أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
1712
التاريخ: 15-10-2014
10375
التاريخ: 15-10-2014
1825
التاريخ: 15-10-2014
4669
|
المؤلف هو القاضي ناصر الدين أبو الخير ، عبد الله بن عمر بن محمد بن علي ، البيضاوي الشافعي ، نسبة الى بيضاء ، مدينة كانت مشهورة بفارس ، بينها وبين شيراز ثمانية فراسخ ، ولي قضاء شيراز ، وكان إماماً بارزاً نظاراً خيراً كما قال السبكي توفي سنة (685هـ) . له مصنفات جيدة أهمها هذا التفسير الذي اعتمد فيه على تفسير الكشاف للزمخشري .
هو تفسير جيد لطيف ، جمع فيه بين حسن العبارة وقوة البيان ، ومن ثم اعتمده كثير من المفسرين ، كالمولى الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ، وله نظرات وآراء دقيقة في حل معضلات الآيات ، هو عند تفسير قوله تعالى : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة : 6] من سورة الحمد ، ينوع الهداية الى مراحل أربعة ، مترتبة بعضها إثر بعض ، فإنما يسأل العباد النيل الى مراتب أعلى من هداية الله للعباد . و هذا تفسير طريف يوجه سؤال الهداية في أمثال هذه الآية ، ربما لم يسبقه إليه أحد من المفسرين .
يقال : إنه أشعري المسلك ، ومن ثم إنه أخذ من تفسير الكشاف كثيراً ، لكنه ترك ما فيه من اعتزال ، وهذا غير صحيح ؛ لأنه يذهب في تفسيره مذهب أهل العدل والتنزيه ، ومن ثم نراه يؤول كثيراً من ظواهر آيات تنافي دليل العقل .
مثلاً عند تفسير قوله تعالى : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة : 275] وجدناه يقول : إلا قياماً كقيام المصروع ، وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع . ثم يفسر " المس" بالجنون ، ويقول : وهذا أيضاً من زعماتهم أن الجني يمس الرجل فيختلط عقله (1) .
وهذا الذي مشى عليه موافق مع مذهب الاعتزال الذي مشى عليه الزمخشري من أن الجن لا تسلط لها على الإنسان ، فيما عدا الوسوسة والإغواء ؛ حيث قوله تعالى حكاية عن إبليس في مشهد القيامة : {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم : 22] وقوله تعالى : {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ} [سبأ : 21] .
وهذا التفسير كما ذكرنا مختصر من تفسير الكشاف للزمخشري وقد استمد أيضاً من التفسير الكبير للإمام الرازي ، ومن تفسير الراغب الأصفهاني ، وضم الى ذلك بعض الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين ، لكنه أعمل فيه عقله ، فضمنه نكتاً بارعة ، ولطائف رائعة ، واستنباطات دقيقة ، كل هذا في أسلوب رائع موجز ، وعبارة تدق أحياناً وتخفى إلا على ذي بصيرة ثاقبة ، وفطنة نيرة . وهو يهتم أحياناً بذكر القراءات ، وربما ذكر الشواذ أيضاً ، كما أنه يعرض للصناعة النحوية ، ولكن بدون توسع واستفاضة ، كما أنه يتعرض عند آيات الأحكام لبعض المسائل الفقهية بدون توسع منه في ذلك .
ومما يمتاز به البيضاوي في تفسيره أنه مُقل جداً من ذكر الروايات الإسرائيلية ، وهو يصدر الرواية بقوله : روي أو قيل ، إشعاراً منه بضعفها .
ثم إنه عرض للآيات الكونية ، فإنه لا يتركها بدون أن يخوض في مباحث الكون الطبيعية ، ولعل هذه الظاهرة سرت إليه عن طريق التفسير الكبير للإمام الرازي .
وإليك من نص عبارته الشارحة لمنهجه في التفسير ، والمبينة للمصادر التي اعتمدها أو اختصرها في التفسير ، قال في مقدمة تفسيره .
" ولطالما أحدث نفسي بأن أصنف في هذا الفن – أي التفسير – كتاباً يحتوي على صفوة ما بلغني من عظماء الصحابة ، وعلماء التابعين ، ومن دونهم من السلف الصالحين .
وينطوي على نكات بارعة ولطائف رائعة ، استنبطتها أنا ومن قبلي من أفاضل المتأخرين ، وأماثل المحققين ، ويعرب عن وجوه القراءات المشهورة المعزية الى الأئمة الثمانية المشهورين ، والشواذ المروية عن القراء المعتبرين " .
ويقول في خاتمة الكتاب ما نصه : " وقد اتفق إتمام تعليق سواد هذا الكتاب المنطوي على فرائد فوائد ذوي الألباب ، المشتمل على خلاصة أقوال أكابر الأئمة ، وصفوة آراء أعلام الأمة ، في تفسير القرآن وتحقيق معانيه ، والكشف عن عويصات ألفاظه ومعجزات مبانيه ، مع الإيجاز الخالي عن الإخلال ، والتلخيص العاري عن الإضلال ... " .
يقول عنه صاحب كشف الظنون : " وتفسيره هذا كتاب عظيم الشأن ، غني عن البيان لخص فيه من الكشاف . ما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان ، ومن التفسير الكبير ما يتعلق بالحكمة والكلام ن ومن تفسير الراغب ما يتعلق بالاشتقاق وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات . وضم إليه ما وري زناد فكره من الوجوه المعقولة ، فجلا رين الشك عن الصريرة ، وزاد في العلم بسطة وبصيرة ... " (2) .
غير أننا نجد البيضاوي قد وقع فيه الكشاف وغيره من المفسرين ، من ذكرهم في نهاية كل سورة حديثاً أو أحاديث في فضلها وفضل قارئها ، وقد عرفنا قيمة هذه الأحاديث ، وإنها موضوعة باتفاق أهل الحديث . ولسنا نعرف كيف اغتر بها أمثال البيضاوي فرواها ، وتابع الزمخشري وأمثاله في ذكرها ، مع ما لهم من مكانة علمية وحصانة عقل ودراية .
وقد اعتذر عنه صاحب كشف الظنون بقوله : " وأما أكثر الاحاديث التي أوردها في أواخر السور ، فإنه لكونه ممن صفت مرآة قلبه ، وتعرض لنفحات ربه ، تسامح فيه ، وأعرض عن أسباب التجريح والتعديل ، ونحا نحو الترغيب والتأويل ، عالماً بأنها مما فاه صاحبه بزور ودلى بغرور ... " (3) . لكنه اعتذار غير عاذر .
ثم إن هذا الكتاب رزق بحسن القبول عند الجمهور ، فعكفوا عليه بالدرس والتحشية ، فمنهم من علق تعليقة على سورة منه ، ومنهم من حشى تحشية تامة ، ومنهم من كتب على بعض مواضع منه .
_____________________
1- تفسير البيضاوي ، ج1 ، ص267 .
2- كشف الظنون ، ج1 ، ص 187 .
3- المصدر نفسه ، ص188 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|