أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
9351
التاريخ: 4-06-2015
15548
التاريخ: 1-2-2016
2731
التاريخ: 2-1-2016
10455
|
مصبا - فات يفوت فوتا وفواتا ، وفات الأمر ، والأصل فات وقت فعله ، ومنه فاتت الصلاة إذا خرج وقتها ولم تفعل فيه. وفاته الشيء : أعوزه. وفاته فلان بذراع : سبقه بها ، ومنه قيل إفتات فلان افتياتا : إذا سبق بفعل شيء واستبدّ برأيه ولم يؤامر فيه من هو أحقّ منه بالأمر فيه. وتفاوت الشيئان : إذا اختلفا. وتفاوتا في الفضل : تباينا فيه.
مقا- فوت : اصيل صحيح يدلّ على خلاف إدراك الشيء والوصول اليه ، يقال فاته الشيء فوتا. وتفاوت الشيئان : تباعد ما بينهما ، أي لم يُدرك هذا ذاك.
والافتيات : السبق الى الشيء دون الايتمار يقال فلان لا يفتات عليه ، أيلا يعمل شيء دون أمره. ومن الباب : الفوت : الفرجة بين الشيئين ، كالفرجة بين الإصبعين ، والجمع أفوات ، يقال مات موت الفوات : إذا فوجئ كأنّه فاته ما أراد من وصيّة وشبهها ، ويقال : جعل اللّٰه تعالى رزقه فوت فيه ، أي حيث يراه ولا يصل اليه.
لسا- الفوت : الفوات. فاتني كذا : أي سبقني ، وفتّه أنا. وقال أعرابي :
الحمد للّٰه الّذى لا يفات ولا يلات. وفاتني الأمر فوتا وفواتا : ذهب عنّى. الليث :
فات يفوت فوتا ، فهو فائت ، كما يقولون بون بائن ، وبينهم تفاوت وتفوّت.
الأصمعي : الافتيات : الفراغ ، يقال إفتات بأمره أي مضى عليه ولم يستشر أحدا.
ابن السكّيت : إفتات فلان بأمره بالهمز : إذا استبدّ به.
مفر- الفوت : بعد الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو انعدام شيء بأن لا يوجد ولا يدرك. والفرق بينها وبين الانعدام والموت والفناء : أنّ المادّة تدلّ على عدم شيء قبل أن يوجد. بخلاف تلك الموادّ ، فهي دالّة على انعدام بعد الوجود.
و الى هذا الأصل ترجع مفاهيم- الذهاب والسبقة والفراغ والمضي وتعذّر الإدراك والوصول اليه وغيرها.
فانّ من آثار الفوت ولوازمه : ذهاب الشيء ومضّيه وخروجه عن محيط إدراك الشخص ، أو سبقه بحيث لا يمكن إدراكه أو الوصول اليه ، أو بعده عن الإدراك والوصول.
والافتيات : إختيار تحقّق الفوت ، أي اختيار أن يكون فائتا بالسبق والذهاب والبعد عن أمر آخرين ونظرهم. وهذا معنى الفراغ عن برنامج آخر والاستبداد بنظر شخصي.
وأمّا التفاوت : فهو تفاعل ، ويدلّ على مطاوعة في مفاعلة ، أي اختيار استمرار في حصول الفوت ، بمعنى فوت خصوصيّة فيه في قبال شيء آخر ، بحيث لم تفت تلك الخصوصيّة في ذلك الشيء المقابل.
{لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ} [آل عمران : 153]. {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد : 23]. {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} [سبأ : 51] مقابلة المادّة بالإصابة (و لا ما أصابَكم) في الاولى ، وبالإيتاء والأخذ في الأخيرتين. تدلّ على ما ذكرناه من الأصل من انعدام يوجب عدم الوصول اليه وعدم الإدراك ، فانّ الإيتاء والإصابة والأخذ في قبال الانعدام.
ثمّ إنّ الفائت أعمّ من أن يكون من الأموال أو من المشتهيات النفسانيّة أو من العناوين الدنيويّة والمناصب الرسميّة ، بل ويشمل الحظوظ المعنويّة الفائتة أيضا ، فانّ الحزن والتأسّف على ما فات ولم يصل اليه ولم يدركه : لا أثر ولا فائدة فيه ، بل ولا ينتج إلّا خللا في نظم الأمور واضطرابا في المعيشة وانكدارا وتهاونا.
وإنّ الرجل من يعمل ويجاهد لما يستقبله ، ويغتنم الفرصة الحاضرة ، ويراقبها حتّى لا تفوت عنه ، وأمّا ما فات فقد مضى وفات.
وأمّا ما أتاه أو وصله : فاللازم عند العقل هو الاستفادة الحسنة منه والاستنتاج المطلوب بمقدار الميسور منه. وأمّا الفرح المجرّد : فلا يوجب إلّا غفلة وغرورا وتهاونا في العمل.
والتعبير بكلمة- ما- الموصولة : اشارة الى العموميّة في المقامين.
ولا يخفى أنّ الفوت إنّما يتحقّق في الحياة الدنيا المادّيّة ، فانّها محدودة ذات موانع ، وفيها عوارض مخالفة وصوارف مواجهة ، ودار ضعف وفقر وحاجة وابتلاء. وهذا بخلاف الحياة الآخرة الروحانيّة : فلا يكون فيها فوت وفائت بوجه في فكر وخلق وعمل وفي أي موضوع ، فانّها دار حياة ليس فيها ممات ، ودار خلوص ليس فيها اختلال :
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت : 64]. {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف : 49]. {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3] قلنا إنّ التفاعل يدلّ على استمرار ومطاوعة واختيار في الفوت ، وليس معناه ما هو المتفاهم في العرف بمعنى الافتراق.
أي لا ترى في خلقه من فوت شيء وكمال وخصوصيّة لازمة ، حتّى يكون في خلقه ضعف ونقص وعيب ، يكشف عن ضعف في الخالق تعالى.
والتعبير باسم الرحمن : اشارة الى أنّ الخلق بعنوان ظهور الرحمة وتجلّيه : { فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ} [الروم : 50].
___________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|