أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-3-2021
2413
التاريخ: 26-9-2021
2075
التاريخ: 27/11/2022
1270
التاريخ: 1-10-2021
1936
|
أنّ من ثمرة الزهد السخاء ، و من ثمرة الرغبة في الدنيا البخل ، فالمال إن كان مفقودا ينبغي أن يكون حال العبد القناعة وإن كان موجودا ينبغي أن يكون حاله السّخاء و اصطناع المعروف فان السخاء من أخلاق الأنبياء و هو أصل من اصول النجاة.
وعنه عبّر النّبي (صلى الله عليه واله) حيث قال : «السّخاء شجرة من شجر الجنّة أغصانها متدلية على الأرض فمن أخذ منها غصنا قاده ذلك الغصن إلى الجنّة»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): قال جبرئيل : قال : قال اللّه تعالى «إن هذا دين ارتضيته لنفسي و لن يصلحه إلا السخاء و حسن الخلق فأكرموه بهما ما استطعتم» (2) , و قال (صلى الله عليه واله): «ما جبل اللّه أوليائه إلا على السّخاء و حسن الخلق»(3) , و قال : «إن من موجبات المغفرة بذل الطعام و إفشاء السّلام و حسن الكلام»(4) , و قال : «تجافوا عن ذنب السّخي فان اللّه أخذ بيده كلّما عثر اقاله»(5) , و قال (صلى الله عليه واله): «طعام الجواد دواء و طعام البخيل داء»(6) , و قال (صلى الله عليه واله): «ان السّخي قريب من اللّه قريب من الناس قريب من الجنة ، بعيد من النار ، و إن البخيل بعيد من اللّه بعيد من النّاس بعيد من الجنّة ، قريب من النار»(7)، و جاهل سخي أحب إلى اللّه من عابد بخيل و ادوى الداء البخل و أرفع درجات السخاء الايثار، و هو أن يجود بالمال مع الحاجة قال اللّه تعالى في معرض الثناء : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر : 9] .
و قال النبيّ (صلى الله عليه واله): «أيما امرء اشتهى شهوة فرد شهوته و آثر على نفسه غفر له»(8).
و ينبغي للفقير أن لا يمنع بذل قليل ما يفضل عنه ، فان ذلك جهد المقل و فضله أكثر من أموال كثيرة تبذل من ظهر غنى و قال النبيّ (صلى الله عليه واله): «درهم من الصّدقة أفضل عند اللّه من مأة ألف درهم قيل و كيف ذلك يا رسول اللّه؟ , قال : اخرج رجل من عرض ماله مأة ألف يتصدق بها و أخرج رجل درهما من درهمين لا يملك غيرهما طيبة بها نفسه ، فصار صاحب الدرهم أفضل من صاحب مأة ألف درهم»(9).
واعلم أن الامساك حيث يجب البذل بخل و البذل حيث يجب الامساك تبذير و بينهما وسط هو المحمود و ينبغي أن يكون السخاء و الجود عبارة عنه إذ لم يؤمر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) إلا بالسخاء و قيل له : {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء : 29] , و قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان : 67] , فالجود وسط بين الاقتار و الاسراف و بين البسط و القبض و هو ان يقدر بذله و امساكه بقدر الواجب و لا يكفي أن يفعل ذلك بجوارحه ما لم يكن قلبه طيّبا به غير منازع له فيه بل ينبغي أن لا يكون لقلبه علاقة مع المال إلا من حيث يراد المال له ، و هو صرفه إلى ما يجب صرفه إليه شرعا أو مروة و عادة ، و واجب المروة و العادة يختلف في الاحوال و الاشخاص فيستقبح من الغنى المضايقة ما لا يستقبح من الفقير ، و مع الاهل و الاقارب ما لا يستقبح من الاجانب ، و مع الجار ما لا يستقبح مع البعيد ، و في الضيافة ما لا يستقبح أقل منه في المبايعة و المعاملة إلى غير ذلك.
و بالجملة حد البخل هو امساك المال عن غرض ذلك الغرض و هو أهم من حفظ المال و في مقابلة السخاء و الجود.
___________________
1- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 170.
2- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 170.
3- الترغيب و الترهيب : ج 3 , ص 383.
4- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 170.
5- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 171.
6- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 230.
7- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 171 , و ارشاد القلوب : ص 136.
8- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 172.
9- إحياء علوم الدين : ج 4 , ص 192.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|