أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-2-2017
![]()
التاريخ: 3-2-2017
![]()
التاريخ: 2-11-2016
![]()
التاريخ: 10-2-2017
![]() |
قال تعالى : {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً} [النساء : 30] .
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} قيل : إن ذلك إشارة إلى أكل الأموال بالباطل وقتل النفس بغير حق ، وقيل : إشارة إلى المحرمات في هذه السورة من قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء: 19] . وقيل : إشارة إلى فعل كل ما نهى الله عز وجل عنه من أول السورة . وقيل إلى قتل النفس المحرمة خاصة عن عطا ﴿عدوانا وظلما﴾ قيل هما واحد وأتي بهما لاختلاف اللفظين كما قال الشاعر : " وألفى قولها كذبا ومينا " (2).
وقيل : العدوان تجاوز ما أمر الله به والظلم أن يأخذه على غير وجه الاستحقاق . وقيل : إنما قيده بالعدوان والظلم لأنه أراد به المستحلين . ﴿فسوف نصليه نارا﴾ : أي نجعله صلى نار ونحرقه بها ﴿وكان ذلك﴾ : أي إدخاله النار وتعذيبه فيها ﴿على الله﴾ سبحانه ﴿يسيرا﴾ هيناً لا يمنعه منه مانع ولا يدفعه عنه دافع ولا يشفع عنده إلا بإذنه شافع.
___________________
1. تفسير مجمع البيان ،ج3 ، ص69 .
2. وصدر البيت : " فقدّدت الأديم لراهشيه " والقائل عديّ بن زيد . اللسان (مين) .
{ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً}. ذلك إشارة إلى قتل النفس ، وأكل المال بالباطل ، والعدوان والتعدّي على الحق ، ومثله الظلم ، وجاز العطف مع اتحاد المعنى لاختلاف اللفظ ، كقول الشاعر : « وألفى قولها كذبا ومينا » . ويمكن التفريق بين العدوان والظلم بأن الظلم يكون للنفس وللغير ، أما العدوان فلا يكون إلا على الغير . .
وعلى أية حال ، فان الناسي والخاطئ والمكره لا يتصف فعلهم بظلم ولا عدوان إلا فعل المكره على القتل فإنه يتصف بالظلم والعدوان - مثلا - إذا قال ظالم قادر لزيد : اقتل هذا ، وإلا قتلتك . فلا يجوز لزيد أن يقتل المظلوم ، حتى ولو تيقن ان الظالم سينفذ وعيده فيه ، إذ لا يجوز للإنسان أن يدفع عن نفسه ضرر القتل بإدخاله على الغير ، وإذا نفّذ زيد إرادة الظالم ، وقتل المظلوم قتل زيد به قصاصا ، وسجن الظالم الآمر بالقتل ، حتى الموت .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 305 .
قوله تعالى : { وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً } الآية العدوان مطلق التجاوز سواء كان جائزا ممدوحا أو محظورا مذموما قال تعالى : { فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ } : [ البقرة : 193] ، وقال تعالى : { وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ } : [ المائدة : 2] ، فهو أعم موردا من الظلم ، ومعناه في الآية تعدي الحدود التي حدها الله تعالى ، والإصلاء بالنار الإحراق بها .
وفي الآية من حيث اشتمالها على قوله : { ذلِكَ } التفات عن خطاب المؤمنين إلى خطاب رسول الله صلى الله عليه وآله تلويحا إلى أن من فعل ذلك منهم ـ وهم نفس واحدة والنفس الواحدة لا ينبغي لها أن تريد هلاك نفسها ـ فليس من المؤمنين ، فلا يخاطب في مجازاته المؤمنون ، وإنما يخاطب فيها الرسول المخاطب في شأن المؤمنين وغيرهم ، ولذلك بني الكلام على العموم فقيل : ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه ، ولم يقل : ومن يفعل ذلك منكم.
وذيل الآية أعني قوله. { وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً } يؤيد أن يكون المشار إليه بقوله : ذلك هو النهي عن قتل الأنفس بناء على كون قوله : { إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً } ناظرا إلى تعليل النهي عن القتل فقط لما من المناسبة التامة بين الذيلين ، فإن الظاهر أن المعنى هو أن الله تعالى إنما ينهاكم عن قتل أنفسكم رحمة بكم ورأفة ، وإلا فمجازاته لمن قتل النفس بإصلائه النار عليه يسير غير عسير ، ومع ذلك فعود التعليل وكذا التهديد إلى مجموع الفقرتين في الآية الأولى -{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء : 29]- أعني النهي عن أكل المال بالباطل والنهي عن قتل النفس لا ضير فيه.
وأما قول بعضهم : إن التعليل والتهديد أو التهديد فقط راجع إلى جميع ما ذكر من المناهي من أول السورة إلى هذه الآية ، وكذا قول آخرين : إن ذلك إشارة إلى جميع ما ذكر من المناهي من قوله : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً } الآية [ مريم 19 ] إلى هنا لعدم ذكر جزاء للمناهي الواقعة في هذه الآيات فمما لا دليل على اعتباره .
وتغيير السياق في قوله : فسوف نصليه نارا بالخصوص عن سياق الغيبة الواقع في قوله : { إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً } إلى سياق التكلم تابع للالتفات الواقع في قوله : { ذلِكَ } عن خطاب المؤمنين إلى خطاب الرسول ، ثم الرجوع إلى الغيبة في قوله : { وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً } إشعار بالتعليل ، أي وذلك عليه يسير لأنه هو الله عز اسمه.
_______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 272 .
حذر [الله سبحانه] قائلا : {ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه (2) ناراً} أي أن من يعصي هذه الأحكام ويتجاهل هذا التحذير، ويأكل أموال الآخرين بالباطل ودون استحقاق ، أو ينتحر بيديه لم يصبه العذاب الإليم في الدنيا فحسب ، بل ستصيبه نار الغضب الإِلهي ، وهذا أمر هين على الله : {وكان ذلك على الله يسيراً} .
___________________
1- تفسير الأمثل ، ج3 ، ص106 .
2ـ «الصلي» يعني في الأصل الإِقتراب إِلى النار، ويطلق على التدفؤ والإِحتراق والإِكتواء بالنار أيضاً ، وقد استعملت في الآية الحاضرة في معنى الإِحتراق بالنار إحتراقاً .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ووفد من جامعة البصرة يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك
|
|
|