أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-08-2015
1942
التاريخ: 26-12-2015
4984
التاريخ: 9-04-2015
1909
التاريخ: 29-06-2015
1794
|
هو أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا، من قرية القبذاق من قرى أشبونة (ليشبونة الحالية بالبرتغال) و لسنا نعرف شيئا عن نشأته و هل ثقف الآداب العربية في أشبونة وحدها أو أنه اختلف إلى الأدباء و العلماء في مدن سواها. و نلتقي به في أوائل عصر أمراء الطوائف مترددا على سرقسطة لمديح أميرها منذر بن يحيى التّجيبي المتوفي سنة 4٣٠ و على دانية لمديح أميرها مجاهد المتوفي سنة 4٣6 و يذكر ابن بسام أنه «جال أقطار الأندلس على رؤساء الجزيرة» . و أهم من مدحهم من هؤلاء الرؤساء أو الأمراء و أسبغوا عليه نوالهم إدريس بن يحيى بن علي بن حمود الحسنى أمير مالقة الذي خلف أباه عليها سنة 4٢٧ و ظل بها حتى سنة 44٧. و رأى ابن مقانا حين أصبح شيخا أن يكفّ عن تطوافه بأمراء الجزيرة و أن يعود إلى قريته و أن يمضي فيها بقية حياته معنيّا بضيعة له فيها و ما تحتاج إليه من حرث و زرع و غرس. و لا يعرف بالضبط تاريخ وفاته.
و يعرّف ابن بسام بابن مقانا قائلا: «من شعراء غربنا المشاهير، و له شعر يعرب عن أدب غزير، تصرّف فيه تصرّف المطبوعين المجيدين في عنفوان شبابه و ابتداء حاله، ثم تراجع طبعه عند اكتهاله» و كأن ابن بسام يجعل وفوده على أمراء الطوائف في أيام الشباب وحدها، و يبدو أن هذا الوفود امتد به حتى بدء كهولته بل ربما حتى بدء شيخوخته إذ ينقل ابن بسام عن بعض مواطنيه أنه إنما انصرف إلى قريته شيخا لا كهلا.
و أمّ قصائده التي طارت شهرتها في الآفاق مدحته النونية لإدريس بن يحيى الحمودي، و هو يستهلها بغزل طريف و لا يلبث أن يمزجه بنعته للخمر قائلا:
قد بدا لي وضح الصّبح المبين فاسقنيها قبل تكبير الأذين (1)
مزّة صافية مشمولة عتّقت في دنّها بضع سنين (2)
مع فتيان كرام نجب يتهادون رياحين المجون
و عليهم زاجر من حلمهم ولديهم قاصرات الطّرف عين (3)
و يسقّون إذا ما شربوا بأباريق و كأس من معين (4)
و ابن مقانا يتراءى له ضوء الصبح في السحر، فيهتف بالساقي أن يملأ كأسه قبل تكبير الأذان، و يقول إنها مزة الطعم صافية باردة معتّقة، كما يقول إنه يشربها مع فتيان كرام نجب يتهادون أزهار المجون الأرجة و عليهم زاجر من عفاف مع ما معهم من حسان غاضات البصر فاتنات العيون، و يقول إنهم يسقون الخمر بأباريق و كأس من عين جارية. و ينتقل من وصف خمر الصّبوح أو الصباح إلى نعت الطبيعة من حوله سماء و نجوما و رياضا و أزهارا و يبدع خياله بمثل قوله:
و مصابيح الدّجى قد أطفئت في بقايا من سواد الليل جون (5)
و الثريّا قد علت في أفقها كقضيب زاهر من ياسمين
و انبرى جنح الدّجى عن صبحه كغراب طار عن بيض كنين (6)
و جناح الجوّ قد بلّله ماء ورد الصّبح للمصطبحين
و النّدى يقطر من نرجسه كدموع أسبلتهنّ الجفون (7)
و هو يقول إن مصابيح الدجى من الكواكب و النجوم أخذت تنطفئ واحدة إثر أخرى في بقايا من سواد الليل، و تعالت الثريا في السماء كأنها غصن مزهر من ياسمين، و أوشك الياسمين بدوره على التواري و الانطفاء، و أخذ ظلام الليل ينبري و ينكشف عن أضواء الصباح و كأنه غراب حالك السواد اضطره إلى مفارقة بيض له ظل يستره، و ورد الصبح بل ماؤه بلّل جناح الجو تحية للمصطبحين و الندى يقطر من النرجس و الأزهار و الورود و كأنه دموع أسبلتها الجفون. و هي صور بديعة متلاحقة. و قد تداول القصيدة أدباء الكدية و الشحاذة الأدبية في الأندلس ممن يسميهم ابن بسام باسم القوّالين، و كانوا يقفون على الأبواب منشدين الشعر لقاء بعض الدراهم، و إنما اختاروها لما يجري فيها من عذوبة و سلاسة و روعة في الموسيقى و التصاوير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
١) الأذين: نداء الأذان للصلاة.
2) مزة الطعم: بين الحلو و الحامض. مشمولة: باردة.
٣) قاصرات الطرف: يغضضن من أبصارهن. عين جمع عيناء: واسعة العين جميلتها.
4) معين: عين جارية.
5) جون: سوداء.
6) جنح: ظلام. كنين: مستتر.
٧) أسبلتهن: أرسلتهن.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يعلن إطلاق المسابقة الجامعية الوطنية لأفضل بحث تخرّج حول القرآن الكريم
|
|
|