كان اتجاه السفر والسياحة في تلك العصور للتجارة أو نشر الدين المسيحي والتوجه إلى الحج، رحالات دراسة وانتشرت شبكة من النزل الخيرية لتخدم كافة الطبقات الاجتماعية وكان المسيحيون في طريقهم إلى القدس يقومون بجولات اجتماعية واستجمام، رغم دافعهم الديني للسفر وفي أواخر القرن الثالث عشر اكتشف ماركو بولو MARK Bolo (1323-1254 ) الطرق بين اوريا وآسيا، ونشأ في الصين نظام طرقي جديد منذ عصر شو how 221 (1122) قبل الميلاد، وكان كتاب ماركو بولو مصدر معلومات للغرب عن الحياة في الشرق خلال تلك الفترة، كما ظهرت كتب أخرى عن السفر مثل مطبوعة رحلات جون ماندفيل John Man defile عام (1357) م.

التي طبقت بلغات أجنبية عديدة عن السفر إلى جنوب شرق آسيا وفي القرن الخامس عشر سجلت رحلة جماعية نظمت في فينيسيا إلى الأرض المقدسة أول شكل من أشكال التسويق السياحي، حيث شملت الرحلة النقل والطعام والمبيت وركوب الحمير والرشوة الضرورية للمرورعبر الشريط الأحمر، وكانت مؤسسات الطعام السريع المنتشرة على طول الطرق إلى الحج وبائعو الخبز والفواكه والسمك واللحم والكعك موجودين على جوانب تلك الطرق.

وقد انطلق الرحالة العرب يجوبون العالم الذي كان يدور في قلب تلك الحضارة. ترك هؤلاء الرحالة وثائق سياحية فذة ومن أبرز الرحالة العرب في تلك العصور هو ابن بطوطة كان مثالاً للرحالة والسائح فقد بدأ سياحاته في سن الحادية والعشرين واستمر بها /28/ سنة شملت الجزائر وتونس ومصر والشام ثم الحجاز والقرم وروسيا وإيران والهند والصين ثم بعد عودته سافر إلى الأندلس والسودان، وقد دوّن ذلك في كتابه الشهير (تحفة الأنصار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار وكذلك (أبو عبيدة البكري) الذي وضع كتاب عن غرب إفريقيا بعنوان (المسالك والممالك) ولا تزال هذه الكتب تصلح للإرشاد السياحي في تلك المناطق.

ومن الرحالة العرب (ابن جبير) الذي قام برحلة من بلاد الأندلس إلى المشرق العربي.

وكذلك كانت الروايات التي كتبت آنذاك مثل السند باد وألف ليلة وليلة كتباً سياحية تشمل سحر الشرق وعبقه.

وفي القرن الخامس عشر كانت رحلة فاسكو دي غاما Fiasco die game إلى الهند ثم الصين عن طريق رأس الرجاء الصالح، ثم رحلة كرستوفر كولومبس Kristofer Colombo's إلى أمريكا 1492 مما شجع الأوربيين على الهجرة إليها فيما بعد وأيضا رحلة ماجلان البرتغالي Majlaan حول العالم الذي قتل في الفلبين (125) م.

وفي نهاية العصور الوسطى ظهرت فئة الطلبة وطالبي العلم الذين كانوا يقومون برحلات لغرض العلم والدراسة والتعرف على آراء الغير والنظم السياسية الموجودة في الدول الأخرى وكانت تلك الفترة بمثابة بداية الرحلات التي كانت قاصرة على طبقة الأرستقراطيين لأن السفر يتطلب وقت فراغ وأموال فائضة عن الحاجة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توفيق ماهر عبد العزيز ، صناعة السياحة 1997 .

الحمدان سهيل 2001 الإدارة الحديثة للمؤسسات السياحية والفندقية - دار الرضا للنشر، بدمشق ط1، ص54