المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

خصائص الإمامة
13-4-2017
محمد بن الحارث المنصوري
12-8-2016
معنى كلمة وسم
14-2-2016
الفهم العمقي للقران الكريم
9-05-2015
علي وشيعته خير البريه
12-02-2015
زواج النبيّ بمطلقة متبناه إبطالاً لسنة الجاهلية
28-5-2017


تعليم الأدب وتربية الأولاد / تعليم آداب تناول الطعام  
  
301   12:55 صباحاً   التاريخ: 2024-09-13
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص91
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

هناك جملة من السنن والآداب في تناول الطعام التي تعبّر عن جانب من جوانب التعاليم الإسلامية، ومن الحريّ جداً التقيّد بذلك وتعليم أبنائنا لها، فمن جملة ذلك(1) غسل اليدين قبل الجلوس على مائدة الطعام والتربيعُ في الجلوس، والتسمية، وجودة المضغ، وكفّ النظر إلى الآخرين، والتناول ممّا يلي اليد، وعدم التملي، والقيام عن الطعام قبل الشبع، و... وإليك جملة من تلك الروايات التي تبين آداب الطعام:

أ. عن الأصبغ بن نباته، عن علي أنه أوصى ولده الحسن فقال: ((ألا أُعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ قال: بلى، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه وجوّد المضغ، وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء))(2).

ب. وروى مسمع عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((ما من رجل يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه، ويسمّي ويسمّون في أوّل الطعام، ويحمدون الله عزّ وجل في آخره فترفع المائدة حتى يُغفر لهم))(3).  

ج. وأوصى لقمان ولده فقال: ((يا بني، إذا امتلأت المعدة نامت الفكرةُ، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة))(4).

د. وعن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: ((إنّ الحسين بن علي (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يأمرنا إذا تخلّلنا أن لانشرب الماء حتى نتمضمض ثلاثاً)).

_________________________________

(1) مما ينبغي الإشارة إليه أن كون الطعام من حلّ على رأس تلك الآداب، بل من الواجبات التي يجب على الآباء رعايتها. (المترجم).

(2) مجموعة ورام، ص 73.

(3) الكافي، ج 6، ص 296.

(4) مكارم الأخلاق، ص 153. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.