المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) : تفسير اجتهادي  
  
3657   02:33 صباحاً   التاريخ: 15-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص891-894.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /

المؤلف هو القاضي ناصر الدين أبو الخير ، عبد الله بن عمر بن محمد بن علي ، البيضاوي الشافعي ، نسبة الى بيضاء ، مدينة كانت مشهورة بفارس ، بينها وبين شيراز ثمانية فراسخ ، ولي قضاء شيراز ، وكان إماماً بارزاً نظاراً خيراً كما قال السبكي توفي سنة (685هـ) . له مصنفات جيدة أهمها هذا التفسير الذي اعتمد فيه على تفسير الكشاف للزمخشري .

هو تفسير جيد لطيف ، جمع فيه بين حسن العبارة وقوة البيان ، ومن ثم اعتمده كثير من المفسرين ، كالمولى الفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ، وله نظرات وآراء دقيقة في حل معضلات الآيات ، هو عند تفسير قوله تعالى : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة : 6] من سورة الحمد ، ينوع الهداية الى مراحل أربعة ، مترتبة بعضها إثر بعض ، فإنما يسأل العباد النيل الى مراتب أعلى من هداية الله للعباد . و هذا تفسير طريف يوجه سؤال الهداية في أمثال هذه الآية ، ربما لم يسبقه إليه أحد من المفسرين .

يقال : إنه أشعري المسلك ، ومن ثم إنه أخذ من تفسير الكشاف كثيراً ، لكنه ترك ما فيه من اعتزال ، وهذا غير صحيح ؛ لأنه يذهب في تفسيره مذهب أهل العدل والتنزيه ، ومن ثم نراه يؤول كثيراً من ظواهر آيات تنافي دليل العقل .

مثلاً عند تفسير قوله تعالى : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة : 275] وجدناه يقول : إلا قياماً كقيام المصروع ، وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع . ثم يفسر " المس" بالجنون ، ويقول : وهذا أيضاً من زعماتهم أن الجني يمس الرجل فيختلط عقله (1) .

وهذا الذي مشى عليه موافق مع مذهب الاعتزال الذي مشى عليه الزمخشري من أن الجن لا تسلط لها على الإنسان ، فيما عدا الوسوسة والإغواء ؛ حيث قوله تعالى حكاية عن إبليس في مشهد القيامة : {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم : 22] وقوله تعالى :  {وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ} [سبأ : 21] .

وهذا التفسير كما ذكرنا مختصر من تفسير الكشاف للزمخشري وقد استمد أيضاً من التفسير الكبير للإمام الرازي ، ومن تفسير الراغب الأصفهاني ، وضم الى ذلك بعض الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين ، لكنه أعمل فيه عقله ، فضمنه نكتاً بارعة ، ولطائف رائعة ، واستنباطات دقيقة ، كل هذا في أسلوب رائع موجز ، وعبارة تدق أحياناً وتخفى إلا على ذي بصيرة ثاقبة ، وفطنة نيرة . وهو يهتم أحياناً بذكر القراءات ، وربما ذكر الشواذ أيضاً ، كما أنه يعرض للصناعة النحوية ، ولكن بدون توسع واستفاضة ، كما أنه يتعرض عند آيات الأحكام لبعض المسائل الفقهية بدون توسع منه في ذلك .

ومما يمتاز به  البيضاوي في تفسيره أنه مُقل جداً من ذكر الروايات الإسرائيلية ، وهو يصدر الرواية بقوله : روي أو قيل ، إشعاراً منه بضعفها .

ثم إنه عرض للآيات الكونية ، فإنه لا يتركها بدون أن يخوض في مباحث الكون الطبيعية ، ولعل هذه الظاهرة سرت إليه عن طريق التفسير الكبير للإمام الرازي .

وإليك من نص عبارته الشارحة لمنهجه في التفسير ، والمبينة للمصادر التي اعتمدها أو اختصرها في التفسير ، قال في مقدمة تفسيره .

" ولطالما أحدث نفسي بأن أصنف في هذا الفن – أي التفسير – كتاباً يحتوي على صفوة ما بلغني من عظماء الصحابة ، وعلماء التابعين ، ومن دونهم من السلف الصالحين .

وينطوي على نكات بارعة ولطائف رائعة ، استنبطتها أنا ومن قبلي من أفاضل المتأخرين ، وأماثل المحققين ، ويعرب عن وجوه القراءات المشهورة المعزية الى الأئمة الثمانية المشهورين ، والشواذ المروية عن القراء المعتبرين " .

ويقول في خاتمة الكتاب ما نصه : " وقد اتفق إتمام تعليق سواد هذا الكتاب المنطوي على فرائد فوائد ذوي الألباب ، المشتمل على خلاصة أقوال أكابر الأئمة ، وصفوة آراء أعلام الأمة ، في تفسير القرآن وتحقيق معانيه ، والكشف عن عويصات ألفاظه ومعجزات مبانيه ، مع الإيجاز الخالي عن الإخلال ، والتلخيص العاري عن الإضلال ... " .

يقول عنه صاحب كشف الظنون : " وتفسيره هذا كتاب عظيم الشأن ، غني عن البيان لخص فيه من الكشاف . ما يتعلق بالإعراب والمعاني والبيان ، ومن التفسير الكبير ما يتعلق بالحكمة والكلام ن ومن تفسير الراغب ما يتعلق بالاشتقاق وغوامض الحقائق ولطائف الإشارات . وضم إليه ما وري زناد فكره من الوجوه المعقولة ، فجلا رين الشك عن الصريرة ، وزاد في  العلم بسطة وبصيرة ... " (2) .

غير أننا نجد البيضاوي قد وقع فيه الكشاف وغيره من المفسرين ، من ذكرهم في نهاية كل سورة حديثاً أو أحاديث في فضلها وفضل قارئها ، وقد عرفنا قيمة هذه الأحاديث ، وإنها موضوعة باتفاق أهل الحديث . ولسنا نعرف كيف اغتر بها أمثال البيضاوي فرواها ، وتابع الزمخشري وأمثاله في ذكرها ، مع ما لهم من مكانة علمية وحصانة عقل ودراية .

وقد اعتذر عنه صاحب كشف الظنون بقوله : " وأما أكثر الاحاديث التي أوردها في أواخر السور ، فإنه لكونه ممن صفت مرآة قلبه ، وتعرض لنفحات ربه ، تسامح فيه ، وأعرض عن أسباب التجريح والتعديل ، ونحا نحو الترغيب والتأويل ، عالماً بأنها مما فاه صاحبه بزور ودلى بغرور ... " (3) . لكنه اعتذار غير عاذر .

ثم إن هذا الكتاب رزق بحسن القبول عند الجمهور ، فعكفوا عليه بالدرس والتحشية ، فمنهم من علق تعليقة على سورة منه ، ومنهم من حشى تحشية تامة ، ومنهم من كتب على بعض مواضع منه .
_____________________

1- تفسير البيضاوي ، ج1 ، ص267 .
2- كشف الظنون ، ج1 ، ص 187 .
3- المصدر نفسه ، ص188 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .