المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الشخصية الكريمة لأم الامام الرضا  
  
4608   01:45 مساءاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص20-23.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / الولادة والنشأة /

أم الامام الرضا (عليه السّلام) فقد تحلت بجميع مزايا الشرف و الفضيلة التي تسمو بها المرأة المسلمة من العفة و الطهارة و سمو الذات و هي من السيدات الماجدات في الاسلام و كانت أمة و هذا لا ينقص مكانتها لأن الاسلام جعل المقياس في تفاوت الناس بالتقوى و العمل الصالح و لا أثر لغير ذلك.

نقل الرواة عدة أقوال في كيفية زواج الامام الكاظم (عليه السّلام) بهذه السيدة الماجدة و هذه بعضها:

1- انها كانت من أشراف العجم و كانت ملكا للسيدة حميدة أم الامام موسى (عليه السّلام) و هي من أفضل النساء في عقلها و دينها و اعظامها لمولاتها السيدة حميدة حتى انها ما جلست بين يديها من ملكتها اجلالا و اعظاما لها و قد قالت حميدة لابنها الامام موسى: يا بني ان تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها و لست أشك أن اللّه تعالى سيظهر نسلها و قد وهبتها لك فاستوص بها خيرا .

2- روى هشام بن أحمد قال: أبو الحسن الأول - هو الامام موسى- هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا فقال (عليه السّلام): بلى قد قدم رجل فانطلق بنا إليه فركب و ركبنا معه حتى انتهينا الى الرجل فاذا رجل من أهل المغرب معه رقيق.

فقال له: اعرض علينا فعرض علينا تسع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن: لا حاجة لي فيها ثم قال له: اعرض علينا فقال: ما عندي شي‏ء فقال له: بلى اعرض علينا قال: لا و اللّه ما عندي إلّا جارية مريضة فقال له: ما عليك أن تعرضها فأبى ثم انصرف (عليه السّلام) ثم انه ارسلني من الغد إليه فقال لي: قل له: كم غايتك فيها؟ فاذا قال: كذا و كذا- يعني من المال- فقل:  قد أخذتها فأتيته فقال له: ما أريد أن انقصها من كذا- و عين مبلغا خاصا- فقلت: قد أخذتها و هو لك فقال: هي لك و لكن من الرجل الذي كان معك بالأمس؟ فقلت: رجل من بني هاشم فقال: من أي بني هاشم؟ فقلت: من نقبائهم فقال: أريد اكثر من هذا فقلت: ما عندي اكثر من هذا.

فقال: اخبرك عن هذه اني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت: من هذه الوصيفة معك؟ فقلت: اشتريتها لنفسي فقالت: ما ينبغي أن تكون عند مثلك ان هذه الجارية ينبغي ان تكون عند خير أهل الأرض فلا تلبث عنده إلّا قليلا حتى تلد منه غلاما يدين له شرق الأرض و غربها قال: فأتيته بها فلم تلبث عنده إلّا قليلا حتى ولدت له عليا .

3- روي: أن الامام الكاظم (عليه السّلام) قال: لأصحابه و اللّه ما اشتريت هذه الجارية إلّا بأمر من اللّه و وحيه و سئل عن ذلك فقال: بينما أنا نائم إذ أتاني جدي و أبي و معهما قطعة حرير فنشراها فاذا قميص فيه صورة هذه الجارية فقالا: يا موسى ليكونن لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ثم أمرني أبي إذا ولد لي ولد أن أسميه عليا و قالا: إن اللّه عزّ و جلّ سيظهر به العدل و الرحمة طوبى لمن صدقه و ويل لمن عاداه و جحده‏ .

هذه بعض الروايات التي قيلت في كيفية زواج الامام موسى (عليه السّلام) بهذه السيدة الكريمة و قد حباها بخالص الحب و اصفاه و كانت تنعم بالإكبار و التقدير في بيته.

اما اسم هذه السيدة الزكية فقد اختلفت فيه أقوال الرواة و هذه بعضها:

1- تكتم: و ذهب كثير من المؤرخين الى ان اسمها تكتم و في ذلك يقول الشاعر في مدحه للامام (عليه السّلام):

ألا ان خير الناس نفسا و والدا       و رهطا و أجدادا عليّ المعظم‏

اتتنا به للعلم و الحلم ثامنا                  إماما يؤدي حجة اللّه تكتم‏

و هذا الاسم عربي تسمى به السيدات من نساء العرب و فيه يقول الشاعر:

طاف الخيالان فزادا سقما         خيال تكنى و خيال تكتما

2- الخيزران‏ .

3- أروى‏ .

4- نجمة .

5- أم البنين‏ و الظاهر أنه كنية لها.

هذه بعض الأقوال التي قيلت في اسمها و ليس في تحقيق ما هو الصحيح منها بذي فائدة على القراء.

و كانت هذه السيدة الزكية من العابدات فقد اقبلت على طاعة اللّه اقبالا شديدا فقد تأثرت بسلوك زوجها الامام الكاظم (عليه السّلام) إمام المتقين و المنيبين الى اللّه تعالى و كان من مظاهر عبادتها أنها لما ولدت الامام الرضا (عليه السّلام) قالت: اعينوني بمرضعة فقيل لها: أنقص الدر؟ قالت: ما اكذب ما نقص الدر و لكن علي ورد من صلاتي و تسبيحي‏ أ رأيتم هذه النفس الملائكية التي هامت بحب اللّه و انقطعت إليه فقد طلبت أن يعاونوها على ارضاع ولدها لأنه يشغلها عن اورادها من الصلاة و التسبيح.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.