أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
1820
التاريخ: 20-4-2020
2646
التاريخ: 15-11-2016
1724
التاريخ: 2024-10-30
237
|
عمر يتناسى علياً... ويعيّن مجلس الشورى:
ما عرف عن عمر أنه كان شديداً مع علي عليه السلام مع عنفه وشدته ، بل كان رقيقاً رفيقاً به ، حتى ذهب المسلمون كل مذهب في ذلك ، لا يختلف معه في أمر ، ولا يعدو رأيه في إشارة ، ولا يأنف أن يجلس منه مجلس المستفيد ، ولا يسمح لأحد أن يتطاول بحضوره ؛ وكان هذا المناخ الدافئ بين علي وعمر يوحي بأن لعمر رأياً خاصاً بعلي لا يتعداه إلى سواه ، حتى طفحت نفسه ذات يوم وقال :
« لقد أجمعت أن أولي عليكم أحراكم أن يحملكم على الحق » .
وسارت الأيام وهي تحمل بين طياتها المفاجأت الغريبة ، وإذا بكعب الأحبار يدخل مسرح التنبؤات المثيرة ، وعمر في عنفوان صحته وتكامل بنيته الجسمية والعقلية ، وإذا بكعب يتوجه إليه بقوله : اعهد عهدك يا أمير المؤمنين ، فإنك مقتول بعد ثلاثة أيام ، فقال له عمر : وما يدريك بذلك ، فقال أجده في كتاب الله : التوراة ، فسخر منه عمر ، وقال : إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة ؟ فقال : اللهم لا ، ولكني أجد صفتك وحليتك .
ومضى عمر لشؤونه غير ملتفت لهذا التنبؤ لم يصدق ولم يكذبه، وهو بعد قوي الشكيمة، موفور العافية سليم البدن؛ إلا أن عبد الرحمن بن أبي بكر يرى الهرمزان وأبا لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ، وجفينة غلام سعد بن أبي وقاص يتشاورون وبينهم خنجر له رأسان ، وكان تشاور ثلاثة من الأعاجم ومعهم سلاح جديد مما يثير الشبهة في حدود كثيرة .
ومهما يكن من شيء فقد قتل عمر صبيحة ليلة الاجتماع بالسلاح نفسه مما حدا بعبيد الله بن عمر ان يقتل الهرمزان وجفينة وطفلة لأبي لؤلؤة بعد علمه بالنبأ دون تمحيص أو دراسة .
ولم يكن كعب الأحبار بمنأى عن التهمة بالتخطيط لهذا المصرع كما يبدو ذلك للباحث الموضوعي ، فهي مؤامرة فارسية يهودية دون أدنى شك ، ولعلها باشتراك من أولئك النفر الذين تقوضت مصالحهم بشدة عمر ، كعمرو بن العاص ، والغيرة بن شعبة الذي درأ عنه عمر حد الزنا بشهادة زياد ابن أبيه المنقوصة ، حتى أن عمر نفسه كان يخاطب المغيرة مراراً وتكراراً :
والله ما أظن أن أبا بكرة قد كذب عليك ، وما رأيتك إلا وظننت أن نجوم السماء سترجمني وأبو بكرة أخ زياد لأمه ، وقد شهد عليه بالزنا هو وأخوه نافع وشبل بن معبد .
والمغيرة مشهور بالزنا والغدر ، فما يمنعه أن يغدر بعمر عن طريق غلامه ، وجفينة غلام سعد بن أبي وقاص أعجمي وهو من منفذي الجريمة ، وسعد كان سيئ الرأي بعمر ، وهو نجل الأمويين من جهة الأم ، فما المانع أن يستطيل حياة عمر ليتسلم الأمويون الحكم ؛ ولا أشك باندفاع جماعة من قريش وراء الحادث كأبي سفيان للغرض نفسه ، وأن يكون هذا العمل بقيادة كعب الأحبار الذي بدا ناصحاً متنبئاً شفيقاً في سلاح ذي حدين : الظهور بمظهر العالم بالغيب ، والإفادة لدى من يلي عمر من الخلفاء ، وقد كان الأمر كذلك ، فأدناه عثمان ، واحتل الصدارة في ديوانه ، والمنزلة الرفيعة لدى الأمويين كائداً ودساساً .
ومهما يكن من أمر ، فقد طعن أبو لؤلؤة غلام المغيرة عمر بن الخطاب ، وحمل الرجل إلى المنزل وبه ست طعنات مميتة ، وهو واهن العزم منهد القوى ، والتفت إلى ولده عبد الله : اخرج وانظر من قتلني ، فخرج وعاد « قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة » فقال عمر : « الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة » .
و عم المدينة صمت رهيب ، فقد تدانى أجل عمر ، وانتهى في اليوم الثالث كما خطط كعب الأحبار والطبقة الارستقراطية من قريش ، على يد فارسي مجوسي ، وقبيل وفاته التفت عمر إلى من حوله وقال :
« لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ، وقلت لربي لو سألني : لقد سمعت نبيك يقول : إنه أمين هذه الأمة . ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لاستخلفته ، وقلت لربي لو سألني : لقد سمعت نبيك يقول : إن سالماً شديد الحب لرسول الله » .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|