المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علاقة الاحزاب السياسية بالحريات العامة
26-10-2015
Identifying the tonic syllable
2024-11-09
الجود و البخل‏
11-10-2016
مفهوم التنمية
11/9/2022
من ابن راجح الى لسان الدين
2024-08-08
تقدير البروتين الكلي في مصل الدم
2024-08-26


دوافع التكبّر  
  
501   01:26 صباحاً   التاريخ: 2024-12-02
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص25-29
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / العجب والتكبر والغرور /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2016 1815
التاريخ: 24-2-2022 2284
التاريخ: 30-9-2016 1724
التاريخ: 2024-05-26 931

للتكبّر أسباب ودوافع كثيرة تعود كلّها إلى أنّ الإنسان يتصور لنفسه كمالاً معيناً ، وبسبب حبّه لذاته فإنه يرى نفسه أكبر من واقعها ويحتقر الآخرين كذلك.

بعض علماء الأخلاق مثل المرحوم (الفيض الكاشاني) في كتابه المحجّة البيضاء يذكرون في مسألة دوافع الكِبر وأسبابه سبعة أسباب :

الأوّل : الأسباب الدينية من العلم والعمل ، والاخرى الأسباب الدنيوية من النسب والجمال والقوّة والثروة وكثرة الأعوان والأصحاب ، ثمّ ذكر الفيض الكاشاني لكلّ واحدة من هذه الأسباب شرحاً وافياً نذكره بشكل مختصر ، حيث يقول :

الأوّل : العلم ، وما اسرع الكبر إلى العلماء ولذلك قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله): «آفة العلم الخيلاء» فلا يلبث أن يتعزّز بعزّ العلم ، ويستشعر في نفسه جمال العلم وكماله ويستعظم نفسه ويستحقر الناس وينظر إليهم نظره إلى البهائم ويتوقع أن يبدؤوه بالسلام.

العلم الحقيقي هو الّذي يعرف الإنسان به نفسه وربّه وخطر الخاتمة وحجة الله على العلماء وعظم خطر العلم فيه ، كما سيأتي في طريق معالجة الكبر بالعلم وهذه العلوم تزيد خوفاً وتواضعاً وتخشعاً ويقتضي أن يرى أنّ كلّ الناس خير منه لعظم حجة الله تعالى عليه بالعلم وتقصيره في القيام بشكر نعمة العلم ولهذا قال أبو الدرداء : «من إزداد علماً إزداد خوفاً» وهو كما قال.

الثاني : العمل والعبادة وليس يخلو عن رذيلة الغرور والكبر واستمالة قلوب الناس الزهّاد والعبّاد ويترشح الكبر منهم في الدنيا والدين. أما الدنيا فهو أنّهم يرون غيرهم بزيارتهم أولى من أنفسهم بزيارة غيرهم ويتوقعون قيام الناس بقضاء حوائجهم وتوقيرهم والتوسع لهم في المجالس وذكرهم بالورع والتقوى وتقديمهم على سائر الناس من الحظوظ إلى جميع ما ذكرناه في حقّ العلماء وكأنهم يرون عبادتهم منّة على الخلق ، وأما في الدين فهو أن يرى الناس هالكين ويرى نفسه ناجياً وهو الهالك تحقيقاً مهما رأى ذلك قال النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكهم» ، وإنما قال ذلك لأن هذا القول يدل على أنّه لخلق الله ، مغتر بالله ، آمن من مكره ، غير خائف من سطوته ، وكيف لا يخاف ويكفيه شراً احتقاره لغيره ، قال رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «كفى بالمرء شراً أن يحقر أخاه المسلم» وكم من الفرق بينه وبين من يحبّه لله ويعظمه لعبادته ويستعظمه ويرجو له ما لا يرجو لنفسه فالخلق يدركون النجاة بتعظيمهم إياه لله فهم يتقربون إلى الله بالدنو منه وهو يتمقت إلى الله بالتنزه والتباعد منهم كأنه مرتفع عن مجالستهم ، فما أجدرهم إذا أحبّوه لصلاحه أن ينقلهم الله الى درجته في العمل وما أجدر إذا ازدراهم بعينه أن ينقله الله الى حدّ الإهمال.

وهذه الآفة أيضاً قلما ينفك عنها العباد وهو أنّه لو استخف به مستخف أو آذاه مؤذ استبعد أن يغفر الله له ولا يشك في أنّه صار ممقوتاً عند الله ولو آذى مسلما آخر لم يستنكر ذلك الاستنكار وذلك لعظم قدر نفسه عنده وهو جهل وجمع بين العجب والكبر والاغترار بالله وقد ينتهي الحمق والغباوة لبعضهم إلى أن يتحدّى ويقول سترون ما يجري عليه، وإذا اصيب بنكبة زعم أنّ ذلك من كراماته وأنّ الله ما أراد به إلّا شفاء علته والانتقام له.

فما أعظم الفرق بين مثل هذا الجاهل وبين بعض ما ورد عن أحد العباد الّذي قال بعد انصرافه من عرفات : كنت أرجو الرحمة لجميعهم لو لا كوني فيهم ، فانظر إلى الفرق بين الرجلين.

ونختم هذا البحث بحديث شريف عن النبي الأكرم حيث ورد في الروايات أنّه تحدث بعض الأصحاب عن رجل وذكروه بخير للنبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) فأقبل ذات يوم فقالوا : يا رسول الله هذا الّذي ذكرناه لك ، فقال : إني أرى في وجهه سفعة من الشيطان فسلم ووقف على النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) وأصحابه ، فقال النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «أسألك بالله حدّثتك نفسك أن ليس في القوم أفضل منك؟ فقال : اللهم نعم» ([1]) ، فرأى رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) بنور النبوة ما استكن في قلبه سفعة في وجهه.

الثالث : التكبر بالنسب والحسب فالّذي له نسب شريف يستحقر من ليس له ذلك النسب وإن كان أرفع منه عملاً وعلماً وقد يتكبر بعضهم فيرى أنّ الناس له موالٍ وعبيد ويأنف من مجالستهم ومخالطتهم ، والحال أنّ الإسلام ليس فيه تفاضل بالحسب والنسب ، كما روي عن أبي ذر أنّه قال : قاولت رجلاً عند النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) فقلت له: يا ابن السوداء فقال النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «يا أبا ذر طف الصّاع ليس لابن بيضاء على ابن سوداء فضل».

قال أبو ذر فاضطجعت وقلت للرجل : قم فطأ على خدي» فانظر كيف نبهه رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) أنّه رأى لنفسه فضلاً بكونه ابن بيضاء وإن ذلك خطأ وجهل فانظر كيف تاب وكيف قلع من نفسه شجرة الكبرياء خمص قدم من تكبر عليه إذ عرف أنّ العزّ لا يقمعه إلّا الذلّ ([2]).

وعلى أي حال فقد قرأنا كثيراً من النصوص الشريفة في القرآن والروايات تؤكد لنا أن لا فضل لإنسان على آخر بالنسب والعرق وأمثال ذلك ، فهذه كلها امور اعتبارية تعرض على الإنسان من الخارج ، بينما تتقوم شخصية الإنسان وقيمته بما يتضمنه من امتيازات معنوية في محتواه الباطني ، وعلى فرض أنّ ارتباطه مع بعض العظماء بالنسب يوجب له فضيلةً وامتيازاً على غيره ، فلا ينبغي أن يكون ذلك سبباً للإحساس بالغرور والتكبّر والتفاخر على الآخرين.

وعند ما نرى الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في نهج البلاغة ، أو الإمام زين العابدين (عليه‌ السلام) في خطبته المعروفة في الشام يفتخران بنسبهما فذلك ليس من قبيل حبّ التفوق والتفاخر ، بل بدافع آخر ، حيث أرادا إظهار إمامتهما ورسالتهما الدينية الإلهية لبعض المغفلين والجهلاء ، مثل ما يقوم به قائد الجيش من تعريف نفسه للجنود وبيان مكانته ومقامه بهدف دعوتهم الى اطاعته وامتثال أوامره.

الرابع : التفاخر بالجمال وذلك يجري أكثره بين النساء ويدعو ذلك التنقّص والثلب والغيبة وذكر عيوب الناس ، ومن ذلك ما روي عن عائشة أنّها قالت : دخلت امرأة على النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) فلما خرجت فقلت بيدي ـ هكذا ـ أي أنّها قصيرة ، فقال النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) : «قد اغتبتها» وهذا منشؤه خفي الكبر لأنها لو كانت أيضاً قصيرة لما ذكرتها بالقصر فكأنها أعجبت بقامتها واستقصرت المرأة في جنب نفسها فقالت ما قالت.

الخامس : الكبر بالمال وذلك يجري بين الملوك في الخزائن ، وبين التجار في بضائعهم ، وبين الدهاقين في أراضيهم ، وبين المتجملين في لباسهم وخيولهم ومراكبهم فيستحقر الغني الفقير ويقول له أنت مكدّ ومسكين وأنا لو أردت لاشتريت مثلك واستخدمت من هو فوقك ومن أنت وما معك وأثاث بيتي يساوي أكثر من جميع مالك.

ومن ذلك تكبر قارون اذ قال تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)([3]) وقد ورد في التواريخ أنّه كان يخرج على قومه من بنى إسرائيل بجميع خدمه وحشمه البالغ عددهم أربعة آلاف نفر وهم يركبون الجياد المزينة بالحلي وملابس الزينة ويصحبون معهم الجواري الجميلات وهنّ في كامل الزينة من الجواهر والذهب ، ولكن كل ذلك ينتهي في لحظة حيث خسفت به الأرض بأمر الله وابتلعت ما كان له من ثروات وقصور ودفن قارون معها أيضاً وصار عبرة لمن اعتبر ([4]).

السادس : القوة والقدرة البدنية وشدة البطش أو الموقع السياسي أو الاجتماعي ، والتكبر به على أهل الضعف ، وغالباً ما يتوفر هذا الحال لدى الامراء والأقوياء وأصحاب السلطة من الناس حيث يرون أنفسهم «ظل الله في الأرضين» ويتوقعون من الآخرين أن يتعاملوا معهم من موقع التعظيم والتكريم كما يفعل الغلمان والعبيد. ولو صدرت منهم أقل حركة أو كلمة خاطئة لا تتفق ومقامهم العالي وشأنهم الكبير فسوف لا ينجو صاحبها من العقاب.

وقد ذكر في بعض حالات السلاطين القدماء أنّه كلما أراد الناس الدخول عليه في مجلسه فيجب عليهم تكميم أفواههم بمنديل أو أي شيء آخر لئلّا يتلوث معطف السلطان ببخار أفواه الرعايا ورائحة فمهم الكريهة ، وهذا هو السبب في تفعيل عنصر الكبر والغرور في نفوس هؤلاء وما يتولد منه من أخطاء كبيرة ومآثم شنيعة تؤدي إلى الإسراع في زوال حكمهم وانهيار دولتهم.

السابع : التكبر بالأتباع والأنصار والتلامذة والعلماء والعشيرة والأقارب والبنين ويجري ذلك بين الملوك في المكاثرة بالجنود وبين العلماء بالمكاثرة بالمتنفذين ، وبالجملة فكلّ ما هو نعمة وأمكن أن يعتقد كمالاً وإن لم يكن في نفسه كمالاً أمكن أن يتكبر به ، حتّى أنّ المخنث يتكبر على أقرانه بزيادة قدرته ومعرفته في صنعة المخنثين لأنّه يرى ذلك كمالاً فيفتخر به وإن لم يكن فعله إلّا نكالاً وكذلك الفاسق قد يفتخر بكثرة الشرب وكثرة الفجور بالنسوان والغلمان ويتكبر به لظنه أنّ ذلك كمال وإن كان مخطأً فيه ([5]).

هذه الامور السبعة هي امور قد يصاب الأشخاص بجميعها أو ببعض منها ويتطاولون على الآخرين بالفخر والتكبّر ، وبالطبع لا تنحصر الدوافع بهذه السبعة ، فإنّ كلّ صفة كمال أو نقطة قوّة معنوية أو مادية سواءً واقعية أو خيالية يمكن أن تسبب الغرور وتدفع بصاحبها إلى التكبّر على الآخرين.

وهذا الكلام لا يعني أنّ الإنسان يجب عليه للتوقي من التكبّر والغرور أن يبتعد عن أسباب الكمال ولا يتحرّك باتجاه المعنويات والكمالات الإنسانية ويقتل في نفسه عناصر الخير والصلاح لكي لا تكون منشئاً للغرور والفخر ، بل الغرض من ذلك إن الإنسان كلّما إزداد في علمه وعبادته وقوته وقدرته وثروته فعليه أن يسعى ليكون أكثر تواضعاً وخشية وخضوعاً للحقّ ، ويتفكر في أنّ هذه الكمالات والمواهب ليست ثابتة له بالذات وكلّها لا تعدّ شيئاً مقابل قدرة الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى.


[1] المحجّة البيضاء ، ج 6 ، ص 240.

[2] المحجة البيضاء ، ج 6 ، ص 243.

[3] سورة القصص ، الآية 79.

[4] للاطلاع على قصة قارون بالتفصيل راجع تفسير الأمثل ، ذيل الآية أعلاه.

[5] المحجّة البيضاء ، ج 6 ، ص 240 ـ 244.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.