تنهال على اديسون وتقول : (تعال لتضيء مدننا).

فانشأ لذلك شركة اطلق عليها اسم (شركة اديسون للإضاءة الكهربائية في نيويورك) مهمتها التزويد بالنور والتدفئة والطاقة.

وفي السنوات الثلاث التالية بنى اديسون اول محطة مركزية للطاقة، واقام اول شارة كهربائية في لندن، ثم اضاء مراكز الشركات التجارية والمصانع ومكاتب الصحف والمسارح في نيويورك، وانشأ بعد ذلك محطات للطاقة في ميلانو بإيطاليا وفي برلين بألمانيا وفي سانتياغو في تشيلي. ثم انشأ اديسون في مدينته اول قطار حديدي يسير على الكهرباء.

ـ (التنشئة) انظروا لام اديسون كيف كانت تؤمن برسالة ابنها، وتعبت الليل والنهار بتعليمه انواعا مختلفة من العلوم، ثم كيف واسته بعد طرده من المدرسة واهانة استاذه له. وكيف كانت تدافع عنه عند ابيه حين كان يحرمه من معمله المبتدئ في المنزل.

كانت ترسل له باستمرار رسائل التأييد والدعم والتحفيز، ويقول عن امه : (لولا امي لما اصبحت مخترعا، لولا ايمان امي بي لتملكني اليأس). هذه الام التي يقال عنها مدرسة، مدرسة في التربية والعلم ومهارات الحياة، لا مدرسة من الشتائم القبيحة والسلوكيات التافهة والتحبيط والتقزيم.

ـ (الرسالة والقدرة) رسالة اديسون كانت واضحة منذ البداية وهي الانتاج العلمي التجريبي، وضع المكتشفات العلمية نصب عينه فعلم ان مكانه المختبر.

وكان يسأل نفسه باستمرار ما هو الجهاز الذي يحتاجه الناس بشدة، وسيقبلون عليه بشدة لو اخترعته. ثمّ القدوة فلما عرف رسالته عرف طريقه، وأخذ يتتبع سيرة نيوتن وغاليليو وبل وغيرهم من العلماء التجريبيين والعظماء المخترعين، فلقد بدأ من حيث انتهوا، والقدوة تختصر الطريق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.