تعتبر الإدارة الإستراتيجية ثمرة لتطور مفهوم التخطيط الاستراتيجي، وتوسيع لنطاقه وإغناء لأبعاده. التخطيط الاستراتيجي هو عنصر مهم من عناصر الإدارة الإستراتيجية وليس الإدارة الإستراتيجية بعينها لأن الإدارة الإستراتيجية تعني أيضا إدارة التغيير التنظيمي وإدارة الثقافة التنظيمية وإدارة الموارد وإدارة البيئة في نفس الوقت. الإدارة الإستراتيجية تهتم بالحاضر والمستقبل في آن واحد فهي نظرة داخلية إلى الخارج ونظرة تحليل لحاضر المنظمة من منظور مستقبلي، أي أن الإدارة الإستراتيجية هي في الواقع عملية خلق هادفة في حين أن التخطيط الاستراتيجي هو عملية تنبؤ لفترة طويلة الأجل وتوقع ما سيحدث وتخصيص الموارد والإمكانات الحالية لكن في نطاق الزمن الذي تحدده الخطة)ياسين، 2010 :ص 18).

ويرى(بن حبتور ر( أن التطور الذي حصل في مفهوم الإدارة الاستراتيجي يرتبط إلى حد ما بتطور مفهوم وأدوات تطبيق وظيفة التخطيط وتطوير هذه الوظيفة إلى تخطيط استراتيجي وتطوير التخطيط الاستراتيجي إلى مفهوم الإدارة الإستراتيجية)بن حبتور، 2004 :ص 50).

كما يرى (القطامين( أن التخطيط الاستراتيجي هو المرحلة الثانية من مراحل الإدارة الإستراتيجية باعتبار أن المرحلة الأولى هي مرحلة التحليل الاستراتيجي البيئي)القطامين، 2004 :ص 92).

وقد اعتبر ت)خطاب( التخطيط الاستراتيجي هو مرحلة تصميم الإستراتيجية في الإدارة الإستراتيجية)خطاب، 2001 :ص 15).

الباحثة مع الرأي الذي يقول بأن التخطيط الاستراتيجي هو جزء أو مرحلة من مراحل الإدارة الإستراتيجية.

وقد اتضح أن المنظمات التي أخذت بمفهوم الإدارة الإستراتيجية كانت ذات أداء أفضل من تلك المنظمات التي لم تأخذ بهذا المفهوم. وكذلك توصلت الدراسات التي أجراها أنسوف وهارولد وبرت، وايستلك ماكدونالد، وود وكارجن ومايلك، وميلر، وولشن إلى أن المنظمات التي تمارس التخطيط الاستراتيجي تتفوق أدائيًا على تلك التي لا تمارسه.(الدوري، 2010 :ص 28).

والتخطيط الاستراتيجي يعمل بأفضل صورة في ظل الإدارة الإستراتيجية وهي التي تهتم بعملية التحسين المستمر أكثر منه على الفترة الزمنية المحددة، حيث تهتم الإدارة الإستراتيجية اهتمامًا كبيرًا بإشباع حاجات المستفيد من خلال مشاركة جميع العاملين في تحسين العمليات والخدمات المقدمة للفئات المستفيدة)خبراء بميك، 2006 :ص 38).