أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-09
269
التاريخ: 13-9-2018
1760
التاريخ: 2024-11-10
285
التاريخ: 24-7-2016
2112
|
هل تطلبينها لأجل تغيير لون شعرك عدة مرات في اليوم؟ أم لكي تطلّي عليها عدة مرات في اليوم الواحد وكأنّك مشجب ثياب متحرك يضعون عليه في كل ساعة ثوبا ويأخذون آخر؟ لا ليس لأجل ذلك، وإنما لأن الفطرة تفرض عليك التأهب غدا للزوج القادم، ولماذا لا تكونين كذلك منذ الآن؟ لقد كنت تجعلين من ذاتك صورة سحرية أمام الزوج الخيالي. أما في الوقت الحاضر فيجب ان تتجلي كصورة حقيقية أمام الزوج الحقيقي، وتربي أولادا صالحين. السر الكامن وراء حرمة التزين أمام الغير، هو ان فطرة الفتاة لا تبيح لها التزين قبل الزواج، وهي حتى وإن فعلت ذلك، فإنها تفعله بدافع الحصول على الزوج وليس بدافع الحصول على أي رجل أجنبي، وبما أن التزيّن للأجنبي لا يتساوق مع الفطرة، فهو يترك تأثيرات سلبية في الذرية؛ وذلك لأن نظرة السوء التي تخطفها الأبصار من تلك المرأة تسري الى جميع خلايا جسدي الناظر والمنظور إليه وحتى الى الكروموسومات، بل وحتى الى خلايا بدن الجنين في البطن. وهذا بمثابة نوع من وضع العلامات على خلايا الذرية، أي أنها تكتسب صفات أخرى الى جانب صفات الأب.
الفتاة التي كانت كل أحلامها تدور حول الزوج ليلا ونهارا، ما لها إذا استيقظت من النوم ووجدت الزوج الى جانبها، ما لها لا ينعكس عليها شعاع واحد من تلك الأحلام. لعلها كانت تحلم بزوج سحري خليق حتى بأن يُعبد ولكنَّها وجدته اليوم غير جدير حتى بأن يُقَبَّل !.
أيتها الفتاة العزيزة، إن كل شخص يبحث عن الكمال، وهذا يعد بحد ذاته دليلا على أن كل شيء يسير الى الله {وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} {إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} {إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} وكل ما يحبه الشخص بالقوة مغروس في فطرته. ولكن من الذي استطاع إخراج ما هو مغروس في فطرته بشكل غير متناه، الى حيز الفعل المحدود؟ أوليس العمل سوى إخراج النية او الإرادة الموجودة في النفس بالقوة على شكل قول او فعل بواسطة الأعضاء والجوارح؟ فالأحلام الوردية التي تداعب مخيلتك عن الزوج، تداعب مخيلته عنك أيضا. فلا انت التي أرادك هو، ولا هو الذي أردته انت. وانظري الى قول الله تعالى لرسوله الكريم، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103] وأنتِ أيضا تحملين أحلاما وردية تطمحين الى ان تتحقق على أرض الواقع. ولكن عليك الاحتفاظ بسرك ولا تفشي لأحد بأنك غير راضية عن زوجك. فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال: (من قالت لزوجها ما رأيت في دارك خيرا لا تشم ريح الجنة)(1).
كنتِ ذات يوم تلعبين بالدُمية؛ أي بطفلك الذي كُنتِ ترسمينه في عالم الخيال، ثم بالمرآة؛ أي مع فتى أحلامك. وعليك في الوقت الحاضر التمسك بزوجك لكي يتسنى لك الوصول الى مرحلة إنجاب الذرية. والفتاة التي تكون على العكس من ذلك فتاة مبغوضة. بمعنى أنها إذا لم تكن تحب الذي يجب ان تحبه وتحب الذرية – شاءت ام أبت – فمعنى ذلك أنها أخذت المرآة أولا ثم لعبت بالدمية ثانياً، وهي في الحقيقة لم تلعب بها وإنما كانت تمارس بها عملا جنونيا، وسينتقم منها المستقبل عن طريق إعطائها ذرية مشوهة.
لقد كنت ترين في أحلام اليقظة في الليل والنهار ـ وخاصة في الليل؛ لأن الليل أكثر قدرة على إخفاء ما يُراد إخفائه ـ وكأنك ترتدين ثوب النوم الذي يعجب زوجك، وتسرحين شعرك، وتتمرغي كلؤلؤة بين ذراعيه. ولكن لا يلاحظ عليك حاليا أي أثر من تلك الأحلام. فلماذا تتوقعين بدلا من ذلك أن تجدي في زوجك كل ما كنت تحلمين به ؟!.
كنتِ في كل ليلة تطوفين في أحلام اليقظة، وتتزينين أكثر من الليلة التي سبقتها لأنك كنت تقتربين أكثر فأكثر نحو أمنيتك، وكنت تجدين في نفسك في كل ليلة أقرب الى الزوج من الليلة التي سبقتها. ولكنك عندما وصلت الآن الى زوجك، وأصبحت في المنعطف الحساس من حياتك، صرت تقتربين في كل يوم نحو مجيء الذرية أكثر من اليوم الذي سبقه، وتقتربين معه الى الولادة، وتسيرين ومن خلال وجود الزوج والولد نحو التجزئة على اعتبار ان وجود والأولاد يُنذر بحصول التجزئة كأن يموت الزوج او يكبر الأولاد، ويذهب كل واحد منهم الى شأنه. ولهذا السبب تفقدين اهتمامك بالزينة حين الوصول الى الوحدة. ومن هنا فإن الإسلام لا يبيح لك نسيان الحياة، وترك شؤون اللعب بالدمية والمرآة، والزواج والنكاح، بل يأمر حتى المرأة اليائسة بالتزيّن لزوجها. ومن الواضح أن لهذا الحكم تأثيره من الناحية النفسية، لأن المرأة التي تتزين وتتصابى تجد نفسها مرغمة على العمل لكي لا تُعتبر زينتها منافية لما يبدو عليها من العجز والقعود عن العمل. ومن هنا فإنك أيتها المرأة المتحررة من آثار الطمث عليك ان تتزيني أنت أيضا لزوجك بأمر الإسلام، لكي لا يعشر الرجل او المرأة حتى عند دنو الأجل، بفقدان معالم الكمال والجمال. وإذا علمت بأن زوجك ـ حتى وإن كان كهلا ـ يحب المرأة الجميلة أكثر من المرأة غير الجميلة، فأنت مخيرة عند ذاك في انتخاب الطريق الأفضل.
عَزَم عجوز أصلع في الثمانين من عمر على الزواج ، وكان قصير القامة ويبدو وكأنه لا رقبة له، وكانت آثار الجدري واضحة على وجهه بكل جلاء وقد تركت حفرا على بشرته كانت تبدو وكأنَّ عمقها يصل الى عظام وجنتيه، وظهرت على أنفه الكبير الأفطس حبّات كثيرة بدت وكأنها جزيرة طافية في بحر. وتزوج الرجل. وبعد انتهاء شهر العسل أراد عالم الدين في الحارة ملاطفته ومجاملته فقال له: كيف حالك أيها العريس العزيز، هل انت سعيد بالزواج ومرتاح مع زوجتك؟ فقال العجوز؟ نعم إنني سعيد بزواجي وأحترم زوجتي وتحترمين، فأنا أحترمها لأنها أكبر مني سناً، وأما هي فتحترمني لأنني أجمل منها . ومن هنا نلاحظ مدى تأثير الجمال في الأساطير وفي الواقع.
_____________
1ـ مستدرك الوسائل، كتاب النكاح ، باب 60، ص244.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|