المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

العمليات الجيومورفولوجية - تكوين التربة
7-9-2019
تعارض الإطلاقين من وجه
10-9-2016
التلوث بالكبريت pollution Sulfur
10-10-2016
Conversation analysis
19-2-2022
أحمد ابن الجندي
18-9-2016
الإالدهيدات والكيتونات
2023-08-23


وفاة أبي بكر وعهده لعمر  
  
3236   11:13 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص167-170
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-4-2022 1315
التاريخ: 26-4-2022 1588
التاريخ: 10-4-2016 3451
التاريخ: 13-3-2019 2584

لم يطل سلطان أبي بكر فقد ألّمت به الأمراض بعد مضي سنتين من حكمه وقد صمّم وهو في الساعات الأخيرة من حياته على تقليد زميله عمر بن الخطّاب شئون الخلافة ؛ لأنّه هو الذي أقامه في منصبه ؛ ويقول المؤرّخون : أنّه لاقى معارضة كثيرة في ترشيحه لعمر خليفة من بعده فقد انبرى إليه طلحة بعنف قائلا : ما ذا تقول لربّك وقد ولّيت علينا فظّا غليظا تفرق منه النفوس وتنفر منه القلوب , ووجم أبو بكر فلم يجبه إلاّ أنّ طلحة كرّر عليه إنكاره قائلا : يا خليفة رسول الله إنّا كنّا لا نتحمّل شراسته وأنت حيّ تأخذ على يديه فكيف يكون حالنا معه وأنت ميّت وهو الخليفة؟ , ولم يعن أبو بكر لإنكار طلحة ولم يقم له أي وزن كما أنّ أكثر المهاجرين اندفعوا إلى الانكار عليه قائلين : نراك استخلفت علينا عمرا وقد عرفته وعلمت بوائقه فينا وأنت بين أظهرنا فكيف إذا ولّيت عنا وأنت لاق الله عزّ وجلّ فسألك فما أنت قائل؟ فأجابهم أبو بكر : لئن سألني الله لأقولنّ : استخلفت عليهم خيرهم في نفسي .

ويذهب الكثيرون إلى أنّ الأجدر بأبي بكر أن يستجيب لعواطف وآراء الأكثرية من المسلمين فلا يولّي عليهم أحدا إلاّ بعد رضاهم وإجراء عملية انتخابية أو يستشير أهل الحلّ والعقد إلاّ أنّه استجاب لعواطفه المترعة بالولاء والحبّ لابن الخطّاب وقد طلب أبو بكر من بعض خواصه أن يخبره عن رأي المسلمين في ذلك فقال له :ما يقول الناس في استخلافي عمر؟ كرهه قوم ورضيه آخرون ؛ الذين كرهوه أكثر أم الذين رضوه؟ قال :بل الذين كرهوه  , وإذا كانت الأكثرية الساحقة ناقمة على ولاية عمر من بعده فكيف فرضه عليهم ولم يمنح المسلمين الحرية في انتخاب من شاءوا لرئاسة الحكم , ومهما يكن الأمر فإنّ عمر لازم أبا بكر في مرضه خوفا من التأثير عليه في العدول عن رأيه وكان يعزّز مقالته في انتخابه له قائلا : أيّها الناس اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) , وطلب أبو بكر من عثمان بن عفّان أن يكتب للناس عهده في تولية عمر من بعده وجعل أبو بكر يملي عليه وهو يكتب وهذا نصّه : هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة آخر عهده في الدنيا نازحا عنها وأوّل عهده بالآخرة داخلا فيها إنّي استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب فإن تروه عدل فيكم فذلك ظنّي به ورجائي فيه وإن بدّل وغير فالخير أردت ولا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون , ولم يقل أحد أنّ أبا بكر يهجر وما حالوا بينه وبين كتابته في النصّ على عمر ، كما حالوا بين النبيّ وبين ما رامه في الكتابة في حقّ الإمام (عليه السلام) وقالوا إنّه يهجر , وعلى أيّ حال فقد وقع أبو بكر الكتاب فتناوله عمر وانطلق به يهرول إلى الجامع ليقرأه على الناس فاستقبله رجل وقد أنكر حالته فقال له : ما في الكتاب يا أبا حفص؟ فنفى عمر درايته بما فيه إلاّ أنّه أذعن لما يحتويه قائلا : لا أدري ولكنّي أوّل من سمع وأطاع , فرمقه الرجل بطرفه وعرف واقع الحال فقال له : ولكنّي والله! أدري بما فيه أمّرته عام أول وأمّرك العام , وانطلق عمر وهو يلوّح بالكتاب ويدعو الناس إلى استماع ما فيه فقرأه على الناس وبذلك تمّ له الأمر بسهولة من دون أن ينازعه أحد في ذلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.