أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-14
1124
التاريخ: 13-1-2016
2345
التاريخ: 2023-02-09
1232
التاريخ: 7-7-2022
1614
|
كثيرا ما يشهد العالم قتل الأخ لأخيه..
لكن القرآن الكريم يتعرض لأول حادثة قتل من هذا النوع ويذمّها: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 30].
ما أكثر المجاميع والدول التي مارست وتمارس الفاحشة.
لكن القرآن الكريم ينكل بقوم النبي لوط (عليه السلام)، فهم أول من مارس هذا العمل القبيح: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} [الأنبياء: 74].
وفي هذا السياق هناك مصاديق ومصاديق.
الأمر ينطبق أيضاً على الفعاليات الميكانيكة والفيزيولوجية.. القسم الأول من تناول الغذاء نحن مختارون فيه أما إذا مر من البلعوم فحينئذٍ يخضع لعمليات الهضم والامتصاص والدفع بصورة تلقائية ولا إرادية، والقسم الثاني لا يقلل من أهمية القسم الأول.
وهذا هو حال المباشرة، فالقسم الأول منه مهم، وإن تلاقحت النطفتان أخذ تكوّن الجنين ونموه في رحم الأم مجراه الطبيعي..
إن القرآن الكريم يعرف الشيطان على أنه أول مطرود وملعون، لماذا؟ لأنه استكبر {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34]. والاستكبار غير الكبرياء فالأول يعني نسب العظمة والكبرياء للنفس دون أن يكون لها نصيب منهما وهو فعل إبليس لعنه الله تعالى مما جعله يهوي من درجة الملائكة إلى الحضيض في درجة الكافرين. لقد عصى إبليس الخالق (جل وعلا) بعدم السجود لآدم (عليه السلام) لأنه كان يرى لنفسه الفضل في مادة التكوين: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]، ونتيجة لهذا التكبر وعدم الطاعة للخالق (عز وجل) حل عليه الغضب واللعنة الإلهية: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ} [ص: 77، 78].
لقد حلت اللعنة من قبل الله سبحانه وتعالى بإبليس لاستكباره، وحلت اللعنة من على لسان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) على من أهمل عائلته: (ملعون ملعون من ألقى كله على الناس، ملعون ملعون من ضيّع من يعول)(1).
الحال هنا لا يفرق عن سابقه، فالرجل المضيع لعائلته يرى نفسه سيد البيت والرئيس المطاع لا المطيع، يرى نفسه مخلوقاً من النار أو الجواهر وزوجته وأولاده مخلوقون من التراب أو الرماد وهذا عين الاستكبار الذي مصيره اللعنة، تحل به أينما كان. إن المستكبر لا يعتمد مبدأ الإنسانية في علاقاته مع الناس، والناس غير مستعدين لتحمل استكباره ولذا فهما بعيدان عن بعضهما، ولكن أيهما بعيد عن الرحمة الإلهية قريب من اللعنة؟ هل الناس، وكثير منهم الصلحاء والمستضعفون؟ أم المستكبر ذي الصفة الشيطانية؟ لا شك أنه المستكبر هو الملعون.
يبقى المستكبر يراوح في مكانه دون أن يتقدم خطوة في طريق التكامل وذلك بسبب افتقاره للكبرياء الذي يحاول الظهور به تصنعاً. إن من يدعي العلم وليس فيه شيء منه فهو من العاجزين، ومن يدعي القدرة وليس فيه شيء من علامات الاقتدار التي يحاول التظاهر بها فهو مستكبر والمستكبر يراوح في مكانه كالتاجر الذي يعلن افلاسه. أما العالم الذي من صفاته الخشوع والخوف فيظهر بشخصية المتواضع حيث يشعر بقلة ما لديه وصغره في السير نحو الكمال الحقيقي، نحو الحضرة الإلهية المقدسة وكل ذلك من أجل بلوغ درجات أعلى من الكمال. إن كل تلك الإنابة وكل ذلك البكاء من قبل الأنبياء والأئمة المعصومين (عليهم السلام) لم يكن لارتكابهم المعصية وطلباً لأن يعفو الله تعالى عنهم، فهم معصومون، بل هو طلب للمزيد من الكمال وعلو المراتب، وأنت أيها القارئ أيضاً تنجذب للخيرين فإن أردت أن تنتمي لمجموعة أو حزب ما فستميل بالطبع إلى من يمتازون بالتقوى والتوبة والإنابة لا إلى الذين يتصفون بممارسة الفحشاء وشرب المسكر.
أن القرآن الكريم لعن أبا لهب الذي كان في الواقع الهاشمي الثاني والأخير الذي ورد اسمه في الكتاب العزيز بعد ذكر الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله).
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1]، رغم ما امتلكه من ثروة ورغم ما كان يكسبه إلا أنه لم يكن ليشبع، تعساً له من طعمة لألسنة النيران، كان يجبر زوجته على حمل الحطب على ظهرها بواسطة حبل من جريد النخل المؤذي لجلد الإنسان(2).
على أي حال، فإن آكل الربا لا يفكر إلآ بزيادة أمواله ولو بفلس واحد، وغير مستعد لشراء حبال من نوع أفضل وبثمن أعلى ليعطيه لمستأجريه في العمل لكن أبا لهب لم يكن يفعل ذلك حتى مع زوجته.. في المقابل نجد أن الباري تعالى يثيب من يحسن لزوجته وأولاده في الدنيا قبل الآخرة حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: (من حسن بره بأهل بيته زيد في عمره)(3).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (خدمة العيال كفارة الكبائر وتطفي غضب الرب)(4).
وعن الإمام الرضا (عليه السلام): (هلك بذي المروة أن يبيت الرجل عن منزله بالمصر الذي فيه أهله)(5).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة)(6).
ألفت نظركم إلى لفظة (التهيئة) التي وردت أيضاً في سورة يوسف (عليه السلام) بصيغة أخرى، فزليخا أعربت عن رغبتها واستعدادها لبذل نفسها للنبي يوسف (عليه السلام) عبر {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ} [يوسف: 23]، وما يهمني في المقام هو تضييع المرأة المأخوذ من حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ضيّع من يعول)، وهذا التضييع، حسب ما أفهمه، يكون على صعيد الظاهر والباطن.. فالزواج بالفتاة وجعل أيامها مليئة بالغصص والالام هو تضييع لها.. التسبب في تبدد جمالها الظاهري وظهور التجعدات على وجه الزوجة قبل أوانها هو تضييع لها.. حرمانها من التغذية السليمة ومقابلتها بأخلاق سيئة وتعرضها للضغوط بل وحتى الحؤول دون وصول المني إلى رحمها بطريق أو بآخر هو تضييع لها.. يتكون المني من مادتين، الأولى: الحيامن التي يتراوح عددها بين ثلاثة ملايين إلى خمسمائة مليون حيمن، والثاني. السائل الذي تتحرك فيه الحيامن.
تقتحم الحيامن الرحم حتى تنتج بعد تلقيحها البويضات موجوداً جديداً.
يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ملعون ملعون من ضيع من يعول)(7)، سواء في البعد الظاهري أم الباطني أو حرمانها حقوقها إن الإسلام يحذر مثل هذا الرجل بالقول (ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته)(8).
لقد ثبت بالتجربة أن كثيرا من أرباب العوائل الذين تظل زوجته وأولاده في انتظاره حتى منتصف الليل وهو لا يبالي، يدفعون ثمن فعلهم هذا في أواخر حياتهم فإما أن يصابوا بعاهة أو مرض يجبرهم على القعود في الدار وعدم الخروج منه لأيام وربما لشهور وربما..
النمط الآخر غالباً ما يصرخ بوجه الأم والأولاد وهذا تسلب منه عند الكبر قدرته على التحدث بصوت عال أو الشلل، وغير ذلك كثير.
في حين تبيّن لنا أحاديث المعصومين (عليهم السلام) أهمية وأجر الالتفات لشؤون العائلة والاهتمام بهم..
فقد ورد عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (لئن أدخل السوق ومعي درهم ابتاع به - أو: دراهم ابتاع بها - لحماً لعيالي وقد قرموا أحب إلي من أن أعتق نسمة)(9).
وسئل الإمام الصادق (عليه السلام): ما حق المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال (عليه السلام): (يشبعها ويكسوها، وإن جهلت غفر لها)(10).
وفي قوله تعالى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7]، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (إن أنفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة وإلا فرق بينهما)(11).
وعنه (عليه السلام): (من سعادة الرجل أن يكون القيّم على عياله)(12).
إن هذه الأحاديث الشريفة تتضمن مقومات غير المقومات التي مآلها تقريب الأجل أو الابتلاء بالمصاب.
أعود فألفت النظر إلى أمرين..
الأول: قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (إن الرب ليلي حساب المؤمن فيقول: تعرف هذا الحساب؟ فيقول: لا يا رب!.
فيقول: دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا، فدخرتها لك.
قال: فمما يرى من عظمة ثواب الله يقول: يا رب ليت إنك لم تكن عجلت لي شيئاً وادّخرته لي)(13).
الثاني: إن أشعة الشمس تجتمع وتتلخص في نقطة واحدة بواسطة المكبرة، وخدمة الناس تتبلور في خدمة الأهل والعيال وما من شك بأنها سبب للعيش بعمر أطول مصحوب بالحيوية وراحة الضمير..
نخرج قليلاً لنتكلم في الهامش..
لاحظ القرآن الكريم يقول: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، ويقول في مكان آخر: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، والزيادة هنا مطلقة غير مقيدة فتشمل جميع جوانب الإنسان سواء كان العمر أو المال أو الأولاد أو الحيوية.
إن الاهتمام بحال الأهل والعيال يعتبره المعصوم (عليه السلام)، واحدا من عوامل سعادة الرجل، فهل الزيادة فيه تعد من السعادة؟ إنها ستزداد إذا عدت من سعادة الشخص وإذا لم تعد كذلك فستكون بالمقدار الذي لا تتسبب بطغيان المرء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكافي: ج4، ص12، ح9.
2ـ هناك حبل من نوع أفضل مفتول من وبر البعير الأحمر يسمى (الجمالة) كان يستخدم لهذا الغرض أيضاً.
3ـ ميزان الحكمة: ج6، باب العمر، ص546.
4ـ جامع السعادات: ج2، ص142.
5ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب الاحسان إلى الزوجة والعفو عن ذنبها ص171.
6ـ المصدر السابق: ج 20، باب استحباب التنظيف والزينة للرجال والنساء.
7ـ المصدر السابق: -ج21، باب وجوب كفاية العيال.
8ـ جامع السعادات: ج2، الانفاق على الأهل والعيال.
9ـ الكافي: ج4، ص12، ح10.
10ـ ميزان الحكمة: ج4، باب الزواج، ص285.
11ـ مكارم الأخلاق: في حق المرأة على الزوج، ص217.
12ـ وسائل الشيعة: ج21، باب وجوب كفاية العيال.
13ـ ميزان الحكمة: ج3، باب الدعاء، ص280.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|