المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



قتال الإمام للمارقين  
  
3362   10:51 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11,ص205-209.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

خاف أصحاب الإمام من السير لحرب معاوية ويتركوا الخوارج من ورائهم يستبيحون أموالهم وأعراضهم من بعدهم فانكشفت نواياهم التخريبية بقتلهم عبد الله بن خبّاب وزوجته فطلبوا من الإمام مناجزتهم فإذا فرغوا منهم ساروا لحرب معاوية فأجابهم الإمام إلى ذلك وسار بجيشه حتّى انتهى إلى النهروان حيث كانوا يقيمون فيه فأرسل إليهم أن يمكّنوه من قتلة عبد الله بن خبّاب ليقتصّ منهم ويمضي إلى قتال معاوية فأجابوه جميعا بلهجة واحدة : ليس بيننا وبينك إلاّ السيف إلاّ أن تقرّ بالكفر وتتوب كما تبنا ؛ فردّ عليهم الإمام قائلا :  أصابكم حاصب  ولا بقي منكم آبر أبعد إيماني بالله وجهادي مع رسول الله (صلّى الله عليه واله) أشهد على نفسي بالكفر! {قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [الأنعام: 56] ! فأوبوا شرّ مآب وارجعوا على أثر الأعقاب , أما إنّكم ستلقون بعدي ذلاّ شاملا وسيفا قاطعا وأثرة يتّخذها الظّالمون فيكم سنّة .

وأخذ الإمام (عليه السلام) يعظهم تارة ويراسلهم اخرى فجعل كثير منهم يتسلّلون ويعودون إلى الكوفة وقسم منهم التحق بجيش الإمام وفريق آخر اعتزل الحرب ولم يبق منهم إلاّ ذو الثفنات عبد الله بن وهب الراسبي زعيمهم ومعه ثلاثة آلاف , ولمّا يئس الإمام من هدايتهم عبّأ جيشه تعبئة عامّة وأمرهم أن لا يبدؤوهم بقتال حتى يكونوا هم الذين يبدؤون به ولمّا نظر الخوارج إلى تهيئة الإمام للحرب تهيّأوا أيضا وكانت نفوسهم تتحرّق إلى الحرب وهتف بعضهم : هل من رائح إلى الجنة؟

فصاحوا جميعا : الرواح إلى الجنّة وحملوا حملة منكرة على جيش الإمام وهم يهتفون بشعارهم : لا حكم إلاّ لله .

وانفرجت لهم خيل الإمام فرقتين : فرقة تمضي إلى الميمنة وفرقة تمضي إلى الميسرة والخوارج اندفعوا بين الفرقتين فتلقّاهم أصحاب الإمام بالنبل وما هي إلاّ ساعة حتى قتلوا عن آخرهم ولم يفلت منهم إلاّ تسعة .

وقيل للإمام : هلك القوم بأجمعهم.

وراح الإمام يخبرهم بما أخبره به النبي (صلى الله عليه واله) من أنّهم لم يهلكوا جميعا وأنّه سيدين بفكرتهم من في أصلاب الرجال قائلا : كلاّ والله! إنّهم نطف في أصلاب الرّجال وقرارات النّساء  كلّما نجم منهم قرن قطع حتّى يكون آخرهم لصوصا سلاّبين .

ولمّا وضعت الحرب أوزارها طلب الإمام (عليه السلام) أن يلتمسوا له ذا الثدية  في القتلى ففتّشوا عنه فلم يظفروا به فعادوا إليه وأخبروه أنّهم لم يجدوه فأمرهم بالبحث عنه ثانيا وقال :  والله! ما كذبت ولا كذّبت ويحكم التمسوا الرّجل فإنّه في القتلى .

فانطلقوا يبحثون عنه فظفر به رجل من أصحابه وهو جثّة هامدة فمضى مسرعا إلى الإمام فأخبره بذلك فخرّ الإمام ساجدا وكذلك فعل بعض أصحابه ثمّ رفع رأسه من السجود وهو يقول : ما كذبت ولا كذّبت قتلتم شرّ النّاس .

وحدّث الإمام أصحابه بما سمعه من النبيّ (صلى الله عليه واله) في شأن ذي الثدية قائلا : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لي : سيخرج قوم يتكلّمون بكلام الحقّ لا يجاوز حلوقهم يخرجون من الحقّ خروج السّهم أو مروق السّهم سيماهم أنّ فيهم رجلا مخدج اليد في يده شعرات سود فإن كان فيهم فقد قتلتم شرّ النّاس ؛ وأمر الإمام بإحضار جثّته فأحضرت له فكشف عن يده فإذا على منكبه ثدي كثدي المرأة وعليها شعرات سود تمتدّ حتى تحاذي باطن يده الاخرى فإذا تركت عادت إلى منكبه فلمّا رأى الإمام ذلك خرّ ساجدا ثمّ إنّ الإمام عمد إلى القتلى من الفريقين فدفنهم وقسّم بين أصحابه سلاح الخوارج الذين سمّوا بالشراة  ثمّ ردّ الأمتعة والعبيد إلى أهليهم كما فعل مثل ذلك بأصحاب الجمل ؛ وانتهت بذلك حرب النهروان التي تفرّعت من رفع المصاحف وقد أسفرت عن تشكيل حزب ثوري عنيف ظهر في الإسلام قد أخذ على نفسه التمرّد وإعلان الثورة على الحكومات القائمة في بلاد المسلمين ممّا أدّى إلى إراقة أنهار من الدماء وإشاعة الفتنة والخلاف بين المسلمين , لقد كان البارز في أنظمة الخوارج الحكم بكفر من لا يدين بنظامهم من المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.