أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-1-2016
6342
التاريخ: 2023-09-02
1058
التاريخ: 21-1-2016
2897
التاريخ: 21-1-2016
11561
|
خلق الله سبحانه وتعالى (البيئة) واحكم صنعها بدقة بالغة من حيث الكم والنوع والخصائص والوظيفة.
يقول تعالى:{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: 88] .
فكل شيء عنده بمقدار معلوم بحسب علمه سبحانه وتعالى الذي يعلم وحده بان كل عنصر من عناصر البيئة بهذا القدر وبهذه الصفات كما حددها الله سبحانه وتعالى ويكفل لهذه العناصر ان تؤدي دورها المحدد والمرسوم لها من قبل الخالق القدير، في المشاركة البناءة في مصفوفة ومنظومة اعالة الحياة في توافقية وانسجامية غاية في الدقة والتوازن مع بعضها البعض، يقول تعالى:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49]،{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}[الفرقان: 2] ، {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}[الرعد: 8] ،{وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}[ق: 7] .
وتشير كتب التفسير ان كلمة (قدره) تعني ايجاد كل شيء على قدر مخصوص وتقدير معين في ذاته وخصائصه، (والقدر) تحديد كل محدود بحده الذي يوجد به. هذا التقدير البالغ الدقة الذي هو من صنع لدن حكيم خبير هو الذي يعطي لكل عنصر او مكون من مكونات البيئة طبيعته الكمية والنوعية ووظيفته وعلاقته بالمكونات الاخرى، ومنهجه ودوره في الوجود، كما يعطي للبيئة ككل توازنها وقدراتها على اعالة الحياة، وهي المهمة الاساسية التي خلقت من اجلها البيئة، يقول تعالى:{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ}[آل عمران: 191] .
وليس ادل على الاتقان والدقة في خلق البيئة وتوازنها هو ان مكوناتها او عناصرها كلها مفيدة ومتوازنة مع بعضها البعض حسب ما قدر لها الله سبحانه وتعالى طالما ظلت هذه المكونات او العناصر محتفظة بخصائصها الكمية والنوعية كما خلقت من دون تغيير جوهري يذكر.
نعم ان الانسان اذا ما تدخل في البيئة سواء متعمدا او جاهلا واحدث فيها تغييرات كبيرة سواء على مستوى الكم او الخصائص يختل توازنها وتنقلب عناصرها من عناصر مفيدة إلى عناصر ضارة مسببة للكثير من المخاطر التي تهدد الحياة، ومن ثم تبدأ المشكلات البيئية، فبعد ان خلق الله تعالى البيئة واتقن صنعها وصياغة عناصرها يأتي الانسان ويحاول افساد هذه المكونات والعناصر.
فيجب على الانسان ان يحافظ على استمرارية بقاء مكونات البيئة وعناصرها كما خلقها الله سبحانه وتعالى لتؤدي دورها في خدمة البشرية دون مشكلات لا طاقة بها، لنتفادى انتقام البيئة التي لا ترحم اذا ما اساء الانسان استخدامها بالإسراف او الافساد او التخريب.
و بحسب رأي علماء البيئة فان اهم المشكلات البيئية التي خلقها الانسان نذكر :
1ـ مشكلة التلوث بكافة اشكاله وانواعه، وما ينجم عنه من اثار في مختلف نواحي البيئة.
2- مشكلة التصحر، والتي يعود بعضها إلى التلوث البيئي، وبعضها الاخر إلى ممارسات الانسان الخاطئة والجائزة في بيئته.
وهناك امثلة ونماذج بعدد عناصر هذا الكون تصلح دليلا وشاهدا على الاتقان الالهي لعناصر البيئة الذي له انعكاسات خطيرة على الحياة البشرية في حال احداث خلل به، ومن هذه النماذج نذكر (الهواء) الذي هو احد مكونات البيئة فنرى من خلاله دقة الخلق وبديع الصنع.
فالهواء يتكون من عدد كبير من الغازات، قدر كل منها تقديرا بالغ اذ يشكل غازي النيتروجين (الازوت) (N2)، (والاوكسجين) (o2) النسبة الاعظم (99% تقريباً) ويعتبر غاز (النيتروجين) النصيب الاوفر من هذه النسبة حيث يخصه (07, 78%)، وهو غاز خامل لا يساعد على الاشتعال وغير قابل للذوبان في الماء. اما الاكسجين فيخصه (95,20%) وهو غاز نشيط يساعد على الاشتعال وقابل للذوبان في الماء من اجل الاحياء المائية التي تعتمد في حياتها على الاكسجين المذاب في الماء، والذي يتجدد من خلاله قدرة الماء على امتصاصه واحتوائه. اما بالنسبة الباقية (1%) فيمثلها عدد كبير من الغازات منها غاز الاورجون (94، 0%) وثاني اكسيد الكربون (30 ، 0%) والهيدروجين (01 ، 0%) اضافة إلى اول اكسيد الكربون، وثاني اكسيد الكربون والهيليوم والميثان والاوزون والكربيتون والينون والزينون وغيرها.
ومن آيات الله سبحانه وتعالى ان نسبة غاز النيتروجين العالية (78%) وهو الغاز الخامل غير المساعد على الاشتعال مقدرة تقديرا دقيقا من قبل الخالق العليم الخبير، اذ لو كانت نسبته اقل من هذه النسبة المقدرة وحدث ان سقطت شرارة كهربائية من الفضاء الخارجي نحو الارض (يحدث احيانا) لاحترق كل شيء على سطح الارض. اذ ان هذه النسبة هي التي تضبط وتقنن طبيعة الاكسجين وهو الغاز القابل للاشتعال، حيث يتحول إلى غاز يساعد على الاشتعال ولكنه لا يشتعل حتى يظل الاكسجين مؤديا لوظيفته في إعالة الحياة.{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}[الأنبياء: 16] .
واذا اخذنا مثلا ثاني اكسيد الكربون الذي يشكل (03 ، 0%) من حجم الهواء كما قدره الله سبحانه وتعالى، والذي تدور من حوله في الوقت الحاضر المؤتمرات وتتعالى الصيحات من اخطاره، نجد ان هذا الغاز بهذه النسبة المقدرة تقديرا دقيقا يلعب دورا مهما جدا في اعالة الحياة على سطح الارض حيث يتركز معظم ثاني اكسيد الكربون (80%) بدرجة حرارة مناسبة تسمح بوجود الحياة على سطحها اذ يعتبر هذا الغاز بمثابة صوبة الارض حيث أودع الله تعالى فيه خاصية امتصاص الموجات الحرارية الارضية (الاشعة تحت الحمراء) والاحتفاظ بها في الغلاف الجوي بما يعطي لهذا الغلاف هذه الدرجة المناسبة من الحرارة التي تسمح بوجود الحياة، ومعنى هذا ان الاخلال بنسبة هذا الغاز زيادة او نقصانا تعني في حد ذاتها زيادة أو نقصانا في درجة حرارة الغلاف الجوي وما يحمل هذا الامر من مخاطر كثيرة ويفسر لنا هذا الوضع القلق الذي بات يسيطر على البشرية نتيجة الزيادة المطردة في نسبة ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي منذ الخمسينات من هذا القرن (زادت النسبة من 31 ، 0% عام 1950 إلى 0.325 عام 1970 إلى 0.34% عام 1980م) وما يصاحب هذه الزيادة من ارتفاع في درجة حرارة الغلاف الجوي.
وتكمن خطورة في هذا الامر في انصهار كميات كبيرة من الثلوج في مناطق القطبين والجبال وتحرك هذه المياه لتسهم في رفع منسوب مياه البحار والمحيطات واحتمالات تعرض مدن ساحلية كثيرة للغرق، وتشير سجلات المد والجزر في مناطق كثيرة من العالم ان منسوب مياه البحار قد ارتفع بمقدار 45 مليمترا في الفترة من 1890م-1940م، واخذ المنسوب في الارتفاع بمعدل 3 مليمترات سنويا حتى عام 1970م، ثم ازداد المعدل ليصل إلى زيادة 14 مليمترا في الوقت الحاضر.
وقد تبين للعلماء ان تزايد نسبة ثاني اكسيد الكربون لا ترجع فقط إلى تزايد استهلاك مصادر الوقود الاحفوري (الفحم – النفط – الغاز الطبيعي)، وانما جاءت ايضا نتيجة التدهور الذي اصاب الغطاء النباتي المستهلك الرئيسي لثاني اكسيد الكربون. ولعل خطورة هذا الوضع هي التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي في لندن في فبراير 1989م لمناقشة الاجراءات والوسائل الكفيلة بضبط اطلاق ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي وتنمية مصادر استهلاكه (النباتات) لوقف هذه الزيادة المطردة ومحاولة العودة بنسبته كما قدرها الله سبحانه وتعالى.
ومن ثم لا نستطيع ان نتصور تركيبة الهواء على غير النسب التي قدرها الله سبحانه وتعالى، اذ ان أي خلل في مكوناته تحدث الكثير من المخاطر.
يقول تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}[الدخان: 38] .
فالبيئة خُلقت بإتقان مسخرة لخدمة الانسان، خلقها الله تعالى وذللها لخدمته واستخلفه فيها، فهي خلقت له ومن اجله ومن رحمة الله تعالى ان هذه البيئة التي جهزها الله سبحانه وتعالى بكل مقومات الحياة لتصبح بيتا امنا للإنسان وتفي بكل متطلباته المعيشية قد حفظها الله سبحانه وتعالى وحماها من مخاطر الاشعاعات الكونية والفضائية والشهب والنيازك التي تندفع من الفضاء الخارجي نحو الارض.
يقول تعالى:{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ}[الأنبياء: 32] .
فقد اثبتت الدراسات ان الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يضم مجموعة من الطبقات ولكل طبقة وظيفة تؤديها في اعالة الحياة وحمايتها وتعتبر طبقة (الاوزون) احد الطبقات الحافظة والدرع الواقي للبيئة ضد مخاطر الاشعة البنفسجية الضارة التي لو وصلت إلى سطح الارض بكامل قوتها المنبعثة بها من الشمس لدمرت كل مظاهر الحياة، ومن ثم تجلت قدرة الخالق العليم في بناء هذه الطبقة التي تقع على ارتفاع يزيد عن 12 كيلو مترا فوق سطح الارض واودع فيه كميات هائلة من غاز الاوزون الذي تتمثل احدى وظائفه في ضبط وتقنين وصول الاشعة البنفسجية إلى الارض حيث لا تسمح الا بمرور كميات محددة ومقدرة من قبل الخالق العليم يراها بعلمه انها مفيدة وضرورية للحياة.
فما ذكرناه لم يكن الا نموذجا على كيفية صناعة واتقان وايجاد واحدة من العناصر البيئية فكيف لو اردنا التحدث عن سائر هذه العناصر لكنا احتجنا لمجلدات كثيرة لا تكون كافية فما هو المهم البحث عن كيفية حمايتها ومنع الانسان من العبث بها، لان الوظيفة التي خلق من اجلها هي الحفاظ على البيئة لا تدميرها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|