أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-1-2022
1852
التاريخ: 6-12-2015
5953
التاريخ: 31-12-2021
1325
التاريخ: 4-1-2022
1700
|
حشيشة الفَرَس Sorghum halepense
نبات معمر قائم قوى ينتشر بالبذور وبريزومات طويلة زاحفة، موطنه الأصلي منطقة البحر المتوسط. ويمتد مدى انتشاره من خط عرض 55 شمالاً إلى خط 45 جنوباً. وهو حشيشة رئيسية في الذرة الشامية وقصب السكر وعدد من المحاصيل الأخرى بامتداد المناطق الاستوائية حتى المناطق الدافئة. وقد سجلته 53 دولة كحشيشة ضارة في 30 محصولاً مختلفاً. وفى الأراضي الخصبة تستطيع الحشيشة أن تنتشر إلى المحاصيل المنزرعة بالمنطقة بشكل عدواني ويصعب للغاية التخلص منها.
ويتواجد النبات حالياً كحشيشة مرعبة في معظم الأراضي المنزرعة من العالم. ويبدو تأقلم الحشيشة في المناطق تحت الاستوائية الدافئة الرطبة المطيرة صيفاً. وتبدو خطورته كحشيشة ضارة في مناطق البحر المتوسط مروراً بالشرق الأوسط وحتى الهند واستراليا والجزر المتاخمة ووسط أمريكا اللاتينية وساحل خليج الولايات المتحدة.
ويمكن للحشيشة أن تنمو في بيئات متنوعة، الأراضي المنزرعة والأماكن المهملة وجوانب الطرق وحواف المزروعات. وتتواجد بكثافة بامتداد قنوات الري وعلى حواف الحقول المروية حيث يلعب انتقال البذور بواسطة الماء والتي تسقط بيسر من قمة النبات حال نضجه دوراً رئيسياً في حدوث ذلك.
ويتواجد من النبات العديد من الطرز البيئية، ففي الولايات المتحدة أجريت دراسات على 55 طرازاً متبايناً في شكله الظاهري جمعت من أنحاء متفرقة من مختلف الولايات وبعض الدول الأخرى، وقد تفاوتت تلك الطرز في درجة استجابتها لتأثير مبيدات الحشائش.
وحشيشة الفرس مصنفة كنبات نهار قصير، ويفسر هذا نموها الخضري الوفير في المناطق ذات النهار الطويل والواقعة بالقرب من شمال وجنوب خط الاستواء. وفى المناطق الظليلة لا تستطيع بذور الحشيشة الإنبات كما لا تستطيع البادرات النمو بصورة جيدة. وفى المناطق الدافئة من العالم تموت القمم النامية للنبات بتأثير الصقيع.
وتلعب البذور دوراً رئيسياً في انتشار النبات، حيث تستطيع الترحال مع الرياح وعلى الماء، كما تعلق بأجسام الحيوان وتلتقطها الطيور وتمر في أمعاء الماشية دون أن تتأثر، وتنتقل أيضاً عبر تقاوى المحاصيل والأعلاف. وعقب نضج البذور على النبات الأم، تنفرط بسهولة من سنيبلاتها. وحينما تكون النباتات على مقربة من قنوات الري، تسقط البذور فيها أو تطلقها الرياح إليها وتعوم إلى مناطق جديدة بحركة الماء. ويمكن للبذور أن تبقى حية في التربة لمدة ثلاث سنوات، كما تعيش لمدة سبع سنوات تحت الظروف الجافة.
وعلى رغم إنتاج النبات لأعداد عظيمة من البذور، فإن القدرة العالية للنبات في مواجهة سبل المكافحة المكثفة يرجع أساساً إلى النظام الجذري الريزومى القوى الطويل ذو القدرة التأقلمية العالية. وفى إحدى الدراسات أمكن تبيان أن النبات يستطيع أن ينتج 600 كيلومتر من الريزومات في مساحة الهكتار تصل في وزنها إلى 33 طناً مترياً. كما يستطيع النبات الواحد أن ينتج حوالى 5000 عقدة برعميه في الموسم الواحد. وفى يوجوسلافيا احتوت كتلة من التربة مساحتها متر مربع وسمكها 30 سنتيمتر على 1.2 كيلوجرام من الريزومات ووصلت في طولها إلى 28 متراً واحتوت 2000 برعم.
وتدل بعض التقارير أن رواشح الجذور ومستخلصات الأوراق الحية أو المتحللة وكذلك مستخلصات ريزومات وجذور النبات يمكنها أن تثبط الإنبات وتضعف نمو البادرات لعديد من الأنواع النباتية الأخرى منها البرسيم والبيقة التاجية crown vetch.
وهذا النبات يعد من الحشائش الرهيبة في كروم العنب. وقد صدرت تحذيرات في عديد من الدول حول مخاطر استخدام المبيدات لمكافحة الحشائش الحولية قبل اتخاذ الاحتياطات الأولية ضد غزو كروم العنب بالحشائش المعمرة والناتج عن غياب التنافس مع الحشائش الحولية. وقد ظهرت تقارير في اليونان واستراليا والولايات المتحدة عن حدوث غزو خطير بواحد أو أكثر من الحشائش الآتية: حشيشة الفَرَس، النَجيل، العُلِّيق. وفى كثير من المناطق اضطر المزارعون إلى العودة لاستخدام الوسائل اليدوية والميكانيكية للتعامل مع هذه الحشائش المعمرة ذات النظام الجذري العميق.
ويعد النبات بين أخطر ثلاث حشائش في محاصيل: القطن في اليونان والمكسيك وفنزويلا، وقصب السكر في الأرجنتين واستراليا وفيجي وباكستان والولايات المتحدة ويوجوسلافيا، والذرة الشامية في شيلي واليونان والولايات المتحدة ويوجوسلافيا، والحمضيات في المكسيك وفنزويلا، وكروم العنب في استراليا.
والنبات حشيشة رئيسية في محصول: القطن في فلسطين وباكستان وبيرو وروسيا وتركيا والولايات المتحدة، وقصب السكر في هاواي والهند وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، والذرة الشامية في فلسطين وإيطاليا والمكسيك وبولندا ورومانيا، والحمضيات في بيرو، وكروم العنب في الأرجنتين واليونان ولبنان وإسبانيا ويوجوسلافيا.
كما أن النبات خطير في البرسيم الحجازي في شيلي، والأرز في فنزويلا، وبنجر السكر في اليونان، والقمح في يوجوسلافيا. وهو مسجل كحشيشة رئيسية في الفول السوداني والذرة الرفيعة في فلسطين، وقصب السكر والذرة الرفيعة في إيطاليا، وبساتين الفاكهة والفول السوداني وفول الصويا والذرة الرفيعة في الولايات المتحدة، ومحاصيل الخضر في الأرجنتين وهاواي والمكسيك وروسيا، والفول السوداني في باكستان، والشاي في روسيا، والأرز في المكسيك والفلبين، والذرة الرفيعة في كولومبيا، والموز وبساتين الفاكهة في لبنان، وبساتين الفاكهة في الأرجنتين وتركيا. وبالإضافة إلى ذلك، فهو أيضاً حشيشة شائعة في البن والأناناس والشعير والدخن والبطاطس والسِّيزال "نبات ألياف" في أماكن عديدة من العالم.
وعلى النقيض، فالنبات مفيد في تغذية الماشية في بعض المناطق. ففي باكستان مثلاً، يعتبر من نباتات العلف المستساغة للماشية عند السيطرة على أماكن وجوده للرعي وكعلف جاف، حيث تصلح بعض سلالات النبات كعلف مجفف.
وعلى رغم أن النبات ينتج علفاً جافاً ممتازاً في جنوب شرق الولايات المتحدة، فإنه تحت ظروف موسمية معينة يراكم حمض البروسيك "الهيدروسيانيك" في أوراقه وسيقانه، ولهذا فقد يكون ساماً للماشية التي ترعى في أماكن نموه، وتعتبر الفترات ذات الطقس شديد الجفاف وتلك التي تعقب أول صقيع هي أخطر الفترات في أماكن عديدة من العالم، كما أنه من المعتقد في الولايات المتحدة أنه أحد أسباب حُمَّى القش.
والحشيشة منافس قوى للغاية لنباتات المحاصيل. وتدل الدراسات في مناح عدة من العالم على أمثلة لخفض المحصول: 25-50 في المائة خفضاً في محصول القصب الخلفة، 12-33 في المائة في محصول الذرة الشامية، وفقد 330-600 كيلوجرام لكل هكتار في محصول فول الصويا.
وتعود قوة النبات كحشيشة خطيرة، بالدرجة الأولى، إلى قدرته التأقلمية للنمو الكثيف وطول عمره. وعلى رغم ذلك فإن معظم سلالاته تهرم خلال بضع سنوات ويتحتم تكسير نباتاتها لكى تجدد نموها. وهذا الأمر إلى جانب تقطيع الريزومات إلى أجزاء صغيرة، عند ممارسته في الحقول المصابة، قد يتسبب في ظهور نموات أشد كثافة من سابقتها بصورة حادة.
ومن أسماء النبات في العالم: حشيشة الفَرَس (لبنان، جمهورية مصر العربية)، جَليس (تركيا)، غياغ (إيران)، كاناريشيا (إيطاليا)، كانوتا (إسبانيا)، كوستان (يوجوسلافيا)، كاناتيللو (الأرجنتين)، كابيم ماسابارا (البرازيل)، باستو جونسون (كولومبيا)، دون كارلوس (كوبا)، "حشيشة جونسون" (استراليا، الولايات المتحدة، هاواي، نيوزيلاندا، جنوب أفريقيا)، بارول (الهند)، باروجراس (باكستان)، باتاد باتاران (الفلبين)، يابوينج (تايلاند).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: احمد, سيد عاشور.2003. الحشائش ومبيداتها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|