إذا قنت الامام تبعه المأموم فيه، وللشافعية قولان: أحدهما: ذلك، والثاني: التأمين لدعاء الامام(1) وقال بعضهم: إن كان ثناء على الله تعالى تابعه، وإن كان دعاء أمن عليه(2) وقولنا أولى.

وقد بينا استحباب رفع اليدين بالقنوت، وبه قال الشافعي(3) لان أنسا قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو على الذين قتلوا القراء ببئر معونة(4)(5).فإذا فرغ من القنوت استحب الشافعي مسح وجهه بيديه(6) لان ابن عباس روى قول النبي صلى الله عليه وآله: " إذا دعوت الله فادع الله ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما، فإذا فرغت فامسح راحتيك على وجهك "(7) ولا يستحب مسح غير الوجه، ومنع القفال من رفع اليدين في القنوت قياسا على الدعاء في التشهد(8).وكره الشافعي تخصيص الامام نفسه بالدعاء(9) لقوله عليه السلام:

(إذا خص الامام نفسه الدعاء فقد خان)(10).

وروى واحد من الصحابة صورتين: إحداهما : (اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ونستهديك، ونستنصرك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك، ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك).

___________ 

 (1) المجموع 3: 501، الوجيز 1: 44، فتح العزيز فتح العزيز 3: 443 و 444.

(2) المجموع 3: 502، فتح العزيز 3: 444، السراج الوهاج: 46، مغني المحتاج 1: 167.

(3) المجموع 3: 500، فتح العزيز 3: 445، السراج الوهاج: 46، رحمة الامة 1: 51.

(4)بئر معونة: قال ابن اسحاق: بئر معونة بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. معجم البلدان 1: 302.

(5) سنن البيهقي 2: 211.

(6) المجموع 3: 500، مغني المحتاج 1: 167.

(7) سنن ابن ماجة 1: 373 / 1181.

(8) المجموع 3: 499، فتح العزيز: 484 - 449، حلية العلماء 2:  112

(9) كفاية الاخيار 1: 71، وانظر أيضا المجموع 3: 496، فتح العزيز 3: 430.

(10) سنن ابن ماجة 1: 298 / 923، سنن أبي داود 1: 22 / 90، سنن الترمذي 2: 189 / 357 وفيها نحوه.