أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
2070
التاريخ: 15-11-2016
1278
التاريخ: 2024-10-30
207
التاريخ: 24-7-2020
3524
|
س26 ـ ماذا حصل عند مرض موتك ولمن أوصيت بالخلافة؟
ج ـ عندما أحسست بدنوّ أجلي دعوت عثمان بن عفان وقلت له: اكتب عهدي، فكتب عثمان وأمليت عليه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهد في الدنيا نازحاً عنها، وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها، إنّي أستخلف عليكم عمر بن الخطاب، فإن تروه عدلا فيكم، فذلك ظنّي به ورجائي فيه. وإن بدلّ وغيّر فالخير أردت، ولا أعلم الغيب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"(1).
س27 ـ ولكن يقولون: إنّك عندما بدأت إملاء الكتاب أُغمي عليك، وإنّ عثمان هو الذي كتب اسم عمر فيه.
ج ـ نعم، فعندما وصلت إلى قولي: إنّي أستخلف عليكم، أُغمي عليَّ، فكتب عثمان ـ عمر بن الخطاب، وعندما أفقت قلت له اقرأ: وذكر اسم عمر.
فقلت: أنى لك هذا؟
قال: ما كنت لتعدوه.
فقلت له: أصبت(2).
س28 ـ عندما دفعت الكتاب وعلم الصحابة بهذا، هل وافقوا عليه، أم تحفّظوا أم عارضوا؟
ج ـ بعدما فرغت من كتابة الكتاب دخل علىّ قوم من الصحابة منهم طلحة فقال: ما أنت قائل لرِّبك غداً وقد ولّيت علينا فظّاً غليظاً، تفرق منه النفوس، وتنفض عنه القلوب.
فقلت: أسندوني ـ وقد كنت مستلقياً ـ فأسندوني.
فقلت لطلحة: أبالله تخوّفني؟! إذا قال لي ذلك غداً قلت له: ولّيت عليهم خير أهلك(3).
س29 ـ هذا يعني أنّ الصحابة لم يكونوا راضين عن استخلاف عمر وقد فرضته عليهم فرضاً بدون استشارتهم، والنتيجة هي التي تنبّأ بها الإمام علي (عليه السلام) عندما قال لعمر: "احلب حلباً لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غداً"(4).
وهذا بالضبط ما قاله أحد الصحابة لعمر بن الخطّاب عندما خرج
بالكتاب الذي فيه عهد الخلافة، فقال له: ما في الكتاب يا أبا حفص؟
قال: لا أدري، ولكنّي أوّل من سمع وأطاع.
فقال الرجل: لكنّي والله أدري ما فيه، أمرّته عام أوّل، وأمّرك العام(5).
فما قولك في ذلك؟
ج ـ لو شاء عمر بن الخطاب لكان الخليفة الأوّل، فقد قلت له يوم السقيفة: أبسط يدك أُبايعك، ولكن هو قدّمني، وقد حفظت له هذه، ثمّ هو الذي ركز البيعة فينا، أي المهاجرين في السقيفة، وهو صاحب المقالة: إنّه لا ترضى العرب أن تؤمّركم ونبيها من غيركم، ولكنّ العرب لا ينبغي أن تولي هذا الأمر إلاّ من كانت النبوّة فيهم، من ينازعنا سلطان محمّد ونحن أهله وعشيرته إلاّ مدل بباطل، أو متجانف لإثم، أو متورّط في هلكه(6).
وهو الذي أخذ عصابة وذهب إلى بيت عليّ وأخرج الممتنعين عن البيعة من بني هاشم والزبير.
وهو الذي أمر بإحراق بيت فاطمة وعليّ إن لم يخرجوا للبيعة.
وهو الذي طالب المجتمعين في المسجد لمبايعتي بقوله: مالي أراكم حلقاً شتى، قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته وبايعه الأنصار.
وهو الذي أصدر أمراً بقتل سعد بن عبادة في السقيفة.
وهو الذي هدّد عليّ بن أبي طالب بضرب العنق إن لم يبايع.
وهو الذي ضمّ أبا سفيان إلينا بأن نصحني بترك ما بيده من الصدقات، ثمّ ولّى ابنيه يزيد ومعاوية على الجيش.
باختصار: إنّ عمر كان الرجل الثاني في الدولة في خلافتي، وقد كنت أسمع رأيه وآخذ به.
وقد كان أكثر من ذلك، فقد كان يحلّ ويبرم في خلافتي وكأنّه الأمير، فقد كتبت لعيينه بن حصن والأقرع بن حابس كتاباً، فأخذاه إلى عمر ليشهد، فما أن شاهد عمر الكتاب لم يعجبه، فتفل فيه فوراً ومحاه، فرجعا إليَّ وقالا لي: والله لا ندري أأنت الأمير أم عمر؟
فقلت لهم: بل هو لو شاء كان.
فجاء عمر إليَّ وقرّعني بشدّة على هذا الكتاب.
فقلت له: فلقد قلت لك: إنّك أقوى منّي على هذا الأمر لكنّك غلبتني(7).
____________
1- الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1: 37، الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 200، الثقات لابن حبان 2: 192، تاريخ الطبري 2: 618.
2- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 163، كنز العمال للمتقي الهندي 5: 676، الطبقات الكبرى لابن سعد 3: 300، الثقات لابن حبان 2: 192 وغيرها من المصادر.
3- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 164.
4- الإمامة والسياسة لابن قتيبة 1: 29.
5- الإمامة والسياسة 1: 38.
6- تاريخ الطبري 2: 457، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 9، الإمامة والسياسة 1: 25.
7- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 12: 59، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 9: 196، الإصابة لابن حجر 4: 640.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|