المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16642 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير آية (174-175) من سورة النساء  
  
4625   04:33 مساءً   التاريخ: 27-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف النون / سورة النساء /

قال تعالى : { يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء : 174-175].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

لما فصل الله ذكر الأحكام التي يجب العمل بها ، ذكر البرهان بعد ذلك ليكون الإنسان على ثقة ويقين ، فقال : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} وهو خطاب للمكلفين من سائر الملل الذين قص قصصهم في هذه السورة {قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ أي : أتاكم حجة من الله يبرهن لكم عن صحة ما أمركم به ، وهو محمد ، لما معه من المعجزات القاهرة ، الشاهدة بصدقه . وقيل : هو القرآن {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ} معه {نُورًا مُبِينًا} يبين لكم الحجة الواضحة ، ويهديكم إلى ما فيه النجاة لكم من عذابه ، وأليم عقابه . وذلك النور : هو القرآن ، عن مجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وقيل : النور ولاية علي عليه السلام ، عن أبي عبد الله عليه السلام . {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ} أي : صدقوا بوحدانية الله ، واعترفوا ببعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} أي : تمسكوا بالنور الذي أنزله على نبيه ، {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ} أي : نعمة منه هي الجنة ، عن ابن عباس {وَفَضْلٍ} يعني ما يبسط لهم من الكرامة ، وتضعيف الحسنات ، وما يزاد لهم من النعم ، على ما يستحقونه . {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} أي يوفقهم لإصابة فضله الذي يتفضل به على أوليائه ، ويسددهم لسلوك منهج من أنعم عليه من أهل طاعته ، واقتفاء آثارهم ، والاهتداء بهديهم ، والاستنان بسنتهم ، واتباع دينهم ، وهو الصراط المستقيم ، الذي ارتضاه الله منهجا لعباده .

__________________________

1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 252 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هاتين الآيتين (1) :  

{ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً } . تعرضت الآيات السابقة لمحاجة اليهود والنصارى ، وبعد أن أقام سبحانه الحجة على الجميع دعا الناس عامة إلى الإيمان بمحمد ( صلى الله عليه وآله ) والقرآن الكريم ، فقد اتفق المفسرون على ان المراد بالبرهان محمد ، وبالنور المبين القرآن ، وكل من سنة محمد وكتاب اللَّه برهان قاطع على إحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، ونور ساطع يهدي للتي هي أقوم ، لأنهما ينطقان بالوحي عن اللَّه ، لا عن سواه : { قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف - 9 ] . . { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهً فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران - 31] .

أما الدليل على انهما وحي من اللَّه ، وانهما برهان ونور فلا يتلخص بكلمات تقال في تفسير آية من الآيات ، وقد وضع المتخصصون فيه مئات الكتب ، وذكرنا الكثير مما جاء فيها في مطاوي هذا التفسير ، وسنذكر أيضا الكثير كلما دعت المناسبة ، وعلى طالب الحق ان يبحث ويتتبع . . أجل ، شيء واحد نسأل هذا الطالب ان لا يذهل عنه ، وهو أن يقارن بين تعاليم القرآن ، وتعاليم غيره من كتب الأديان . . وأيضا يقارن بين تاريخه وتاريخها ، والمراحل التي مرت بها عبر القرون والأجيال . . ويبحث أيضا بصورة خاصة عن عدد الأناجيل واشتهارها ، وكم كانت في القرن الأول والثاني الميلاديين ؟ ولما ذا انعقد المجمع المسكوني في نيقية سنة 325 م الذي ضم ألفين وأربعين أسقفا يمثلون جميع الكنائس في العالم المسيحي ؟ وما ذا تم في هذا المجمع ؟ وهل اتفق جميع الأساقفة على ان عيسى إله ، أو ان فئة منهم قالت : انه بشر مخلوق ، وأخرى قالت : هو إله ؟

وهل تعرض هذا المجمع للعنصر الثالث روح القدس ، وأتى على ذكر ألوهيته ، أو ان الذي أقر ألوهية هذا العنصر هو المجمع الذي انعقد في القسطنطينية سنة 381 م ، ولم يعرف هذا العنصر من قبل هذا التاريخ .

نرغب إلى طالب الحق أن يبحث عن هذه الجهات ، ونحن معه في النتيجة التي ينتهي إليها آية تكون .

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ واعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وفَضْلٍ ويَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً } . الضمائر الثلاثة في به ومنه واليه كلها تعود إلى اللَّه . .

وبعض المفسرين فرّق بين الرحمة والفضل بأن الرحمة تكون في الدنيا ، والفضل يكون في الآخرة . وقال آخر نقلا عن ابن عباس : ان الرحمة هي الجنة ، وان الفضل ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت . . ويلاحظ بأن هذا أراد أن يفرق فجمع ، لأن هذا الوصف هو للجنة بالذات . . أما نحن فلا نرى أي فرق بين رحمة اللَّه وفضله . . ويكفي لصحة العطف المفارقة في اللفظ . . وعطف بعض المترادفات على بعض في اللغة العربية كثير ومستحسن ، ويسمى بعطف التفسير .

ومعنى الآية بمجموعها ان من آمن باللَّه ، واتكل عليه ، دون سواه فهو في رحمة اللَّه وفضله دنيا وآخرة ، أما في الدنيا فان اللَّه يمنحه التوفيق والهداية إلى الطريق المؤدية إلى الحق ، لا ينحرف عنه أبدا ، وإما في الآخرة فروح وريحان وجنة نعيم ، وأخصر تفسير لهذه الآية الكريمة قول علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « رب رحيم ، ودين قويم » . وكل امرئ وما يختار .

___________________________

1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص504-505 .

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

قوله تعالى : { يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً } قال الراغب : البرهان بيان للحجة ، وهو فعلان مثل الرجحان والثنيان. وقال بعضهم : هو مصدر بره يبره إذا ابيض. انتهى ، فهو على أي حال مصدر. وربما استعمل بمعنى الفاعل كما إذا أطلق على نفس الدليل والحجة.

والمراد بالنور هو القرآن لا محالة بقرينة قوله { وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ } ويمكن أن يراد بالبرهان أيضا ذلك ، والجملتان إذا تؤكد إحداهما الأخرى.

ويمكن أن يراد به النبي صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ، ويؤيده وقوع الآية في ذيل الآيات المبينة لصدق النبي في رسالته ، ونزول القرآن من عند الله تعالى ، وكون الآية تفريعا لذلك ويؤيده أيضا قوله تعالى في الآية التالية. { وَاعْتَصَمُوا بِهِ } لما تقدم في الكلام على قوله { وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ } : ( آل عمران. 101 ) إن المراد بالاعتصام الأخذ بكتاب الله والاتباع لرسوله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله.

قوله تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ } ، بيان لثواب من اتبع برهان ربه والنور النازل من عنده.

والآية كأنها منتزعة من الآية السابقة المبينة لثواب الذين آمنوا وعملوا الصالحات أعني قوله { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } ، ولعله لذلك لم يذكر هاهنا جزاء المتخلف من تبعية البرهان والنور ، لأنه بعينه ما ذكر في الآية السابقة ، فلا حاجة إلى تكراره ثانيا بعد الإشعار بأن جزاء المتبعين هاهنا جزاء المتبعين هنالك ، وليس هناك إلا فريقان : المتبعون والمتخلفون.

وعلى هذا فقوله في هذه الآية : { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ } يحاذي قوله في تلك الآية : { فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } وهو الجنة ، وأيضا قوله في هذه الآية : { وَفَضْلٍ } يحاذي قوله في تلك الآية : { وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ } وأما قوله { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً } فهو من آثار ما ذكر فيها من الاعتصام بالله كما في قوله : { وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ } : ( آل عمران : 101 ) .

___________________________

1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 130-131 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

النّور المبين :

بعد أن تناولت الآيات السابقة بعضا من انحرافات أهل الكتاب بالنسبة لمبدأ التوحيد ومبادئ وتعاليم الأنبياء ، جاءت الآيتان الأخيرتان لتختما القول في بيان سبيل النّجاة والخلاص من تلك الانحرافات .

لقد توجه الخطاب أوّلا إلى عامّة الناس ، مبينا أنّ الله قد بعث من جانبه نبيّا يحمل معه الدلائل والبراهين الواضحة ، وبعث معه النور المبين المتجسد في القرآن الكريم الذي يهدي الناس إلى طريق السعادة الأبدية ، حيث تقول الآية الأولى : {يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} .

ويعتقد بعض العلماء أنّ كلمة «برهان» المشتقة من المصدر «بره» على وزن «فرح» تعني الابيضاض ـ ولمّا كانت الأدلة الواضحة تجلى للمسامع وجه الحق وتجعله واضحا مشرقا أبيض لذلك سميت بـ «البرهان».

والمقصود بالبرهان الوارد في الآية موضوع البحث ـ وكما يقول جمع من المفسّرين وتؤكّد ذلك القرائن ـ هو شخص نبيّ الإسلام صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم ، وأنّ المقصود بالنور هو القرآن المجيد الذي عبّرت عنه آيات أخرى بالنور أيضا.

وقد فسّرت الأحاديث المتعددة المنقولة عن أهل البيت عليهم ‌السلام ـ والتي أوردتها تفاسير «نور الثقلين» و «على بن إبراهيم» و «مجمع البيان» ـ أن «البرهان» هو النّبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم و «النّور» هو علي بن أبي طالب عليه‌ السلام .

ولا يتنافى هذا التّفسير مع ذلك الذي أوردناه قبله ، حيث يمكن أن يقصد بعبارة «النور» معان عديدة لتشمل «القرآن» و «أمير المؤمنين علي عليه ‌السلام» الذي يعتبر حافظا ومفسّرا للقرآن ومدافعا عنه .

وتوضح الآية الثانية عاقبة اتّباع هذا البرهان وهذا النور ، فتؤكّد على أنّ الذين آمنوا بالله وتمسكوا بهذا الكتاب السماوي ، سيدخلهم الله عاجلا في رحمته الواسعة ، ويجزل لهم الثواب من فضله ورحمته ، ويهديهم إلى الطريق المستقيم. تقول الآية : {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً} (2) .

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 394-395 .

2. راجع تفسير سورة الحمد في تفسيرنا هذا الجزء الأوّل للاطلاع على تفسير عبارة «الصراط المستقيم».

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .