المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Cauchy-Kovalevskaya Theorem
13-7-2018
آيات الله في خلق الروح‏
4-12-2015
الماء المضاف وحكم الوضوء به
23-12-2015
عدم الثقة بالاستقامة لا يمنع من التوبة
22-4-2019
سهم الزمان يشير لكنه لا يتحرك
2023-05-29
الثقب الأسود black hole
28-1-2018


صفات المتقين / يترقب منه الخير  
  
1021   01:15 صباحاً   التاريخ: 2023-12-23
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 438 ــ 440
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

قول أمير المؤمنين (عليه السلام): (الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ).

من الأمثلة البارزة في هذا الجانب هو الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقد ورد في الخَبَرِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَنَّهُ اللَّيْلُ وَهَدَأتِ الْعُيُونُ قَامَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَجَمَعَ مَا يَبْقَى فِيهِ عَنْ قُوتِ أَهْلِهِ وَجَعَلَهُ فِي جِرَابٍ وَرَمَى بِهِ عَلَى عَاتقِهِ وَخَرَجَ إلى دورِ الْفُقَرَاءِ وَهُوَ مُتَلَثمْ وَيُفَرِّقُ عَلَيْهِمْ وَكَثِيراً مَا كَانُوا قِيَاماً عَلَى أَبْوَابِهِمْ يَنتَظِرُونَهُ فَإِذَا رَأَوْهُ تَبَاشَرُوا بِهِ وَقَالُوا جَاءَ صَاحِبُ الْجِرَابِ (1). والجراب هو الوعاء من جلد الشاة يوضع فيه الأطعمة وغيره. وكان (عليه السلام) يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران: 92].

مع عبد الله بن الحسن

عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

احْتُضِرَ عَبْدُ اللَّهِ (2) فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ (3) غرَمَاؤُهُ، فَطَالَبُوهُ (4) بِدَيْنِ لَهُمْ، فَقَالَ: لَا مَالَ عِنْدِي فَأُعْطِيَكُمْ (5) وَلكِنِ ارْضَوْا بِمَنْ (6) شِئْتُمْ مِن ابْنَيْ عَمِّي (7): عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، وَعَبْدِ اللَّهِ (8) بْنِ جَعْفَرٍ.

فَقَالَ الْعَرَمَاءُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مَلِيٌّ (9) مطول (10)، وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) رَجُلٌ لَا مَالَ لَهُ، صَدُوقٌ، وَهُوَ (11) أَحَبُّهُمَا إِلَيْنَا.

فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ (12) الْخَبَرَ، فَقَالَ: (أَضْمَنُ لَكُمُ الْمَالَ إلى غَلَّةٍ) وَلَمْ تَكُن (13) لَهُ غَلَةٌ (14) تَجَمُلا (15).

فَقَالَ (16) الْقَوْمُ: قَدْ (17) رَضِينَا، وَضَمِنَهُ، فَلَمَّا أَتتِ الغَلّة أَتَاحَ الله ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ (18) الْمَالَ (19) فَأَداهُ (20)، (21).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 46، ص 89.

2ـ في (ط): + (قال). وفي الوافي والفقيه والتهذيب: (عبد الله بن الحسن).

3ـ في (بح، بخ، بس، بف، جت، جد جن) والبحار، ج 46، ص 111: (إليه).

4ـ في (بخ، بف) والوافي: (وطالبوه).

5ـ في (ط) والبحار، ج 46، ص 94: (أعطيكم). وفي (بح، جد) والبحار، ج 46، ص 111، والفقيه والتهذيب: (ما أعطيكم). وفي (جت): (وما أعطيكم).

6ـ هكذا في (ط، ی، بح، بس جت، جد، جن) وحاشية (بخ) والبحار، ج 46، ص 94، والوافي والفقيه والتهذيب وفي (بخ، بف)، والمطبوع: (بما).

7ـ في الفقيه: (أخي وبني عمي) بدل (ابني عني).

8ـ في (بخ، بف، جت) والوافي والفقيه والتهذيب: (أو عبد الله).

9ـ (المليء)، بالهمز: الثقة الغني، وقد أولع فيه الناس بترك الهمزة وتشديد الياء، ورجل مليء، مهموز: كثير المال بين الملاء لسان العرب، ج 1، ص 159 (ملأ).

10ـ المطول: ذو المطل، وهو التسويف بالعدة والدين يقال: مطله بدينه مطلا، إذا سوّفه بوعد الوفاء مرة بعد أخرى راجع: المصباح المنير، ص 575؛ القاموس المحيط، ج 2، ص 1396 (مطل).

11ـ في الاستبصار: (فيعطيني).

12ـ في (جن): (فأخبر).

13ـ في (ى بح، بس جد، جن) والبحار، ج 46، ص 111 والفقيه والتهذيب: (ولم يكن).

14ـ (الغلة): الدخل الذي يحصل من الزرع والشعر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك لسان العرب، ج 11، ص 504 (غلل).

15ـ في البحار، ج 46، ص 94 والفقيه والتهذيب: - (تجملا). وفي المرآة: قوله: تجملا، بالجيم، أي إنما قال ذلك لإظهار الجمال والزينة والغنا. ويمكن أن يقرأ بالحاء، أي إنما فعل تحملا للدين، أو لكثرة حمله وتحمله للمشاق والأول أظهر.

16ـ في (جت): (فقال له). وفي (ط) والبحار، ج 46، ص 94: + (قال فقال).

17ـ في (بف): - (قد).

18ـ في (بخ، بف): - (له).

19ـ (اتاح الله عز وجل له المال)، أي قدره له وأنزله به، أو يسره وهيأه له. راجع: لسان العرب، ج 2، ص 418 (تيح).

20ـ في (ط): (فأوفاه).

21ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 9، ص 594 الحديث 8474 وفي الطبع القديم ج 5، ص 97، التهذيب، ج 6، ص 211، ح 495، معلقاً عن محمد بن علي بن محبوب، عن يوسف بن السخت، عن علي بن محمد بن سليمان، عن النوفلي عن أبيه، عن عيسى بن عبد الله الفقيه، ج 3، ص 98، ح 3407، مرسلا الوافي، ج 18، ص 792، ح 18309 الوسائل، ج 18، ص 426، ذیل ح 23971؛ البحار، ج 46، ص 94، ذيل ح 84، وص 111، ح 1. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.