يقصد بالإدارة الاستراتيجية العملية الخاصة بالتأكيد من استفادة المنظمة من تطبيق الاستراتيجية التنظيمية المناسبة .وهذا يوضح بداية وقبل كل شيء ان الاستراتيجية المناسبة هي تلك الاستراتيجية التي تتناسب مع الاهداف التنظيمية في الوقت المعين وبصفة عامة تتكون الادارة الاستراتيجية من خمس مراحل متتابعة كما يلي:

1- التحليل البيئي Environmental Analysis

2- وضع وتحديد الاتجاه التنظيمي Establishment of an Organizational Direction

3- تكوين الاستراتيجية Strategy Formulation

4- تطبيق الاستراتيجية Strategy Implementation

5- الرقابة بالاستراتيجية Strategy Control

والشكل التالي يوضح هذه المراحل الخمس:

1- التحليل البيئي Environmental Analysis:

يعتبر التحليل البيئي الخطوة الأولى والأساسية في عملية الإدارة الاستراتيجية . وما أوضحته الأبحاث الخاصة بالنظرية الموقفية للتنظيم فإن التنظيم هو جزء من النظام الأكبر (المجتمع والبيئة المحيطة ) فإن نقطة البدء الصحيحة لأي منظمة هو القيام بعملية تحليل البيئة الخارجية (External Environment )حولها والداخلة Internal Environment المتمثلة في مواردها وأنظمتها القائمة وذلك حتى يمكن المنظمة الاستمرار والبقاء وهذا ينبغي أن نفرق بين العوامل الخارجية العامة General Environmentالعوامل الخارجية المتعلقة بنوع ومجال النشاط الخاص بالمنظمة Operational Environment ومن اهم الامثلة على العوامل العامة العوامل السياسية . العوامل الاجتماعية  العوامل الاقتصادية العوامل التسريعية والقانونية والتكنولوجية وهذه العوامل يكون لها تأثير ملموس بالإيجاب او السلب  على اي منظمة تقع في نطاقها أما العوامل الخاصة بنوع العمل فتتمثل في العوامل الخاصة بالموردين  المنافسين المستهلكين ونوع العمالة المطلوبة لها .وهذه العوامل أيضا تؤثر على المنظمة بشكل مباشر سواء كانت المدخلات أو المخرجات الخاصة بها.

ثم تتم بعد ذلك تحليل البيئة الداخلية للمنظمة ذاتها والتي يكون لها تأثير حالي ونتائج محددة لإدارتها وبصفة عامة فأننا نتكلم عن العوامل الداخلية المتمثلة غالبا في التسويق التمويل  والمحاسبة وهي ايضا تشتمل على الوظائف الادارية الخاصة بالتخطيط والتنظيم التأثير والرقابة داخل المنظمة .

 2- وضع وتحديد الاتجاه التنظيمي Establishment of an Organization Direction:

وهذا يمثل الخطوة الثانية في عملية الإدارة الاستراتيجية وهو يمثل تفسير للمعلومات التي تم جمعها من التحليل الخاص بالبيئة الخارجية والداخلية للمنظمة والذي يمكن الادارة من تحديد الاتجاه على المنظمة اتباعه. وهناك مكونين أساسين لهذا العمل:

الرسالة التنظيمية،Organizational Mission والأهداف التنظيمية Organizational Objectives

ونعنى بالرسالة القائمة المكتوبة والتي حددتها الإدارة والتي توصف وتوضح الرسالة التنظيمية وهي تعتمد نتاج عمل ومدخلات كثيرة من العاملين بالمنظمة  والرسالة هي بالتالي تحديد الغرض او السبب الاساسي من وراء قيام المنظمة وبصفة عامة فأن الرسالة تحدد أنواع المنتجات أو الخدمات التي سوف تقدمها المنظمة، العملاء الذين تسعى لإشباع حاجاتهم ورغباتهم، القيم والمعتقدات الهامة للمنظمة التي سوف  تتمسك بها في قيامها بأنشطتها الخاصة . والرسالة عادة ما تكون شاملة وعمومية لتوجيه المنظمة وتنبني على المعلومات التي يتم جمعها من التحليل البيئي السابق شرحه.

مثال لرسالة شركة فيديكس Fedex للنقل السريع:

"الشركة ملتزمة بفلسفة العملاء –الخدمة- الربح ... تحقيق إيرادات كبيرة عن طريق تقديم خدمة دقيقة، يمكن الاعتماد عليها تنافسية خدمة نقل عالمية ارضية وجوية للسلع والخدمات  والمستندات ذات الاهمية الكبرى والتي تتطلب تسليم سريع ومحدد ويكون بنفس درجة الاهمية تحقيق درجة عالية من السيطرة والرقابة في كل مراحل عملنا ونشاطنا وسوف نكون قادرين على تقديم كافة المعلومات والبيانات الخاصة بكل عملية نقل تقوم بها مع المطالبة بالمبلغ المستحقة لنا  سوف تكون مساعدون مهذبون لكل الافراد والجهات  التي نتعامل معها وسوف نستميت للوصول إلى رضاء المستهلك في نهاية عملية النقل".

ومن البديهي أن توضع الأهداف التنظيمية -وهى العنصر الثاني الخاص بتحديد الاتجاهات التنظيمية في

ضوء الرسالة والغرض الأساسي للمنظمة . وهذا يؤكد أيضاً على أن الأهداف توضع في ظل التحليل البيئي

الذي يحدد بدايةً الغرض الأساسي للمنظمة . وهناك العديد من الأهداف التنظيمية التي تختلف حسب المستوى الإداري أو نوع العمل أو الفرد الذي توضع من اجله . بل أننا نصل في النهاية الى شجرة عديدة من الاهداف

المتكاملة والتي ترتبط جميعا بالغرض الاساسي والذي هو بدوره يسعى لتحقيق أهداف المجتمع والبيئة المحيطة .

3- تكوين الاستراتيجية Strategy Formation :

ويقصد بتكوين الاستراتيجية العملية الخاصة بتحديد البدائل المناسبة الواجبة الاستخدام للوصول لتحقيق الاهداف التنظيمية ومن بعدها تحقيق غرض المنظمة ويستخدم في هذا العديد من الادوات غير ان اكثرها أهمية وشيوعا هو تحليل  S.W.O.T ويقصد بهذا التحليل محاولة التوائم بين نقاط القوى والضعف ، التنظيمية مع الفرص والمهارات الخارجية للمنظمة ونجد ان الاسم الخاص بهذا التحليل انما هو اختصار لهذا المعاني (Strengths, Weaknesses, Opportunities and Threats) .

وهي القوى الضعف من داخل المنظمة والفرص والمهددات من خارج المنظمة لاشك أن تحقق التوازن والتكامل بين العوامل الداخلية والعوامل الخارجية سوف يساعد على نجاح المنظمة واستمرارها لتحقيق الغرض الاساسي التي قامت من أجله .

4- تطبيق الاستراتيجية Strategy Implementation:

بعد القيام بالتحليل البيئي وتحديد التوجه الخاص بالمنظمة والذي ساعد على تكوين الاستراتيجية الواجب اتباعها لتحقيق الفرص الاساسية للمنظمة تقوم الادارة بوضع الاستراتيجية موضع التنفيذ وهذا يتطلب توافر مهارات أساسية  مثل مهارات التفاعل مع الافراد خلال مرحلة التطبيق  الاستراتيجي ومساعدتهم على القيام بها وتقليل نواحي التخوف أو عدم المقدرة من جانبهم مهارات التوزيع العادل للموارد المتاحة على الافراد والادارات بالشكل الذي يمكن كل منهم على تحقيق الدور المنوط به وبكفاءة عالية مهارات السيطرة والرقابة والاستفادة من البيانات  التغذية العكسية أو المرتدة لتحقيق التقدم المطلوب .

5- الرقابة الاستراتيجية Strategy Control :

وهذه تمثل الخطوة الاخيرة من عملية الاستراتيجية وتشتمل على القياس والتقييم السامل للإدارة الاستراتيجية بجميع مراحلها المختلفة للتأكد من أنها الاختيار المناسب والصحيح للمنظمة وتعني بهذا مراجعة الاعمال والانشطة الخاصة بالتحليل البيئي الرسالة والغرض الاساسي للمنظمة تكوين الاستراتيجية كذلك  خطوات ومراحل الرقابة الاستراتيجية للتأكد من أنها هي الاجراءات المناسبة والسليمة .