المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02
ما هي الكبائر
2024-05-02
شعر لأحمد بن أفلح
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العامل المعنوي وتأثيراته الحياتية  
  
2559   12:21 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص186-189
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/11/2022 1073
التاريخ: 28-7-2017 3529
التاريخ: 2023-12-23 566
التاريخ: 30-12-2020 3539

ان العامل المعنوي ضرورة لابد منها وحاجة ماسة لا يستغنى عنها مطلقاً لأنه يشكل احد الاعمدة الهامة في تحقيق سعادة الانسان ونجاحه في حياته، وبه يحصل على الرؤية الواضحة التي اساسها بصيرته إلى قدس الله سبحانه التي هي الوسيلة الوحيدة لإزاحة ستائر الغفلة والانحرافات عن اعين النفس والتي تدفع بالإنسان إلى مستوى الانبعاث المعنوي.

الحقيقة: إن الإيمان بالله تبارك وتعالى ينبع من فطرة الانسان ( فطرة الله التي فطر الناس عليها) وله قيمة ذاتية في حياته وله آثار ايجابية كثيرة، حيث إنه منبع الحرية الفردية والكمال والرقي الانساني ودوره حساس وهام جداً في بناء الشخصية الانسانية وتطورها وتكاملها وتقدمها في الحياة.

ومما لا يخفى ان اثار الايمان بالخالق العظيم تبدو واضحة في جميع شؤون الحياة فهي التي تمنع النفس الامارة بالسوء من تحقيق مآربها، وتحد من ضغط الغرائز وتهذيبها، وتقود إلى الاستقرار والثبات وانبساط النفس والطمأنينة، والصبر ومقاومة الهوى والشهوات المادية في حين ان فقدان الايمان بالله تعالى يجعل الانسان منقاداً للغرائز الحيوانية والنفس الامارة بالسوء، راكضا وراء اللذائذ الفانية تعباً هزيلاً منهكاً غير مستقر ولا هادئ البال، وقطعا ان كل هذا يخلق جمودا عاطفيا وتدنيا في الشخصية والمراتب السامية للفضيلة الانسانية.

ومن هنا نلاحظ : إن الانظمة التربوية التي صاغها فكر الانسان وصنعها لا تملك القدرة الكافية لصد غلواء النفس والحرص البشري العاتي، لأنها تستلهم من قوتي: العقل والعلم وفقط دون اعتبار للإيمان بالله الخالق الحكيم وشريعته الغراء السهلة السمحاء المتممة لمكارم الاخلاق.

جاء في كتاب:(رسالة الاخلاق) قول للفيزيائي الالماني المعروف(ماكس بلانك):

(ان الانسان من اجل حياته اليومية بحاجة إلى اصول ضرورية وهي اكثر ضرورة له من عطشه إلى المعرفة العلمية، ولابد ان تقع تلك الاصول تحت تصرف الانسان ناشئة من منشأ هداية أخرى سوى الجهاز العقلي فيه... يجب أن يترك العقل مجالا لقانون الاخلاق، وكذلك المعرفة العلمية تترك مجالاً للعقيدة الدينية) أنتهى.

اجل، ان العقيدة الدينية وقانون الاخلاق المنبعث منها هو العين الصافية والينبوع الثرّ الذي يجب ان ينهل منه الانسان ليروي منه ظمأه التربوي والمعنوي والنفسي، لكي يتكامل ويرقى نحو آفاق اوسع وحالة افضل واكمل في الحياة.

نعم، أن العقيدة الاسلامية الواقعية الاخلاقية هي التي تمنح الانسان الشخصية السليمة القوية، وقوة الفكر ونضجه وابداعه والثبات على القيم الرفيعة والمثل العليا لكي يؤدي الانسان دوره الايجابي الفاعل في بناء نفسه ومجتمعه بصورة معقولة وصحيحة وحتى يتحرر من ضغط الغريزة الحيوانية، واسر الهوى من دون ان يحرم من اللذائذ المادية المشروعة.

والعقيدة الاسلامية هي التي تضخُ الكمالات الانسانية المعنوية وتشع بأنوار الهداية والمعرفة والتهذيب النفسي والابداع الفكري، والقوة في الارادة والشخصية، والثبات على الحق والحقيقة وهي التي توجد الانسان النموذج الكامل للتربية السليمة الصحيحة، الانسان النافع الهادف، الفعّال المهذب، المعتدل في ادراكه وافكاره وسلوكه الذي يحب للآخرين من ابناء جنسه كما يحب لنفسه من خير وعطاء وسعادة.

ولا غروَ ان الايمان شيء عظيم، وان الاسلام الحقيقي قد اكد عليه تأكيدا بالغاً. وكما عرفنا ان اثاره هامة جداً على حياة الانسان وتطورها وتكاملها ورقيها، لذا ينبغي وضعه نصب اعيننا في كل عملية تعليمية او تربوية او تهذيبية، بل في كل مجال من مجالات الحياة لأنه صمّام الامان في المسيرة الحياتية والتكاملية برمتها سواء على مستوى العمل او الانتاج او السلوك وهو المفتاح لكل استقرار وتقدم وسعادة.

نعم ،ان الايمان بالله تعالى وشرائعه وقوانينه واوامره ونواهيه وتجسيده في العبادات والمعاملات مفردات العمل ونواحي الحياة لا يضاهيه شيء في هذه الحياة وخصوصا في المراحل الاولى من حياة الانسان، وعلى الاخص مرحلة الطفولة لأنه كما قيل:(التعلم في الصغر كالنقش في الحجر).

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك