المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

بعث خالد إلى دومة الجندل
2-7-2017
العوامل التي تساعد على إدراك الحديث الصحفي- عوامل المصدر
14-2-2022
أثر المدد القانونية للمنازعات الضريبية
2024-04-03
umlaut (n.)
2023-12-01
علائم تتميز بها السور المكية والمدنية
12-10-2014
التشيع صنيعة الفرس
18-11-2016


أمراء الطوائف  
  
2309   10:12 مساءاً   التاريخ: 24-3-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص 35-38
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-12 1879
التاريخ: 2024-01-06 702
التاريخ: 30/11/2022 1211
التاريخ: 2023-07-27 1426

أمراء الطوائف(1) :

 تقوّض الصرح الشامخ الذي شاده بالأندلس أمراء البيت الأموي و خلفاؤه، و نشأ عن ذلك تفكك الدولة و استقلال مدنها الكبرى بأعمالها و قيام النظام المسمى بنظام أمراء الطوائف أو ملوك الطوائف، و قد بدأ منذ زمن الفتنة (٣٩٩-4٢٢ ه‍) إذ أخذت العناصر المختلفة تقتسم تلك البلدان، فكان للصقالبة أكثر بلدان الشرق و للعرب و البربر بلدان الموسطة و الغرب و الجنوب. و تنافست هذه البلدان تنافسا أدى إلى طور حضاري راق كما أدى إلى نهضة واسعة في الأدب و العلم. و في الوقت نفسه أخذت تتحارب فيما بينها، بل أدهى من ذلك أن بعض أولئك الأمراء أدى الجزية صاغرا لمسيحيي الشمال مما قوّى في نفوسهم فكرة استرداد الأندلس من العرب المسلمين. و نقف قليلا عند أهم المدن التي تكوّنت فيها هذه الإمارات.

   و أول مدينة نقف عندها قرطبة و قد اجتمع الملأ فيها أو كبار رجالاتها و وقع اختيارهم على أبي الحزم جهور ليكون أمينا على حكمها، و بذلك تأسّس فيها نظام جمهوري ارستقراطي يرأس الحكم فيه أبو الحزم جهور، و يساعده مستشارون يأخذ بمشورتهم في المسائل المهمة، و خلفه في الحكم سنة 4٣5 ابنه أبو الوليد محمد باتفاق الملأ، و فوّض التدبير إلى ابنه عبد الملك، فأساء السيرة و حاصره المأمون بن ذي النون، فاستغاث بالمعتمد بن عباد أمير إشبيلية، فوجه إليه ابنه الظافر سنة 46٢ في عسكر كثيف ففك ابن ذي النون حصاره، و غدر الظافر بعبد الملك فخلع بني جهور عن قرطبة و نفاه مع أبيه إلى شلطيش في الجنوب الغربي للأندلس، و اغتال حريز بن عكاشة الظافر ليلا، فأقبل المعتمد بجنوده و هرب ابن عكاشة و لحقته خيل فقتلته، و دخل المعتمد قرطبة و ولى عليها ابنه المأمون فظل يدير شئونها إلى أن قتله المرابطون سنة 4٨4 للهجرة.

و تعدّ إمارة إشبيلية أهم إمارات الطوائف لما قادت من حركة أدبية و علمية كبرى و لما صار إليها من بلدان كثيرة في شرقي الأندلس و غربيها، و أول من جمع زمام الحكم بيده بها قاضيها محمد بن إسماعيل اللخمي منذ سنة 4١4 إلى أن توفى سنة 4٣٣ و خلفه ابنه عباد الملقب بالمعتضد و كان جبارا سفاكا للدماء و أحاط نفسه بكوكبة كبيرة من الشعراء و اتسع بسلطانه على حساب جيرانه من العرب و البربر بينما كان يرهب المسيحيين في الشمال رهبة شديدة حتى ليدفع لهم الجزية صاغرا، و بذلك كان معولا كبيرا لهدم الإسلام و العروبة في الأندلس. و توفى سنة 46١ فخلفه ابنه المعتمد و في عهده بلغت الإمارة الذروة في السلطان إذ دان له كثير من البلدان في غربي الأندلس مثل قرمونة و شريش و شلب و في شرقيها مثل مالقة و مرسية، و ظل مثل أبيه يدفع الجزية صاغرا لملك ليون و قشتالة، و كان شاعرا و اجتمع له من الشعراء ما لم يجتمع لأي حاكم أندلسي، و كان مولعا بالشراب و مجالس الغناء، و عزله يوسف بن تاشفين في عبوره سنة 4٨4 و نفاه إلى أغمات في المغرب، و بها توفى سنة 4٨٨ للهجرة.

و قامت في الجنوب إمارة ثالثة هي إمارة غرناطة تملكتها صنهاجة و أول أمرائهم بها زاوى بن زيرى الذي اشتهر بهزيمته لخيران أمير المرية حين بايع المرتضى المرواني بالخلافة و زحف به على غرناطة. و خاف الكرة عليه من أهل الأندلس فرحل بما حازه من الأموال و الذخائر إلى موطنه في المغرب، و خلفه بغرناطة ابن أخيه حبوس بن ماكسن (4١٠-4٢٩ ه‍) و ورثه ابنه باديس (4٢٩-465 ه‍) و كان من أبطال الحروب و عظم سلطانه بهزيمته لزهير صاحب المرية و قتله سنة 4٢٩ ه‍ و خلفه حفيده عبد اللّه بن بلقّين، و ظل على غرناطة، إلى أن سلمها ليوسف بن تاشفين سنة 4٨4 للهجرة.

و قامت في الثغر الأعلى إمارة سرقسطة، ثار بها منذر بن يحيى التجيبى ممدوح ابن درّاج، و توفى سنة 4١4 فخلفه عليها ابنه المظفر يحيى و بعده ابنه منذر، و كان له ابن عم متهور كثير الحسد له فدخل عليه قصره و قتله، فانتهز الفرصة واليه على لاردة-و قيل على تطيلة-سليمان بن أحمد بن هود و انقضّ على سرقسطة سنة 4٣١، فهرب القاتل و خلصت له و لعقبه، و وليها بعده ابنه المقتدر أحمد و هو عميد بني هود و كان فارسا مغوارا و له غزوات مشهورة للمسيحيين في الشمال، و كان شاعرا و ممدّحا للشعراء. و جمع ألفونس السادس ملك ليون و قشتالة جيشا ضخما للاستيلاء على سرقسطة و باءت حملته بالإخفاق الذريع فأعاد الكرة سنة 456 و فاجأ النور مانديون بلدة بربشتر على مسافة 6٠ كيلو مترا في الشمال الشرقي من سرقسطة و اقتحموها و أنزلوا بأهلها مذبحة بشعة و سبوا منها خمسة آلاف من النساء و العذارى و باعوهن في الأسواق بيع الإماء، و بارك البابا إسكندر هذا العمل الوحشي الفظيع. و استعاد المقتدر البلدة حين استدار العام و مزّق المعتدين شر ممزق، و دانت له و شقة في الشمال الغربي من بربشتر و طرطوشة في الجنوب الشرقي من سرقسطة، و أخرج إقبال الدولة بن مجاهد من دانية على البحر المتوسط و أدخلها في إمارته، و توفى سنة 4٧4 و خلفه ابنه المؤتمن يوسف و كان شجاعا باسلا و حاميا للعلماء و الشعراء و توفى سنة 4٧٨ فولى بعده ابنه المستعين أحمد، و حين استولى يوسف بن تاشفين على ديار أمراء الطوائف رأى أن يتركه حاجزا بينه و بين المسيحين في الشمال، و توفى شهيدا في حروبه معهم سنة 5٠٣ و خلفه ابنه عماد الدولة عبد الملك، و حاول على بن يوسف بن ناشفين أخذ الإمارة منه، فاستعان بالنصارى و تملكها المرابطون حتى سنة 5١٢ إذ حاصرها النصارى و استولوا عليها و أخذوا في تملك بلاد الثغر الشمالي الأعلى إلى أن ملكوها جميعا.

و من الإمارات المهمة في موسطة الأندلس إمارة طليطلة ثار فيها زمن الفتنة في أواخر الدولة الأموية قاضيها ابن يعيش، و توفى سنة 4١٩ فتملكها إسماعيل بن ذي النون و أسرته البربرية طوال حقبة أمراء الطوائف، و توفى سنة 4٢٩ فخلفه فيها ابنه المأمون يحيى، و هو أعظم أمرائها قدرا، اجتمع عنده جلّة من الشعراء و الكتاب، و عنى ببناء قصر له تأنق فيه غاية التأنق مما جعل الأدباء و الشعراء يطنبون في وصفه، و توفى سنة 46٧ و خلفه حفيده القادر يحيى و كان قصير النظر سيء التدبير، و فغر ألفونس السادس فاه على ثغوره و جعل يطويها-كما يقول ابن سعيد-طي السجل للكتاب، فثار عليه أهل طليطلة و هرب إلى بعض حصونه و تملكها المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس لمدة عشرة أشهر، و استردها القادر بمعونة ألفونس السادس، و أسلمها له سنة 4٧٨ على أن يساعده في أخذ بلنسية، فأخذها لمدة عامين إلى أن قتل سنة 4٨١. و كان قد تملكها زمن الفتنة صقلبيّان هما مبارك و مظفر و صارت لحفيد للمنصور بن أبي عامر يسمى عبد العزيز سنة 4١٧ و ظل يدبر شئونها حتى سنة 45٢ و وليها بعده ابنه المظفر عبد الملك، و استولى عليها القادر و ثار عليه قاضيها ابن جحّاف، و أخذ فارس نصراني يغير عليها هو السيد القنبيطور و استسلمت له سنة 4٨٧ فنكل بأهلها و ذبح الآلاف منهم و أحرق قاضيها حيّا، و مات سنة 4٩٢ و استولى عليها المرابطون سنة 4٩5.

و من إمارات الشرق المهمة-بجانب إمارة بلنسية-إمارة دانية تملكها أول الأمر في مدة أمراء الطوائف مجاهد الصقلبي منذ سنة 4٠5 إلى سنة 4٣6 و كان محبا للعلماء مجزلا العطاء لهم و للشعراء، و كان قد تملك مع دانية جزر البليار، و خلفه ابنه على الملقب بإقبال الدولة و منه تسلم دانية المقتدر صاحب سرقسطة سنة 46٨ و خلفه على ميورقة مولاه أغلب و تولاها بعده مبشر الصقلبي و آلت إلى المرابطين.

و من الإمارات المهمة في الشرق مرسية، و هي-كما أسلفنا-من بنيان عبد الرحمن الأوسط، و ثار بها في زمن أمراء الطوائف المرتضى المرواني و بايعه الصقالبة الذين تغلبوا على الشرق و ذهبوا به إلى غرناطة، فهزمهم زاوى بن زيرى و قتل المرتضى في المعركة، و خلفه على مرسية أبو عبد الرحمن بن طاهر، و ثار عليه أهلها و راسلوا المعتمد بن عباد فأرسل إليهم وزيره ابن عمار الشاعر فأخذها من يده و ثار بها لنفسه، و ثار عليه القائد عبد الرحمن بن رشيق، و تملكها أبو الحسن بن اليسع باسم المعتمد بن عباد ثم صارت للمرابطين. و من إمارات الشرق أيضا المرية و هي من بنيان الناصر على البحر المتوسط و قد تملكها الصقالبة ثم معن بن صمادح إلى أن توفى سنة 44٣ و ورثها ابنه المعتصم، و كان شاعرا و كريما جزل العطاء للشعراء، توفى سنة 4٨4 و جيش المرابطين يحاصره.

و من إمارات الغرب المهمة إمارة بطليوس، تملكها زمن أمراء الطوائف الأفطس عبد اللّه حتى سنة 4٣٠ فورثها عنه ابنه المظفر و هو من أعلم أمراء الطوائف و آدابهم، و خلفه عليها ابنه المتوكل سنة 46٠ و يؤثر له أنه انتدب أبا الوليد الباجي كبير فقهاء الأندلس في زمنه ليدعو أمراء الطوائف إلى توحيد كلمتهم ضد نصارى الشمال، غير أن دعوته-بسبب أطماعهم-ذهبت أدراج الرياح، و من يد المتوكل أخذ المرابطون هذه الإمارة و ما كان يتبعها من المدن مثل أشبونة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)انظر في هؤلاء الأمراء الذخيرة لابن بسام و المغرب لابن سعيد في بلدانهم و الجزء الرابع من تاريخ ابن خلدون و الحلة السيراء لابن الأبار في تراجمها، و كذلك التكملة، و الجزء الثاني و الثالث من البيان المغرب (طبع باريس) و الثاني من أعمال الأعلام (طبع بيروت) و كذلك الرابع بتحقيق د. إحسان عباس (طبع بيروت) و نفح الطيب للمقري (بتحقيق إحسان) في مواضع مختلفة و التبيان: مذكرات الأمير عبد اللّه بن بلقين آخر أمراء غرناطة (طبع دار المعارف) و دول الطوائف لمحمد عبد اللّه عنان (طبع القاهرة) و الصقالبة للعبادي (طبع مدريد) و الإسلام في المغرب و الأندلس لبروقنسال (ترجم إلى العربية) طبع القاهرة و التاريخ الأندلسي لعبد الرحمن الحجي و معالم تاريخ المغرب و الأندلس لحسين مؤنس و تاريخ البحرية الإسلامية في المغرب و الأندلس لعبد العزيز سالم و العبادي (طبع بيروت) .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.