المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حكم الغسل على من غسل ميتاً
23-12-2015
المخمرات العميقة Deep – shaft Fermenters
12-1-2018
بعض الاتجاهات المعاصرة في الفكر المناخي
2024-09-21
الممتزات الحيوية Biosorbents
27-8-2017
امة وسطا
2024-08-30
دودة ثمار التفاح Laspeyresia pomonella
24-1-2016


ابن حُجَّة الحموي  
  
8030   08:43 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص839-844
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2018 2705
التاريخ: 11-3-2016 2522
التاريخ: 29-12-2015 5824
التاريخ: 10-04-2015 1811

هو أبو المحاسن تقيّ الدين أبو بكر بن عليّ بن عبد اللّه الحمويّ الأزراريّ (فقد كان في شبابه يبيع الأزرار) ، ولد في حماة سنة 767 ه‍ (1367 م) في الأغلب. و قد تنقّل في طلب العلم بين الموصل و دمشق و القاهرة و كسب صداقة نفر من أدباء عصره. و في إحدى أوباته إلى دمشق، 791 ه‍ (1390 م) ، كان الظاهر برقوق يحاصر دمشق فكتب ابن حجة إلى ابن مكانس رسالة بليغة يصف له فيها ذلك الحصار.

و في أيام السلطان المؤيّد سيف الدين شيخ المحموديّ (815-824 ه‍) دخل ابن حجّة الحمويّ ديوان الانشاء، إذ عيّنه ناصر الدين محمّد بن محمّد البارزيّ متولّي كتابة أمانة السر. و بعد وفاة البارزيّ عاد ابن حجّة إلى حماة (830 ه‍) ثمّ توفّي فيها، في 25 من شعبان 837 ه‍ (27/3/1434 م) .

كان ابن حجّة شاعرا و مترسّلا و مؤلّفا. و شعره مملوء بأوجه البلاغة، مع شيء من التكلّف و الضعف؛ و نثره المرسل سهل واضح متين. و تقوم شهرة ابن حجّة الحموي على بديعيّة له مطلعها: «لي في ابتداء مدحكم، يا عرب ذي سلم» يعارض بها البردة للبوصيريّ: «أ من تذكّر جيران بذي سلم» (راجع، فوق، ص 673) . و قد نظم ابن حجّة هذه البديعيّة استجابة لرغبة ناصر الدين البارزيّ (راجع المختارات) و طوى كلّ بيت منها على وجه من أوجه البديع. و قصيدة ابن حجّة نازلة عن قصيدة البوصيريّ في متانة التركيب و في البراعة في استخدام أوجه البلاغة و في النفس الشعريّ، فالبوصيريّ نظم قصيدته في مدح الرسول وجدانا و تقوى بينما اتّخذ ابن حجّة مدح الرسول موضوعا يؤلّف حوله «مقالة» في علم البديع شعرا!

صنع ابن حجّة لبديعيّته هذه شرحين: شرحا موجزا سمّاه «تقديم أبي بكر» و شرحا مطوّلا هو كتاب «خزانة الأدب و غاية الأرب» . و لابن حجّة الحمويّ من الكتب أيضا: أزهار الأنوار (مجموع فيه مقطّعات شعرية و حكايات قصيرة) -بلوغ المرام من سيرة ابن هشام و الروض الأنف و الاعلام (في سيرة الرسول) -بلوغ المراد من الحيوان و النبات و الجماد (قلّد فيه حياة الحيوان للدميري) -كشف اللثام عن وجه التورية و الاستخدام (بلاغة) -السيرة الشيخية (سيرة المؤيّد شيخ بن عبد اللّه المحموديّ) -ثمرات (ثمار) الأوراق (مجموع فوائد و طرائف أدبية و تاريخية تصلح للمذاكرة و المسامرة) - تأهيل الغريب (مجموع شعر للمتقدّمين و المتأخّرين) -قهوة الانشاء- الثمرات الشهيّة من الفواكه الحمويّة و الزوائد المصرية (ديوان شعره) - مجرى السوابق (مجموع شعر في الخيل من شعره و شعر غيره-ابن نباتة) -قهوة الإنشاء (رسائل ديوانية و اخوانية) -تغريد الصادح (مجموع أمثال) ، الخ.

مختارات من آثاره:

- من مقدّمة «خزانة الأدب» :

الحمد للّه البديع الرفيع الذي أحسن ابتداء خلقنا بصنعته و أولانا جميل الصنيع فاستهلّت الاصوات ببراعة توحيده و هو البصير السميع؛ أدّب سيّدنا محمّدا صلّى اللّه عليه [وآله] و سلم فأحسن تأديبه حتى أرشدنا-جزاه اللّه خيرا-الى سلوك الأدب و أوضح لنا بديعه و غريبه. . . .

و بعد، فهذه البديعيّة التي نسجتها بمدحه صلّى اللّه عليه [وآله] و سلم على منوال طرز البردة (1) كان مولانا المقر الأشرف العالي المولوي القاضوي المخدومي الناصري سيّدي محمد بن البارزيّ الجهني الشافعي صاحب ديوان الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية-جمّل اللّه الوجود بوجوده-هو الذي ثقّف لي هذه الصعدة (2) و حلب لي ضرعها الحافل لحصول هذه الزبدة (3) و ما ذاك إلا أنه وقف بدمشق المحروسة على قصيدة بديعية للشيخ عزّ الدين الموصلي (4)، رحمه اللّه تعالى، التزم فيها بتسميته النوع البديعي (5) و روى بها من جنس الغزل ليتميّز بذلك عن الشيخ صفي الدين الحلّي (6) ، تغمّده اللّه تعالى برحمته، لأنّه ما التزم في بديعيته بحمل هذا العبء. غير أن الشيخ عزّ الدين ما أعرب عن بناء بيوت أذن اللّه أن ترفع (7) و لا طالت يده لإبهام العقادة (8) الى شيء من اشارات ابن أبي الاصبع (9) و ربما رضي في الغالب بتسمية النوع و لم يعرب عن المسمى و نثر شمل الألفاظ و المعاني لشدّة ما عقده نظما. . .

فاستخار اللّه مولانا الناصريّ المشار إليه و رسم لي بنظم قصيدة أطرّز حلّتها ببديع هذا الالتزام و أجاري الحلّيّ برقة السحر الحلال الذي ينفث في عقد الأقلام (10). فصرت أشيّد البيت فيرسم لي بهدمه - و خراب البيوت في هذا البناء صعب على الناس - و يقول: بيت الصفي اصفى موردا و أنور اقتباس (كذا) . فأسنّ كلّ ما حدّه الفكر و أراجعه ببيت له على المناظرة طاقة فيحكم لي بالسبق و ينقلني الى غيره، و قد صار لي فكرة الى الغايات سبّاقة. فجاءت بديعية هدمت بها ما نحته الموصلي في بيوته من الجبال و جاريت الصفيّ مقيّدا بتسمية النوع (11) و هو من ذلك محلول العقال، و سمّيتها «تقديم أبي بكر» عالما أنه لا يسمع من الحلّي و الموصلي في هذا التقديم مقال. و كان المشار إليه-عظّم اللّه شأنه- هو الذي مشى أمامي و أشار الى هذا السلوك و أرشد فاقتديت برأيه، و هل يقتدي ابو بكر بغير محمد (12) فقلت:

لي في ابتدا مدحكم، يا عرب ذي سلم... براعة تستهلّ الدمع في العلم (13)

باللّه، سِر بي، فسربي طلّقوا وطني... و ركّبوا في ضلوعي مطلق السقم (14)

و رمت تلفيق صبري كي أرى قدمي... يسعى معي فسعى، لكن أراق دمي (15)

يا سعد، ما تمّ لي سعد يطرّفني... بقربهم و قليل الحظ لم يلم (16)

هل من يفي و يقي إن صحّفوا عذلي... و حرّفوا و أتوا بالكلم في الكلم (17)

قد فاض دمعي و فاظ القلب إذ سمعا... لفظيّ عذل ملا الأسماع بالألم (18)

ثم يبدأ بذكر الرسول في البيت السابع و الاربعين (ص 199، بولاق سنة

1291 ه‍) :

محمد بن الذبيحين الأمين ابو ال‍ـ...ـبتول خير نبي في اطّرادهم (19)

أبدى البديع له الوصف البديع، و في... نظم البديع حلا ترديده بفمي (20)

كرّرت مدحي حلا في الزائد الكرم اب‍ـ...ـن الزائد الكرم بن الزائد الكرم (21)

______________________

1) اشتهرت قصيدة البوصيري باسم البردة (الثوب السابغ) ، مع أن اسمها في الأصل البرأة (راجع، فوق، ص 674) .

2) ثقف: قوم، صحح. الصعدة: القصبة الفارسية تكون عادة معوجة في أماكن فتمرر على النار و تثقف (تقوم) .

3) الحافل: المملوء. الزبدة: الخلاصة من كل شيء. -هو الذي أشار علي بنظم هذه القصيدة و بين لي طريقة العمل.

4) عزّ الدين الموصلي. . . .

5) ذكر في قصيدته كل نوع من أنواع البديع ( من غير أن يعرف ذلك النوع أحيانا و لا أن يأتي بمثل عليه) .

6) راجع، فوق، ص 772.

7) ما أعرب (ما أوضح، ما بين) عن أبيات (من الشعر في قصيدته) أذن اللّه أن ترفع (أي جيدة) . في هذه الجملة تضمين من قوله تعالى: «في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه» (24:36، سورة النور) .

8) كذا في الاصل.

9) ابن أبي الاصبع، لعله عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن أبي الاصبع العدواني المصري (ت 654 ه‍) من علماء اللغة (راجع، فوق، ص 574) .

10) . . . . ينفث في عقد الاقلام: أجيد في نظمها (في البيت تضمين من قوله تعالى: «وَ مِنْ شَرِّ اَلنَّفّاثاتِ فِي اَلْعُقَدِ» )السورة 113، سورة الفلق : ( كانت الساحرة تتمنى الخير أو الشر لأحد من الناس ثم تعقد بعد كل أمنية عقدة في خيط و تنفث عليها. فنقل ابن حجة نفث الساحرة في عقد الخيط الى مجيء الادب البارع على عقد الاقلام) .

11) أراجعه: أعيد نظمه. ببيت له على المناظرة طاقة (قدرة) على أن يكون نظيرا (شبيها) ببيت صفي الدين الحلي في المعنى المقصود.

12) و هل يقتدي أبو بكر إلا بمحمد. - في ذلك تورية و موازنة: أبو بكر هو ابن حجة؛ و محمد محمد البارزي الذي أشار على ابن حجة بنظم هذه القصيدة. ثم في ذلك اشارة الى أبي بكر الصديق و محمد رسول اللّه (ع)[صلّى الله عليه وآله وسلّم] .

13) براعة (مقدرة) تستهل الدمع: تجعل الدمع ينسكب. ذو سلم و العلم مكانان في الحجاز ذكرا مناسبة لمدح الرسول و لا يقصد الشاعر منهما دلالة خاصة. «براعة تستهل» اشارة الى «براعة الاستهلال» و هي وجه من أوجه البلاغة. و الشاعر يقصد أن في مطلع قصيدته هذه براعة استهلال (أي أن مطلع هذه القصيدة جيد) .

14) السرب: القطيع من الماشية، و الجماعة من الناس. طلقوا وطني: هجروه.

15) كنت أقصد أن يحملني قدمي الى ما فيه الخير فحملني الى أمر أراق (سفك) دمي (أضر بي) .

16) يطرّفني: (يسرني) .

17) يفي من الوفاء بالوعد. يقي من الوقاية (الحفظ، المحافظة، الدفاع) . التصحيف: التبديل. في أحرف الكلمة: عدل-عذل؛ التعريف: الخطأ في اللفظ: الكلم (بفتح الكاف و كسر اللام: الكلمات) : الكلم (بفتح الكاف و سكون اللام) : الجرح. و التصحيف و التحريف من أنواع الجناس في البلاغة.

18) فاظ: قاء (خرج القيء من فمه) ؛ فاظت نفسه: مات. و القلب من أوجه البلاغة.

19) محمد (رسول اللّه) [صلّى الله عليه وآله وسلّم]  ابن الذبيحين (من نسل ابراهيم والد اسماعيل و اسحاق، و قد اختلف الرواة في أيهما كان الذبيح الذي أراد ابراهيم أن يضحيه. و العرب في الحجاز يرجعون بجانب من نسلهم الى اسماعيل بن ابراهيم) . و الذبيح الثاني هو عبد اللّه بن عبد المطلب، فقد كان عبد المطلب أيضا يريد ذبح ابنه عبد اللّه في نذر له، ثم فداه بمائة بعير. أبو البتول (والد فاطمة[عليهما الصلاة والسلام ]) . في اطرادهم: في نسق الانبياء.

20) البديع الاولى: اللّه. البديع الثانية: الجميل. البديع الثالثة: نظم الشعر في مدح الرسول. و البديع: فن كبير من فنون البلاغة أشهر أبوابه الجناس (الإتيان بألفاظ متفقة في اللفظ و مختلفة في المعنى، في التركيب الواحد) .

21) كررت: رددت، أعدت مرة بعد مرة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.