المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

علي مع الحق والحق معه
31-01-2015
Glyphosate
1-7-2018
نماذج اختيار المشروع – النماذج النوعية
2023-05-21
Biomolecules First Arose by Chemical Evolution
25-7-2016
استحباب الصلاة إلى سترة
12-12-2015
المشكلة الإيطالية.
2023-11-07


حضر الاسلام القسوة على الفتيات  
  
3842   09:06 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص76ـ79
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2341
التاريخ: 2023-06-25 1041
التاريخ: 25-12-2020 2465
التاريخ: 15-6-2022 2005

من جملة اللبنات الاساسية في بلورة شخصية الفتاة  بالتحديد وبنائها بناء رصيناً وفق الموازين التربوية عدم استعمال القسوة او الشدة معها في اكثر الاحيان بل العكس هو الصحيح ، فإن اللين والعطف في حقل التربية هو الاكثر تأثيرا واستجابةً من القسوة والعنف ؛ وهذا ما يؤكد عليه  علماء النفس والتربية وخصوصاً في هذا الدور من حياة الفتاة ومستقبل شبابها . ولا شك ان هناك حالات  شاذة يؤثر فيها العامل الوراثي والبيئي، فتحتاج بعض الفتيات الى استعمال القسوة معهن في بعض الاحيان.

وتؤكد الروايات الاسلامية ان الذكور والاناث امانات بأيدي الاباء والامهات، وتربية الابناء حق مسلم لهم عند الابوين كما يفرضه الشرع والاخلاق (1).

فمن واجب الابوين المسلمين القيام بدورهما مع ابنائهما من خلال امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومن جانب اخر يجب تلبية دعوة الاسلام ووصايا الائمة التي تقول :(عليكم بالأحداث فانهم اسرع الى كل خير )(2).

وهكذا فلا يحق لاحد تجاهل امر تربية الابناء حتى وان كانوا ابناء الاخرين، فان الواجب يحتم على الجميع توجيه الاحداث الى سبل الخير والرشاد . ولاشك ان الاسلوب الامثل هو توجيه الفتيات والتعامل معهن بأسلوب المحاورة والمناقشة؛ والحوار يكون تارة على نحو منظم ومعد له سابقاً ، وتارة اخرى على نحو عفوي ومفتوح. ومن المفضل ان تكون لدى الاباء خبرة لا باس بها من الاطلاع على العلوم النفسية والتربوية حتى يصبح التعامل في جو الاسرة، وخصوصاً مع البنات ، على اسس رصينة يضع فيها رب الاسرة او ربة الاسرة  هيكلية الاسرة المثالية  ، وهذا ما يدعو الاسلام اليه  لخير الانسانية عامة.

ثم يأتي دور المربية ، فينبغي ان تكون ذات قلب رؤوف عطوف ليس فيه اي مكان للقسوة او الغلظة؛ وهذا الجانب كذلك اكده الاسلام، في اختيار المربية وكيفية تعاملها ولاسيما ان الفتيات في دور المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الاخلاص والصدق وبميل عاطفي شديد. ومن الخطر تغلب الشعور العاطفي الطافح لديهن على منطق التفكير السليم ، اذ يجب إعمال الرقابة على الفتاة وترشيدها باستمرار وعدم استعمال العنف والقسوة، فان في ذلك ردوداً سلبية على شخصية البنت. ومرحلة المراهقة هي فترة فوران العواطف وجيشان المشاعر والاحاسيس التي تترك اثاراً مباشرة على سلوك المراهقين وقد تؤدي الى عواقب وخيمة في حال اغفالها او استسهالها من قبل اولياء الامور والمربين ؛ فلا بد من اتخاذ الطريق الامثل بعدم استخدام القسوة او الضغوط ، لان هذه الفترة من عمر الفتيات غير متجانسة مع الميول والرغبات، فتحصل لهن حالة من الغضب وذلك بسبب النزاع والصراع حول المسائل اليومية او حول استملاك الاشياء، لكنها تختلف في سني المراهقة والبلوغ وتتركز الى حد كبير حول القضايا الاجتماعية ولا سيما في هذه الفترة، فإنها تغضب وتنفعل في حالات الشعور بالأذى  والانزعاج والقلق والإخفاق في الحب والزواج ، وعندما تواجه معارضة ابويها لأمر تحبه .

ومن اهم المشكلات الشائعة في اوساط البنات في اواخر سن المراهقة

ما يأتي:

ــ الفشل .

ــ التأثير في الاخرين .

ــ عدم النشاط والفعالية .

وكل هذه المسائل تتصل بالكفالة الشخصية. والمعلوم ان دنيا الفتاة هي دنيا المشكلات والمعضلات وقلة التجربة في الحياة والعجز عن التكيف مع قضايا الواقع , كل ذلك يؤدي الى ضغوط عليها ؛ فالواجب على اولياء الامور والمربين ان يعلموا كيف يتعاملون معها فان الرفق بها والعطف عليها واحترام مشاعرها فيه ثواب عظيم :

والقاعدة التربوية في النظام الاسلامي تنص على انه لا يجوز اللجوء  الى العنف الا بعد استنفاد كل الوسائل الاخرى واكتشاف عدم فعاليتها في معالجة ظاهرة الانحراف التي تشكل خطرا على شخصية الفتاة .

ولابد من دراسة الاساليب المثلى للتعامل مع الابناء وعدم استخدام العنف معهم ، وليكن موقف المربي من الطفل كموقف الطبيب مع المريض ، ففي الوقت الذي يتعامل مع الاول مع حالة مرضية في الشخصية والسلوك بهدف القضاء عليها يتعامل الثاني مع حالة مريض في الجسد ، فالمجتمعات الإسلامية تختلف عن المجتمعات الغربية ؛ وما حالة العنف التي يعيشها  المجتمع

الغربي الا بسبب عوامل عديده  من اهمها : أفلام الرعب وبرامج التلفزيون والموسيقى الصاخبة واخبار الحروب وصور العنف الموجودة في العالم والتي أغرقت  الاطفال في جو من العنف والقتال . ان العنف الاجتماعي التي تتضافر في صناعة عدة مؤثرات في المجتمعات الغربية هو الذي جرد انسان تلك المجتمعات من نبض العاطفة وجعله انسانا معقدا يميل الى العنف ويلجا اليه.

ومن المعلوم ان الاسرة كانت ان تموت في الغرب وان الابناء يهملون ابائهم حتى يموتوا وحدهم دون ان يتفقدهم احد ، وان الاب يهمل ولده عندما يبلغ يطرده من البيت ليبحث عن عمل بنفسه ، والمرأة تسقط اجنتها طلبا للحرية وما الى ذلك ،فمن الطبيعي ان تنعكس اجواء العنف الاجتماعي الذي يعيشه الناس سلبا على نفسية المعلم والمربي.

بينما نرى الاسلام قد حرم كل انواع العنف ضد الطفل إلا في الحالة التي يكون فيها وسيله لإنقاذ روحه او عقله او جسده من خطر محقق. وقد ركّز الاسلام على مفهوم الرحمة التي اراد ان يحكم الانسان تعامله مع الاخر من خلالها ، لاسيما اذا كان ضعيفا او عاجزا عن الدفاع عن نفسه ، وغير قادر على فرض الطريقة المناسبة للتعامل معه من قبل الاخرين ، فطالب الناس ان يتراحموا ويرحم بعضهم بعضا ، اذا ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء الا شانه.

______________

1ـ رسالة الحقوق .

2ـ غرر الحكم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.