أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016
2341
التاريخ: 2023-06-25
1041
التاريخ: 25-12-2020
2465
التاريخ: 15-6-2022
2005
|
من جملة اللبنات الاساسية في بلورة شخصية الفتاة بالتحديد وبنائها بناء رصيناً وفق الموازين التربوية عدم استعمال القسوة او الشدة معها في اكثر الاحيان بل العكس هو الصحيح ، فإن اللين والعطف في حقل التربية هو الاكثر تأثيرا واستجابةً من القسوة والعنف ؛ وهذا ما يؤكد عليه علماء النفس والتربية وخصوصاً في هذا الدور من حياة الفتاة ومستقبل شبابها . ولا شك ان هناك حالات شاذة يؤثر فيها العامل الوراثي والبيئي، فتحتاج بعض الفتيات الى استعمال القسوة معهن في بعض الاحيان.
وتؤكد الروايات الاسلامية ان الذكور والاناث امانات بأيدي الاباء والامهات، وتربية الابناء حق مسلم لهم عند الابوين كما يفرضه الشرع والاخلاق (1).
فمن واجب الابوين المسلمين القيام بدورهما مع ابنائهما من خلال امرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، ومن جانب اخر يجب تلبية دعوة الاسلام ووصايا الائمة التي تقول :(عليكم بالأحداث فانهم اسرع الى كل خير )(2).
وهكذا فلا يحق لاحد تجاهل امر تربية الابناء حتى وان كانوا ابناء الاخرين، فان الواجب يحتم على الجميع توجيه الاحداث الى سبل الخير والرشاد . ولاشك ان الاسلوب الامثل هو توجيه الفتيات والتعامل معهن بأسلوب المحاورة والمناقشة؛ والحوار يكون تارة على نحو منظم ومعد له سابقاً ، وتارة اخرى على نحو عفوي ومفتوح. ومن المفضل ان تكون لدى الاباء خبرة لا باس بها من الاطلاع على العلوم النفسية والتربوية حتى يصبح التعامل في جو الاسرة، وخصوصاً مع البنات ، على اسس رصينة يضع فيها رب الاسرة او ربة الاسرة هيكلية الاسرة المثالية ، وهذا ما يدعو الاسلام اليه لخير الانسانية عامة.
ثم يأتي دور المربية ، فينبغي ان تكون ذات قلب رؤوف عطوف ليس فيه اي مكان للقسوة او الغلظة؛ وهذا الجانب كذلك اكده الاسلام، في اختيار المربية وكيفية تعاملها ولاسيما ان الفتيات في دور المراهقة يتمتعن بدرجات عالية من الاخلاص والصدق وبميل عاطفي شديد. ومن الخطر تغلب الشعور العاطفي الطافح لديهن على منطق التفكير السليم ، اذ يجب إعمال الرقابة على الفتاة وترشيدها باستمرار وعدم استعمال العنف والقسوة، فان في ذلك ردوداً سلبية على شخصية البنت. ومرحلة المراهقة هي فترة فوران العواطف وجيشان المشاعر والاحاسيس التي تترك اثاراً مباشرة على سلوك المراهقين وقد تؤدي الى عواقب وخيمة في حال اغفالها او استسهالها من قبل اولياء الامور والمربين ؛ فلا بد من اتخاذ الطريق الامثل بعدم استخدام القسوة او الضغوط ، لان هذه الفترة من عمر الفتيات غير متجانسة مع الميول والرغبات، فتحصل لهن حالة من الغضب وذلك بسبب النزاع والصراع حول المسائل اليومية او حول استملاك الاشياء، لكنها تختلف في سني المراهقة والبلوغ وتتركز الى حد كبير حول القضايا الاجتماعية ولا سيما في هذه الفترة، فإنها تغضب وتنفعل في حالات الشعور بالأذى والانزعاج والقلق والإخفاق في الحب والزواج ، وعندما تواجه معارضة ابويها لأمر تحبه .
ومن اهم المشكلات الشائعة في اوساط البنات في اواخر سن المراهقة
ما يأتي:
ــ الفشل .
ــ التأثير في الاخرين .
ــ عدم النشاط والفعالية .
وكل هذه المسائل تتصل بالكفالة الشخصية. والمعلوم ان دنيا الفتاة هي دنيا المشكلات والمعضلات وقلة التجربة في الحياة والعجز عن التكيف مع قضايا الواقع , كل ذلك يؤدي الى ضغوط عليها ؛ فالواجب على اولياء الامور والمربين ان يعلموا كيف يتعاملون معها فان الرفق بها والعطف عليها واحترام مشاعرها فيه ثواب عظيم :
والقاعدة التربوية في النظام الاسلامي تنص على انه لا يجوز اللجوء الى العنف الا بعد استنفاد كل الوسائل الاخرى واكتشاف عدم فعاليتها في معالجة ظاهرة الانحراف التي تشكل خطرا على شخصية الفتاة .
ولابد من دراسة الاساليب المثلى للتعامل مع الابناء وعدم استخدام العنف معهم ، وليكن موقف المربي من الطفل كموقف الطبيب مع المريض ، ففي الوقت الذي يتعامل مع الاول مع حالة مرضية في الشخصية والسلوك بهدف القضاء عليها يتعامل الثاني مع حالة مريض في الجسد ، فالمجتمعات الإسلامية تختلف عن المجتمعات الغربية ؛ وما حالة العنف التي يعيشها المجتمع
الغربي الا بسبب عوامل عديده من اهمها : أفلام الرعب وبرامج التلفزيون والموسيقى الصاخبة واخبار الحروب وصور العنف الموجودة في العالم والتي أغرقت الاطفال في جو من العنف والقتال . ان العنف الاجتماعي التي تتضافر في صناعة عدة مؤثرات في المجتمعات الغربية هو الذي جرد انسان تلك المجتمعات من نبض العاطفة وجعله انسانا معقدا يميل الى العنف ويلجا اليه.
ومن المعلوم ان الاسرة كانت ان تموت في الغرب وان الابناء يهملون ابائهم حتى يموتوا وحدهم دون ان يتفقدهم احد ، وان الاب يهمل ولده عندما يبلغ يطرده من البيت ليبحث عن عمل بنفسه ، والمرأة تسقط اجنتها طلبا للحرية وما الى ذلك ،فمن الطبيعي ان تنعكس اجواء العنف الاجتماعي الذي يعيشه الناس سلبا على نفسية المعلم والمربي.
بينما نرى الاسلام قد حرم كل انواع العنف ضد الطفل إلا في الحالة التي يكون فيها وسيله لإنقاذ روحه او عقله او جسده من خطر محقق. وقد ركّز الاسلام على مفهوم الرحمة التي اراد ان يحكم الانسان تعامله مع الاخر من خلالها ، لاسيما اذا كان ضعيفا او عاجزا عن الدفاع عن نفسه ، وغير قادر على فرض الطريقة المناسبة للتعامل معه من قبل الاخرين ، فطالب الناس ان يتراحموا ويرحم بعضهم بعضا ، اذا ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نُزع من شيء الا شانه.
______________
1ـ رسالة الحقوق .
2ـ غرر الحكم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|