المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

تفسير الاية (21-22) من سورة البقرة
4-12-2016
ما المقصود بأنواع الحشرات المحمية؟
6-4-2021
حبة الشعير
2023-06-06
تخيل نفسك سعيدا
8-5-2022
مجموعة مبيدات الحشرات الكارباماتية العضوية المصنعة
2023-05-15
اختلاف الدعاء على الميت بحسب الايمان والنفاق
18-12-2015


بؤس العامة و شقاؤها في عصر المأمون  
  
2980   06:06 مساءاً   التاريخ: 7-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص194-195.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / موقفه السياسي وولاية العهد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-05-2015 3696
التاريخ: 7-8-2016 2983
التاريخ: 3118
التاريخ: 7-8-2016 2812

كانت الأكثرية الساحقة من المجتمع الاسلامي في عصر المأمون و غيره من عصور الحكم العباسي البؤس و الحرمان فقد كانت ترزح تحت كابوس رهيب من الفقر و البؤس و لنستمع لأبي العتاهية يحدثنا عما كانت عليه العامة من البؤس و الشقاء يقول مخاطبا الملك العباسي:

من مبلغ عني الإما                م نصائحا متواليه‏

إني أرى الاسعار اس              عار الرعية غاليه‏

و أرى المكاسب نزرة             وارى الضرورة فاشيه‏

و أرى غموم الدهر را            ئحة تمر و غاديه‏

و أرى اليتامى في البيو           ت البائسات الخاليه‏

من بين راج لم يزل‏                يسمو إليك و راجيه‏

يشكون مجاهدة باص             وات ضعاف عاليه‏

يرجون رفدك كي يروا            مما لقوه العافية

و مصيبات الجوع إذ              تمسي و تصبح طاويه‏

من للبطون الجائعا                 ت و للجسوم العارية

القيت أخبارا إلي                   ك من الرعية شافيه‏

و حكى هذا الشعر الاجتماعي الحالة السائدة في عصر أبي العتاهية فملايين من الشعب المسلم عارية اجسامهم جائعة بطونهم خاوية ابدانهم في حين قد زخرت خزائن ملوك العباسيين بالملايين من اموال المسلمين غير أنها لم تنفق في صالحهم و انما كانت تنفق على الشهوات و على ما يفسد الحياة العامة.

و لنستمع إلى بشار في ارجوزته التي يمدح فيها يزيد بن المهلب عامل المنصور الدوانيقي على (افريقية) يقول:

و صبية اكبرهم صغير            إليك من خوف البلايا مور

أ ما ترى فانت بي بصير          طالب خير خطوه قصير

قد ساقه القحط و دهربور        بل غال نومي بائع مسعور

يمشي برق بطنه مسطور        يهولني لقاؤه المحذور

و أنا من رؤيته مذعور           يروعني و ليس لي مجير

إني لما اوليتني شكور            فهل لما بي من اذى تغيير

ا رأيتم كيف كانت المجاعة سائدة في العصور العباسية الأولى لقد استجار هذا الشاعر بابن المهلب لينقذه من ويلات الفقر و كوارث البؤس و يقول هذا الشاعر راجيا يعقوب ابن دواد:

يا أيها الرجل الغادي لحاجته‏               عند الخليفة بين المطل و الجود

إن الحوائج قد سدت مطالعها              فابعث لها جاه يعقوب بن داود

اذا ابن داود اعطاني معونته‏               كان الفراغ و لم اربع على عود

أ رأيتم هذا التذلل و الاستعطاف فقد سدت نوافذ العيش على اغلب الطبقات و عانى الناس الجوع و الحرمان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.