المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Bhaskara
22-10-2015
Arthur William Conway
26-4-2017
Genocchi Number
2-1-2021
DNA Separation Techniques
5-3-2021
مركابات الميزو Meso compounds
11-12-2016
الطور المتحرك
2024-02-15


ما قبل الولادة  
  
1070   11:49 صباحاً   التاريخ: 2023-07-28
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : الولد الصالح
الجزء والصفحة : ص 13 ــ 19
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-11-2021 1491
التاريخ: 14-1-2016 2426
التاريخ: 2024-01-14 1101
التاريخ: 20-5-2018 2012

إن تربية الولد لا تقتصر على معرفة الأسلوب المناسب للتعاطي معه، وعلى إدراك الميول الخاصة به لمراعاتها، بل إن مسألة التربية في الإسلام تبدأ من مرحلة ما قبل الزواج، لتمر بمرحلة اختيار الزوجة إلى الظروف الخاصة التي ينبغي فيها أن تنعقد النطفة، ثم بمرحلة الحمل وما بعد الولادة، ثم تبدأ بعد هذا التربية الفعلية.

وسيكون الحديث عن الأمور التي لا بد من أن تلاحظ قبل الولادة من مرحلة اختيار الزوجة، مروراً بفترة الحمل إلى الولادة.

1ـ اختيار الزوجة

إن للأم دوراً كبيراً في تكوين شخصية الولد، إذ أن الوراثة لها دور كبير في نقل الصفات والخصال على حسنها أو قبحها، ومن هنا تنبع أهمية أن يكون الزوج حريصا على حسن الاختيار بين النساء ليختار الوعاء النظيف الذي يضع فيه نطفته التي ستصبح فيما بعد فرداً له دور ومكانة مهمة في مجتمعه. ولأن مسألة العثور على الزوجة المناسبة أمر فيه شيء من التعب، نبّه الإسلام إلى ضرورة اللجوء إلى الله تعالى لطلب العون والمساعدة منه للتوفيق لحسن الاختيار، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): إذا همّ بذلك فليصل ركعتين ويحمد الله تعالى ويقول: (اللهم إني أريد أن أتزوج فقدِّر لي من النساء أعفهن فرجاً، وأحفظهن لي في نفسها وفي مالي، وأوسعهن رزقاً، وأعظمهن بركةً، وقدّر لي منها ولداً طيباً تجعله خلفاً صالحاً في حياتي وبعد موتي) (1).

كما أن الإسلام العظيم ساعد الإنسان في تحديد الصفات الأساسية التي ينبغي أن تكون في الزوجة، وأهمها صفة التدين، ففي الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من تزوج امرأة لا يتزوجها إلا لجمالها لم ير فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلا وكله الله إليه، فعليكم بذات الدين) (2).

 لا تتزوج من:

وحذر من أنواع معينة من النساء حرصا منه على سلامة الوعاء من الأمور التي قد تؤثر سلباً على المولود وممن التي حذرت منهن الروايات:

أ- الحسناء السيئة المنبت:

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): قام النبي (صلى الله عليه وآله) خطيباً فقال: (أيها الناس إياكم وخضراء الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء) (3) (4).

ب- الحمقاء:

فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إياكم وتزوج الحمقاء فإنّ‏ صحبتها ضياع وولدها ضياع) (5)، لأن الحمقاء بالإضافة إلى عدم حفظها لزوجها، لن تكون قادرة على حفظ أولادها وتربيتهم بالشكل الصحيح.

ولحرص الإسلام على تنقية الأجواء التي سينشأ فيها الولد من كل شائبة، دعانا لتتبّع حال أخوة الزوجة، أي أخوال الولد، لأن صفات الخال يمكن أن تنتقل أيضاً إلى الولد، وهذا ما أكدت عليه بعض الروايات، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اختاروا لنطفكم فإن الخال أحد الضجيعين) (6).

2- الآداب الخاصة قبل حصول الحمل‏

1- الأكل المناسب للأب:

إن لنوعية الطعام الذي تنعقد منه نطفة الطفل أثراً عليه، وقد أشارت بعض الروايات إلى هذا المعنى، منها ما في الرواية أن حمل خديجة (عليها السلام) بالزهراء (عليها السلام) كان بعد أن أتى جبرائيل بطعام من الجنة للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فقال له جبرائيل: يا محمد يأمرك ربك أن تجعل الليلة إفطارك على هذا الطعام (7).

ومن هنا أشارت بعض الروايات إلى طعام خاص بالأب، ففي الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) من أكل سفرجلة على الريق طاب ماؤه وحسن ولده (8).

وفي رواية أخرى نظر الإمام الصادق (عليه السلام) إلى غلام جميل فقال: (ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام أكل السفرجل. وقال (عليه السلام): السفرجل يحسن الوجه، ويجم (9) الفؤاد (10).

2- الوقت المناسب لحصول الحمل

أشارت بعض الروايات إلى أوقات يكره فيها الجماع، ففي الرواية المروية عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، أنه سئل: هل يكره الجماع في وقت من الأوقات؟ فقال (عليه السلام): نعم، من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن غياب الشمس إلى غياب الشفق، وفي الليلة التي ينكسف فيها القمر، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي اليوم والليلة اللذين تزلزل فيهما الارض، وعند الريح الصفراء، أو السوداء، أو الحمراء، ولقد بات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عند بعض نسائه في الليلة التي انكسف فيها القمر فلم يكن منه إليها شيء، فلما أصبح خرج إلى مصلاه فقالت: يا رسول الله، ما هذا الجفاء الذي كان منك في هذه الليلة؟ قال (صلى الله عليه وآله): ما كان جفاء، ولكن كانت هذه الآية، فكرهت أن ألذ فيها، فأكون ممن عنى الله في كتابه بقوله: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} [الطور: 44]، ثم قال محمد بن علي (عليه السلام): والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واختصه بالرسالة، واصطفاه بالكرامة، لا يجامع أحد منكم في وقت من هذه الأوقات، فيرزق ذرية فيرى فيها قرة عين (11).

3- الأكل الخاص في فترة الحمل

‏الأكل المناسب للأم:

هناك عدة أصناف من الأكل الخاص بالأم أشارت إليها الروايات الشريفة وهي:

أ- البطيخ: فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ، لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق) (12).

ب- الألبان: فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (اسقوا نساءكم الحوامل الألبان، فإنها تزيد في عقل الصبي) (13).

ج- اللبان: واللبان مادة تؤخذ من بعض الأشجار وتمضغ كالعلك في الفم وطعمها كريح الصنوبر، ولها العديد من الفوائد، وقد ورد في الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (أطعموا نساءكم الحوامل اللبان، فإنه يزيد في عقل الصبي) (14).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستند الشيعة، المحقق النراقي، ج 16، ص 15.

2ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 235.

3ـ قال الصدوق: قال أبو عبيدة: نراه أراد فساد النسب إذا خيف ان تكون لغير رشده وانما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنة البقرة وأصل الدمن ما تدمنه الإبل والغنم من أبعارها وأبوالها، فربما ينبت فيها النبات الحسن، وأصله في دمنة يقول: فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد، قال الشاعر:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى

وتبقى حزازات النفوس كما هيا

ضربه مثلا للرجل الذي يظهر المودة وفي قلبه العداوة (بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 232).

4ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 100، ص 236.

5ـ المصدر السابق، ص 237.

6ـ المصدر السابق، ص 236.

7ـ المصدر السابق، ج 16، ص 79.

8ـ مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج 5، ص 62.

9ـ أي يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه.

10ـ مستدرك سفينة البحار، الشيخ علي النمازي، ج 5، ص 62.

11ـ مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 14، ص223.

12ـ المصدر السابق، ج 15، ص 214.

13ـ بحار الانوار، العلامة المجلسي، ج 95، ص 294.

14ـ مكارم الاخلاق، الشيخ الطبرسي، ص 194. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.