المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الآثار الحياتية / تفكك الاسرة  
  
2047   12:41 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص 50- 54
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-8-2022 2475
التاريخ: 22-5-2020 3029
التاريخ: 21-2-2022 1491
التاريخ: 2023-03-15 1232

الاب والام في الأسر العادية أحياء ويقومون بواجبهم في رعاية الطفل والاشراف عليه، ويعتمدون مثلاً على اسلوب اخلاقي وتربوي خاص من اجل ذلك، وهكذا يعتاد الطفل على ذلك الاسلوب ويسعى للتوافق معه، ولربما كانت تلك المقررات والضوابط التي يتضمنها ذلك الاسلوب قاسية وصعبة التطبيق، ولكن لأن الطفل قد اعتاد عليها سيصبح تطبيقها سهلاً.

وهنا علينا ان نشير الى ان الطفل بطبيعته ينزعج من التغييرات الطارئة ويرغب بالثبات والحفاظ على حالته، لدرجة ان انتقاله من بيت الى آخر او من مدرسة الى اخرى واختلال القوانين والمقررات المذكورة سيفسح المجال لظهور الثغرات او الاختلالات الفكرية والسلوكية، وحتى الجسدية.

ان الاب ركن من اركان الاسرة، وقد اعتاد الطفل عليه فمنذ ان فتح عينيه وجد حوله امه واباه بجانبه يعتنيان به، فغيابه عن الاسرة وفقدانه يعد كارثة للطفل وصدمة كبيرة له وما قلناه يصدق ايضاً عندما تموت الام، وكذلك في حالة الطلاق والفراق او المخاصمة والابتعاد.

ـ الآثار الحياتية :

ان تفكك الرابطة العائلية من جراء موت الاب او الام سيسبب للطفل صدمات كثيرة يصعب بحثها بشكل كامل هنا، ولكننا سنشير الى موارد معينة من هذه الصدمات بإيجاز، وسنخص هذا الفصل بالجواب الحياتية.

ولا بد لنا من ان نشير إلى ان بحثنا ليس كاملاً، ولا يكون كذلك، فهناك كتابات مستقلة وبلغات مختلفة – القليل منها بالفارسة – تطرح هذه المواضيع وتوضح هذا الامر وتعالجه عن كثب، وعلى الراغبين والمهتمين الرجوع الى تلك الكتب.

واليكم هنا مجموعة من الآثار، نشير اليها باختصار، وبالترتيب التالي:ـ

1ـ فقدان الشهية: عندما يفقد الطفل اباه او امه، وكأنه قد فقد ملجأً ومأوىً آمناً، وهذا يوضّح لنا بأنه قد افتقد الشعور بالامن والثقة فيتصور بأن حياته مهددة بالخطر، ان وجود هذا الشعور عند الاطفال وحتى عند الكبار يسبب لهم فقدان الشهية.

وكذلك فإن الاحساس بالنقص والحرمان، واحياناً عدم قبول الاساليب الجديدة في المعاملة، قد تشغله عن الجوع والعطش وتنسيه الطعام، فمثلاً لو اعتاد طفل على ان يمسح والده على رأسه بيده ويقبله ليلياً، او يومياً عندما يغادر البيت، فأن حرمانه من هذه الامور سيشغل ذهنه، ويشعره بالنقص، فتختل كل جوانب حياته، من نوم وغذاء وحتى شهيته فانها تقل.

2ـ سوء الهضم: ربما سببت له ايضاً بعض الاختلالات في جهاز الهضم، فيختل هذا الجهاز، ويسبب له امراضاً معينة، وقد اشارت بعض التحقيقات والابحاث الى ان الاختلالات والتغييرات في امور الحركة واللعب، والجري، والقفز، والتحول، والتبدل في امور كالسعادة والسرور تقلل من الترشحات والافرازات، ولن يهضم الغذاء ويجذب بالطريقة المثلى، وبالتالي سيصاب الطفل بسوء التغذية.

ان الاختلالات الهضمية تنشأ احياناً بسبب عدم الارضاء النفسي والاحساس بالتناقض والمشاجرات، وعدم التوافق مع الحالة الجديدة، وبسبب الحزن والكآبة، وهكذا فإن المشكلة قد

تسبب له امراضاً مَعدية متعددة.

3ـ التأثير على نمو الجسم: عندما يتعرض الطفل وهو في حالة نمو الى صدمة معينة تقلل من تغذيته واشتهائه فتسبب له اختلالات في الهضم والامتصاص، من الطبيعي حينها ان يصاب الطفل بنقص التغذية والتي من آثارها الاضطراب في النمو، لقد رأيتم في التلفاز ولمرات متعددة بأن اولئك المصابين بنقص التغذية او سوئها يعيشون بحالة بائسة ومزرية، الى درجة أنهم غير قادرين على الوقوف على اقدامهم، وعندما يبلغون العاشرة من اعمارهم فإن وزنهم لا يبلغ اكثر من وزن طفل في السابعة من عمره.

قد تنمو عظام الرجل ولكنها ستكون هشة وغير قاسية، وسيبدو الاضطراب في النمو عليهم من خلال رؤوسهم ووجوههم وربما تعدى ذلك الى العظام ايضاً وسبب انحنائها وضعفها.

4.ايجاد حركات ارتجافيه وانعكاسية في بعض اعضاء الجسم (Tick): من الآثار والاعراض الحياتية عند الاطفال، والتي تسبب لهم حركات عضلانية (فيزيولوجية) انعكاسية احياناً، وتقلصات عضلية ايضاً، وحالات واعراض تندرج تحت عنوان " Tick". إن ما قصدناه بكلمة Tick هنا هو تلك القفزة العصبية التي تدل على المشكلة العصبية، وهي دليل على الصدمات النفسية والرغبات المحطمة والمكبوته، وفي بعض الاحيان تكون دليلاً على وجود الصراعات النفسية التي تعذب الانسان كأن يقفز الانسان فجأة من مكانه مثلاً، او ان تتحرك يده او عينه او اذنه، او يرتجف رمشه من غير ان يكون له سبب إرادي في ذلك. وهذه الافعال الانعكاسية تظهر بشكل رجفان العين، او تقلص العضلات، او حالات اخرى، ولها طبيعة غير إرادية.

ولذلك فإن تنبيه الطفل وتوجيه اللوم له وتحذيره من اداء هذه الافعال لن يكون حلاً لذاك، والسبيل الوحيد لذلك هو:

اولاً:ـ ان نهيئ الارضية المناسبة في المدرسة والبيت ليشعر الطفل بأمان وطمأنينة نسبية.

ثانياً:ـ ان نطلب منه مراقبة نفسه، ومن الطبيعي ان نلجأ للاستعانة بطبيب متخصص في الحالات الشديدة والحادة.

5ـ حالة الوجه ولونه: ان عدم تناول الطعام بمقدار كافٍ، وعدم الاشتهاء النفسي، ووجود حالة الكآبة والحزن، وأحياناً الانزواء سيوفر الارضية اللازمة لآثار سيئة اخرى كشحوب لون الوجه وحالته وحالة الطفل. وجهه كثيب ولونه اصفر وحالته مزرية، كما ان الاحزان، وعدم الشعور بالأمان، والراحة، والمشكلات الفكرية، والانزواء في زواية معينية، يمكن ان تكون سبباً لظهور مثل هذه الحالات واحياناً يغفل اقرباء الشهيد عن ابنائه، وقد لا يجدون فرصة ليمسحوا بأيديهم على رأس طفله، ولا يعيرونه اهتماماً ولو لبعض الوقت فينشغل الطفل بنفسه، وينسى او يغفل عما هو ضروري لنموه وسلامته.

6ـ في النوم والراحة: ربما سبب موت الاب اضطراباً في نوم الطفل وراحته، وأريد ان اقول: إن الاسى والحزن الذين يصيبان الطفل إثر موت ابيه سيسرق منه نومه وراحته، وحتى قدرته الحركية واستطاعته ايضاً وبالتالي لن يدع الطفل يستريح بشكل كافٍ، فلعل هذا الطفل مثلاً قد تعوّد على سماع قصة او حكاية من والده قبل النوم، ولذلك فإن تذكر هذا الامر سوف يسرق النوم من عينيه ولن يدعه الا في حالة واحدة وهي ان يكون متعباً جداً.

ولو فرضنا انه استطاع ان ينام فإن نومه لن يكون طبيعياً وسليماً وهانئاً فربما رأى احلاماً مخيفة، او رأى نفسه في حضن والده، وربما استيقظ فجأة او نادى اباه باسمه في النوم، فيستيقظ ولا يراه، وبذلك يصعب عليه النوم ثانية.

وربما ظهر عليه ايضاً رجفان في بعض الاعضاء مما يدل على اضطراب حاد، وبالتالي ستجعل نومه غير طبيعي.

ان الاختلال في النوم سيسبب له الكثير من الاختلالات والمشاكل الاخرى مثل الصداع، وفقدان الشهية، وضعف الاستعداد الذهني والغضب، والحدة، والعصبية، والعناد، والالحاح، و... والخ، وهذا الاختلال والاضطراب يظهر عند الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين اربع وست سنوات، وخصوصاً اولئك الذين قد تعلقوا بآبائهم واعتادوا عليهم كثيراً.

7ـ المرض: في بعض الاحيان لا يتحمل الاطفال الحزن على الاب، وفي احيان اخرى وبسبب ذكائهم وفطنتهم، ولكي لا تطّلع امهم على حزنهم فتحزن، يقومون باخفائه مما يسبب لهم امراضاً في كثير من الاحيان، والكثير من هذه الامراض لن يكون له سبب جسمي وبمعنى آخر فإن منشأ هذه الامراض عاطفي ونفسي والذي يؤثر بدوره على البدن، ويسبب له أمراضاً معينية؛ ومن الطبيعي ان عدم تناول الطعام وفقدان الشهية يعدّان من العوامل المسببة للمرض، وعدم تناول الطفل أثناء فترة النمو السريع سبب له كارثة يعرفها الجميع، نقص كبير في الوزن، واضطرابات، ومشاكل في السلوك والقدرة والحالة العامة.

هناك امثلة اخرى يمكن ذكرها هنا ايضاً، مثل:ـ ارتجاف البدن، وتلعثم اللسان، تصرف النظر عن بحثها هنا لكي لا يطول البحث ويسبب الملل للقراء الكرام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.