معنى قوله تعالى : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ |
40
02:59 صباحاً
التاريخ: 2025-02-06
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-14
1206
التاريخ: 25-09-2014
5225
التاريخ: 20/12/2022
1627
التاريخ: 2-12-2015
4957
|
معنى قوله تعالى : وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ .
قال تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الأحزاب: 6].
1 - سئل أبو عبد اللّه عليه السّلام عن قول اللّه عز وجل : {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ } قال :
نزلت في ولد الحسين عليه السّلام » .
قال عبد الرحيم بن روح القصير : قلت : جعلت فداك ، نزلت في الفرائض ؟
قال : « لا » ، قلت : ففي المواريث ؟ فقال : « لا ، نزلت في الأمرة » « 1 ».
وقال عبد الرحيم بن روح القصير ، سألت أبا جعفر عليه السّلام في قول اللّه عزّ وجلّ : {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ }، فيمن نزلت ؟ فقال : « نزلت في الإمرة ، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السّلام من بعده ، فنحن أولى بالأمر ، وبرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من المؤمنين والمهاجرين والأنصار » .
فقلت : فلولد جعفر فيها نصيب ؟ فقال : « لا » . قلت : فلولد العباس فيها نصيب ؟ فقال : « لا » . فعددت عليه بطون بني عبد المطلب ، كل ذلك يقول :
« لا » . قال : ونسيت ولد الحسن عليه السّلام ، فدخلت بعد ذلك عليه ، فقلت له :
هل لولد الحسن عليه السّلام فيها نصيب ؟ فقال : « لا واللّه - يا عبد الرحيم - ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا » « 2 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليه السّلام أبدا ، إنما جرت من علي بن الحسين عليه السّلام كما قال اللّه تعالى : وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ، فلا تكون بعد عليّ بن الحسين عليه السّلام إلا في الأعقاب ، وأعقاب الأعقاب » « 3 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « لما قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان علي عليه السّلام أولى الناس بالناس ، لكثرة ما بلغ فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وإقامته للناس ، وأخذه بيده ، فلما مضى علي عليه السّلام لم يكن يستطيع علي ، ولم يكن ليفعل ، أن يدخل محمد بن علي ، ولا العباس بن علي ، ولا أحدا من ولده ، إذن لقال الحسن والحسين عليهما السّلام : إن اللّه تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلغ فينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما بلغ فيك ، وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك .
فلما مضى علي عليه السّلام كان الحسن عليه السّلام أولى بها لكبره ، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ، ولم يكن ليفعل ذلك ، واللّه عزّ وجلّ يقول : وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ، فيجعلها في ولده ، إذن لقال الحسين عليه السّلام : أمر اللّه تبارك وتعالى بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وبلّغ فيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما بلّغ فيك وفي أبيك ، وأذهب عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك .
فلما صارت إلى الحسين عليه السّلام لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدّعي عليه ، كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ، ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين عليه السّلام ، فجرى تأويل هذه الآية : وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ، ثمّ صارت من بعد الحسين عليه السّلام ، لعلي بن الحسين عليه السّلام ، ثم صارت من بعد علي بن الحسين عليه السّلام إلى محمد بن علي عليه السّلام ».
وقال : « الرّجس هو الشك ، واللّه لا نشكّ في ربنا أبدا » « 4 » .
2 - قال أبو جعفر عليه السّلام : « قضى أمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليه ) في خالة جاءت تخاصم في مولى رجل مات ، فقرأ هذه الآية : وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ ، فدفع الميراث إلى الخالة ، ولم يعط المولى » « 5 » .
وقال حنان : قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام : أي شيء للموالي ؟ فقال : « ليس لهم من الميراث إلا ما قال اللّه عزّ وجلّ : {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً } « 6 » .
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « اختلف علي عليه السّلام وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه ، وله ذو قرابة ، لا يرثونه . فقال علي عليه السّلام : ميراثه لهم ، يقول اللّه عزّ وجلّ : {وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ }، وكان عثمان يقول : يجعل في بيت مال المسلمين » « 7 » .
3 - قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ْ}.
قال : نزلت : « وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم » فجعل اللّه المؤمنين أولادا لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وجعل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أبا لهم ، ثم لمن لم يقدر أن يصون نفسه ، ولم يكن له مال ، وليس له على نفسه ولاية ، فجعل اللّه تبارك وتعالى لنبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الولاية على المؤمنين من أنفسهم ، وهو قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بغدير خم : « يا أيها الناس ، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ » قالوا : بلى . ثم أوجب لأمير المؤمنين عليه السّلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية ، فقال : « ألا من كنت مولاه فعلي مولاه » .
فلما جعل اللّه النبي أبا للمؤمنين ألزمه مؤونتهم ، وتربية أيتامهم ، فعند ذلك صعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم المنبر ، فقال : « من ترك مالا فلورثته ، ومن ترك دينا ، أو ضياعا فعليّ وإليّ » . فألزم اللّه نبيه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم للمؤمنين ما يلزم الوالد ، وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد ، وكذلك ألزم أمير المؤمنين عليه السّلام ما ألزم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من ذلك ، وبعده الأئمّة عليهم السّلام واحدا واحدا ، والدليل على أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين عليه السّلام هما الوالدان : قوله : {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [النساء : 36] فالوالدان : رسول اللّه ، وأمير المؤمنين ( صلوات اللّه عليهما ) .
وقال الصادق عليه السّلام : « وكان إسلام عامة اليهود بهذا السبب ، لأنهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم » « 8 ».
وقال : وقوله : وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ قال : نزلت في الإمامة « 9» .
_______________
( 1 ) تأويل الآيات : ج 2 ، ص 447 ، ح 4 .
( 2 ) الكافي : ج 1 ، ص 228 ، ح 2 .
( 3 ) الكافي : ج 1 ، ص 225 ، ح 1 .
( 4 ) الكافي : ج 1 ، ص 227 ، ح 1 .
( 5 ) الكافي : ج 1 ، ص 135 ، ح 2 .
( 6 ) الكافي : ج 1 ، ص 135 ، ح 3 .
( 7 ) التهذيب : ج 9 ، ص 396 ، ح 1416 .
( 8 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 175 .
( 9 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 176 .
|
|
دراسة تكشف منافع ومخاطر عقاقير خفض الوزن
|
|
|
|
|
ارتفاع تكاليف إنتاج الهيدروجين ونقله يعرقل انتشاره في قطاع النقل
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يرفد مكتبة جامعة العميد بمجموعةٍ جديدة من الكتب العلمية
|
|
|