أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
4159
التاريخ: 10-12-2015
15891
التاريخ: 10-12-2015
9431
التاريخ: 8-10-2016
5182
|
الإنسان ومخاطر السمية
لا شك أن الإنسان – وهو المستخدم للسلاح الكيميائي ضد الآفات المستهدفة - عرضه لمخاطر التسمم بهذه الكيمائيات، سواء بالتسمم الحاد أم المزمن. ويتوقف هذا بالطبع على درجة الحرص في منع التعرض للمبيد أثناء المعاملة أو بعدها. وتتفاوت هذه الدرجة بالطبع طبقاً لمدى الوعى والالتزام، والذى يختلف بدوره في الدول المتقدمة عن النامية. وعلى رغم ندرة حالات التسمم الحاد في حالة مبيدات الحشائش، مقارنة بمبيدات الآفات الأخرى، إلا أن خطر التسمم المزمن قائم لا محالة، ما برح استخدام المبيد وضعف الاهتمام بمنع التعرض له.
ورغم قيام الشركات المنتجة للمبيد – قبل طرحه تجارياً – بدراسة السمية المزمنة على حيوانات التجارب، بتعريض تلك الحيوانات لجرعات ضئيلة من المبيد لفترة زمنية قد تصل إلى عامين أو أكثر، إلا أن كثيراً من المبيدات يتم إنتاجها وطرحها في الأسواق قبل الانتهاء من الدراسات الوافية للتعرف على سميتها المزمنة.
المواجهة المتأخرة
فضلاً عما ذكر، فإن بعض الخصائص قد تكون مجهولة في المبيد وقت بداية إنتاجه ثم تظهر هذه الخصائص فجأة بعد سنوات من الاستعمال التطبيقي للمبيد. فمبيد الحشائش 2,4-D الذى استخدم لسنوات طويلة في أنحاء العالم، وذاع صيته كمبيد متخصص لمكافحة الحشائش الحولية عريضة الأوراق في محاصيل الحبوب ومكافحة الحشائش المائية في دول العالم المتقدم والنامي على السواء، وُوجِه منذ أواخر الثمانينيات بمعارضة قوية ضد استخدامه. ولعل التقرير المدني الكندي المسمى "الوجه الآخر لمركب 2,4-D " كان هو الأكثر شمولاً في سرد آثاره الخطيرة على الإنسان والثدييات والأسماك والحياة البرية.
ويُذَكِّر هذا بالمبيد الحشري الشهير D.D.T. الذى أحدث ضجة هائلة عند اكتشاف مفعوله كمبيد حشري فتاك عام 1939م، ثم تبين بعد طول استخدام وتوسع في التطبيق، أن جزيئات هذا المركب ذات درجة ثبات عالية في البيئة، وتتراكم وتظل في الخلايا الدهنية في جسم الإنسان والحيوان لسنوات طويلة، بل وتصل إلى الطفل الرضيع عبر لبن الأمهات. وعلى رغم مرور سنوات عديدة على حظر استخدامه في كثير من دول العالم، فإنه مازال باقياً في البيئة، وأثبتت الدراسات وجوده في لبن الأبقار في بعض دول أفريقيا على الرغم من عدم تعرضها المباشر للمبيد وبعد سنوات من إيقاف استخدامه.
كذلك المبيدات الفطرية من مجموعة الدايثيوكرباميت dithiocarbamates التي شاع استخدامها في المجال الزراعي والمتميزة بدرجات متفاوتة منخفضة من السمية الحادة "قيم جرعاتها النصفية القاتلة بالفم ما بين عدة مئات من المليجرامات إلى عدة جرامات لكل كيلوجرام" والتي لم تكن هناك أدلة قوية على حدوث أضرار منها على الإنسان نتيجة تعرضه لها، تبين بالدراسات الحديثة أن لبعضها القدرة على إحداث تشوهات بالأجنة teratogenic أو إحداث تأثيرات مسرطنة carcinogenic. وقد نُشرت تقارير عن التأثيرات الضارة لتلك المبيدات على أجنة الحيوان وإمكانية تحولها إلى مركبات النيتروزأمين nitrosamines الخطرة. كما ظهرت أيضاً أبعاد أخرى لمخاطرها على الإنسان، بثبوت تحول بعضها إلى مركب الإيثيلين ثيويوريا ethylene thiourea في البيئة وخلال طهى الطعام المحتوى على بقاياها، والمركب الأخير معروف كمركب مُسرطن ومُطفر mutagenic ومشوه للأجنة بخلاف أثره المثبط لوظيفة الغدة الدرقية.
ومن النتائج الخطيرة الأخرى الناجمة عن استخدام مبيدات الحشائش، ما ثبت عن تحول بعض أفرادها من مجموعة الكرباميت في التربة إلى مركبات أكثر خطراً في تلويثها للبيئة، كتحول مبيد الكلوروبروفام chloropropham بفعل بعض كائنات التربة الدقيقة إلى مركب تتراكلورو آزوبنزين tetrachloroazobenzene (TCAB) الذى يعتبر ملوثاً غير مرغوب، نظراً لأن مجموعة الآزوبنزين معروفة بثباتها الشديد في البيئة، كما أن بعضها مثل دايميثيل أمينو آزوبنزين dimethylaminoazobenzene مركبات مسرطنة.
ومن التأثيرات البيئية الخطيرة المسجلة لمبيدات الحشائش، ما تسبب عن استخدام بعضها في الحرب الفيتنامية "1962 – 1972م" كمُسْقِطات للأوراق، بغرض كشف مواقع الثوار في الغابات وبين الأشجار الكثيفة، بقيام القوات الأمريكية في فيتنام الشمالية ، برشّ الأشجار بالطائرات الحربية بمخلوط من مبيدي 2,4-Dو2,4,5-T (1:1) "العامل البرتقالي" بمعدل 25 رطلاً لكل أيكر أو بمخلوط من مبيدي 2,4-Dو picloram (4-1)"العامل الأبيض" بمعدل 7.5 أرطال لكل أيكر. والذى ترتب عليه عواقب وخيمة على البيئة ظهر بعضها متمثلاً في حالات كثيرة من التأثيرات القاتلة وولادة أطفال معاقين خلقياً، الأمر الذى فُسر بعد ذلك بقدرة مبيد 2,4,5-Tعلى إحداث تشوهات بالأجنة في حيوانات التجارب نتيجة احتوائه على الملوث عالي الخطورة التتراكلورو دايبنزو دايوكسين "TCDD" tetrachlorodibenzodioxine والذى له من السمية الحادة ما يثير الفزع "جرعته النصفية القاتلة تتراوح ما بين 0.022 – 0.045 مليجرام لكل كيلوجرام على ذكور وإناث الفئران على التوالي و 0.0006 مليجرام لكل كيلوجرام لأنثى حيوانات التجارب الصغيرة المسماة بخنازير غينيا". ويعتبر تركيز الدايوكسين كملوث في مبيد 2,4,5-T، هو العامل الرئيسي في قدرة المبيد على إحداث التشوهات الجنينية، حيث ثبت بالفعل قدرة هذا الملوث على حَثّ حدوث الأورام في حيوانات التجارب المغذاة على تركيزات منخفضة جداً منه "5 أجزاء في التريليون إلى 5 أجزاء في البليون".
وتسجل التأثيرات غير المباشرة لاستخدام المبيدات على الحشائش المائية تدميراً للبيئة المائية نتيجة لتحلل نباتات الحشائش بعد موتها بفعل المبيد، مما يتسبب في إثراء البيئة المائية بدرجة عالية بالعناصر المعدنية التي تختزنها أوراق النبات بخلاف انطلاق العناصر الثقيلة السامة التي تختزنها الجذور عند وجود تلك العناصر في البيئة المائية ولو بتركيزات ضئيلة، كما يحدث في حالة تحلل نبات ياسنت الماء ، كما قد تحوى أنسجة الحشيشة المتحللة مواد ضارة لإنبات أو لنمو المحاصيل عند استخدام الماء في ري تلك المحاصيل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|