أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2022
1987
التاريخ: 3-1-2018
1887
التاريخ: 2024-01-16
1175
التاريخ: 14-1-2016
2525
|
إن الإسلام الحنيف هو دين الفضيلة والكمال ودين المحبة والالفة والجمال دين العفة والشرف والذوق الرفيع يرعى الفرد والأسرة والمجتمع، رعاية لا نظير لها وقد دعا إلى بناء الانسان وتكامله وحفظ نوعه، لذا شرع الزواج الطاهر وحث عليه, واهتم بأمره بنوعيه الدائم والمؤقت واعطاه من الأهمية النصيب الاوفر واعتبره من الاركان المهمة والمقومة للحياة البشرية على مر العصور والدهور وجعله عبارة عن عهد عظيم وميثاق مقدس بين الزوجين تارة لقول الله تعالى {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}[النساء: 21].
وتارة اخرى أنّه سكن تستريح فيه النفوس مفعمة بأجواء الحب والمودة والرحمة لقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21].
وتارة ثالثة، أنه اللباس الذي يستر الزوجين(الرجل والمرأة) لأن كلاً منهما يستر الآخر، وحاجة كل منهما الى صاحبه، حاجته الى اللباس يحفظه ويستره ،ويوفر له صحته وراحته، لقول الله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }[البقرة: 187].
ولقد وضحت الشريعة المقدسة وأكدت على أن لا يكون الفقر داعياً للحيلولة دون التزويج لان الله سبحانه قد تكفل بالاغتناء من فضله الواسع، الذي لا مثيل له ولا حدود.
قال الله تبارك وتعالى :{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }[النور: 32].
وبالإضافة إلى اهتمام الآيات القرآنية الكريمة بالزواج اهتمت الروايات والاخبار الشريفة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الأطهار (عليهم السلام) هي الأخرى بهذا الجانب الحيوي والمهم من الحياة الانسانية وحثت بقوة على استحباب وقوعه, والالتزام بضوابطه الشرعية، وثوابته الاسلامية ليسير الفرد والمجتمع سيرا متوازناً طبقاً لقاعدة : (لا افراط ولا تفريط) لهذه الغريزة الفطرية التي اودعها الله عز وجل في مخلوقاته لكي تسير الحياة الانسانية متواصلة العطاء ، حافظة للنوع مُكثرة للنسل، مثقلة للأرض بكلمة: (لا اله الا الله).كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله): ( ما يمنع المؤمن ان يتخذ اهلا لعل الله يرزقه نسمة تثقل الارض بكلمة لا اله الا الله)(1).
وإتماماً للفائدة لا بأس ان نذكر جملة من الروايات الشريفة الواردة بهذا الصدد:
1ـ لقد اعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) الزواج نصف الدين، بقوله: (ومن تزوج احرز نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر، او الباقي) (2).
2ـ في حديث شريف آخر للرسول الأعظم (صلى الله عليه واله)، أعتبر فيه التزويج من احب ما بُني في الإسلام من بناء إلى الله تبارك وتعالى، حيث قال: ( ما بني بناء في الاسلام احب إلى الله عز وجل من التزويج) (3).
3ـ اعتبر رسول الله (صلى الله عليه واله) الزواج من صميم سنته ومن رغب عنه فليس منه (صلى الله عليه واله) لقوله: ( التزويج سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني )(4).
4- وقال (صلى الله عليه واله):
( من أحب ان يلقى الله طاهراً مطهراً، فليلقه بزوجة)(5).
5- رغب رسول الله (صلى الله عليه واله) في التزويج وحث عليه حثا لا مثيل له حيث قال (صلى الله عليه واله) ( ركعتان يصليهما متزوج أفضل من رجل اعزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(6).
6- عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) انه قال:
( ما افاد عبد فائدة خيراً من زوجة صالحة اذا رآها سرته واذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)(7).
7- وقال ايضا (عليه السلام) :
(من أخلاق الأنبياء حبُ النساء) (8).
وقد اعتبرت الشريعة الغرّاء ان افضل العبادات، والطاعات، والشفاعات ان تجمع بين اثنين (أي تزوجهما) وفي هذا حث وترغيب للأغنياء من الناس على تزويج الفقراء، ومساعدة المحتاجين، وتذليل الصعوبات المادية التي تحول دون تزويجهم.
ولقد اثر عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله:
( أفضل الشفاعات ان تشفع بين اثنين حتى يجمع الله بينهما) (9).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قولة :
( من زوج أعزباً كان ممن ينظر الله إليه يوم القيامة)(10).
وعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) قوله الشريف:
(ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع الله بينهما زوجه الله الف امرأة من الحور العين، كل امرأة في قصر من در وياقوت وكان له بكل خطوة خطاها، او بكل كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها)(11).
فهل يوجد حث وتشجيع على التزوج، وبناء الاسرة، وكسب الأجر والثواب كالذي في الإسلام الأصيل المحمدي؟
وهل يوجد دين او مبدأ ونظام يحقق السعادة، ويدعو إلى التهذيب والتكامل والالتزام بالفضائل كالإسلام؟ ! كلا ثم كلا.
إذن ، من باب العقل والمنطق والحكمة، يجب الرجوع إلى الإسلام الأصيل المحمدي العلوي، والالتزام به ، والسير على نهجه ومناهجه، لكي نتمكن من الحصول على خيره وبركاته، ونظفر بالاطمئنان والاستقامة والتقدم وحسن العاقبة في الدارين، والسعادة في كليهما.
________________
1ـ من لا يحضره الفقيه: ج3 ص241.
2ـ الكافي : ج5 ص328.
3ـ وسائل الشيعة /: ج2 ص103.
4ـ وسائل الشيعة: ج2، ص18.
5ـ نفس المصدر.
6ـ من لا يحضره الفقيه: ج3، ص242.
7ـ التهذيب : ج7، ص405.
8ـ الكافي : ج5 ، ص320.
9ـ الكافي / ج5 ص 331.
10ـ نفس المصدر.
11ـ عقاب الاعمال:ص340.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|