المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

فنون العصور الحجرية والكهوف في العالم
15-10-2016
العضلات في الابقار Muscles
2024-11-04
مرض العفن البني الذي يصيب الكرز (Brown rot)
18-2-2020
Caprolactam Production
11-9-2017
الصوم المسنون
2024-10-19
المصدر التشريعي لالتزام المصرف بتقديم معلومات الائتمان المالي
9-6-2022


التمييز والعدالة بين الاطفال  
  
2393   12:12 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص331-333
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2018 2086
التاريخ: 27-9-2019 2433
التاريخ: 2023-03-20 1302
التاريخ: 1-6-2018 2025

نحن لا نتوقع من الامهات ابداً ان يميزن بين ابنائهن ولا يمكن تصور ذلك في حقهن، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن إنكار أن بعض الامهات وربما من باب مراعاة ومجاملة الزوج، او المعاناة النفسية من جراء الحمل والامومة، يقمن بترجيح واحد على الآخر.

من الطبيعي ان لا يتوقع ان نطلب من المرأة ان تفضل وتقدم ابن الزوج الجديد على الابن السابق، ولكن هذا لا يعني ان هذا القضية معدومة وليست موجودة. يتوقع الطفل العدالة من الجميع وخصوصاً من امه، ويطلب المحبة والصفاء من الجميع، ولا سيما من امه ايضاً.

وعموماً فإن وجود التمييز والشعور به من قبل الطفل يشعل فيه لهيباً من الحقد والكراهية، ويزرع في اعماقه القساوة وعدم الرحمة. كما أن التمييز يسلب راحة البال من الطفل، ويزيد من الحسد والبغضاء، ويعرض عواطفه للخطر، وحتى انه يفقده صوابه وعقله وإيمانه. وهذه الوصية أولى بأن يسمعها الزوج الجديد (العم) وأن يعلم انه قد حمل على عاتقه مسؤولية ثقيلة وكبيرة بقبوله للطفل اليتيم، لذا عليه الابتعاد عن كل ما يوحي بالتمييز في جو الاسرة، ولا يجوز مطلقاً ان يشاهد الطفل في الاسرة التمييز والظلم، ولا يجوز أن يكون قلقاً من تفضيل المولود الجديد عليه، لأنه في هذه الحالة سوف تزيد آلامه وجراحاته العاطفية ويقل التئامها، وفي الوقت نفسه تشتعل في داخله نيران الاضطراب، قال الامام الصادق (عليه السلام): "اعدلوا بين اولادكم".

ـ مصير هؤلاء الاطفال :

الاطفال الذين يشاهدون انعدام العدالة، وسوء المعاملة، واختلاف الوضع والظروف الجديدة عما كانت عليه سابقاً، ما داموا صغاراً ولا قدرة لديهم، يكتمون في اعماق نفوسهم آلامهم وكآبتهم، وينشغلون بصنع العقد وتكوينها في اعماقهم، ولكن عندما تتوفر لديهم القدرة والقوة للخروج من اجواء الاسرة، فإنهم يرتكبون الجرائم ويتعرضون للانحرافات، وهذا مآله عاقبة سيئة ووخيمة. الحرمان العاطفي في فترة الطفولة قد يكون له اعراض منها:ـ بول الطفل في فراشه، ومضغ إبهامه واظفاره، والانزواء، والخمول والكسل، وفقدان النشاط والنضارة، وهذا ما يسبب حالات الهروب من البيت، وسوء الخلق، والعصيان، والتمرد، والانحرافات الاخلاقية، والانخراط مع العصابات والجماعات الخطيرة، ومضايقة الآخرين، والسقوط في مستنقعات الرذيلة والفساد المتنوعة، وأثبتت دراسات المتخصصين في علم الامراض (Patholojy) أن قسماً كبيراً من الانحرافات والجرائم ناتج عن الحرمان العاطفي والإحساس بالظلم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.