أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2019
1796
التاريخ: 27/10/2022
2023
التاريخ: 2-2-2023
1859
التاريخ: 22-4-2019
2154
|
أوّل ما يبحث عنه الطفل بعد الولادة هو ثدي أمّه، وكلّما أحسّ بشيء يقترب منه فَتَح فاه، وعندما تصبح لديه القدرة على الإمساك بالأشياء، فأوّل ما يفعله هو وضعها في فمه.. هذه التصرفات كلّها تعبّر عن غريزة الأكل عند الإنسان.
وثمّة غرائز أخرى تظهر في مراحل مختلفة من حياة الإنسان، كالغريزة الجنسيّة، وحبّ التغلّب على الآخرين، والدفاع عن النفس، وحبّ حيازة الأشياء...، وهذه الأمور كلّها خلقها الله تعالى في الإنسان، وأودعها فيه بمقتضى حكمته، فإنّ حياة الإنسان في هذه النشأة تحتاج إلى جميع هذه الغرائز والقوى المودعة فيه، فجسم الإنسان – مثلاً - يحتاج إلى الطاقة المستمدّة من الطعام، لأجل نموّه وبقائه وقدرته على الحركة والعمل. ولمّا كان الإنسان قد لا يدرك في تمام مراحل حياته دور الطعام في تحضير تلك الطاقة، بل قد لا يدرك أهمّيّة العمل والتحرّك، أودع الخالق الحكيم فيه الشهوة إلى الطعام، وجعل فيه لذّة ليندفع إلى تناوله بدافع تلك الشهوة أو تحصيل اللّذّة.
وكذلك بالنسبة إلى بقاء النوع، فقد شاء الله تعالى أن يكون بواسطة التناسل والتوالد المتوقّف بدوره على حصول العلاقة الجنسيّة بالشروط المعلومة، فأوجد في الإنسان غريزة تدفعه إلى تحقيق هذه الغاية.
والكلام نفسه بالنسبة إلى الغرائز الأخرى، التي تحمي الإنسان من الأخطار المحدقة به، وتعوق استمرار حياته.
هذه الغرائز والقوى أودعها الخالق المبدع لحكمةٍ، وغاية تتوقّف عليها، لكنّ الإنسان كثيراً ما يتمادى في استعمال هذه القوى إلى ما يتجاوز الغاية والهدف، بل ربّما حصر همّه في إشباعها، في حين أنّها خُلقت لخدمته، وبقائه، ونموّه، واستمرار حياته.
فقد يطلق الإنسان العنان لغريزة حبّ التغلّب، فيتسلّط على بني جنسه من البشر، ويستعبدهم ويظلمهم، ويتجاوز الحدود، فتتحوّل هذه القوة المودَعة فيه من أجل خير الإنسانيّة، إلى قوّة تضرّ بها وتعوق المسيرة التي أرادها الله.
ولا ينحصر الخطر في تجاوز حدود استعمال القوى والغرائز، لكنّه قد يحصل بترك استعمالها وتحطيمها وإلغائها أو إضعافها، فيسبّب ذلك تخلّفاً عن الحكمة الإلهيّة، فالإضراب عن الزواج يعوق أمر التكاثر وبقاء النوع، كما أنّ الامتناع عن الطعام لفترة طويلة يوجب ضعفاً وهزالاً يمنع الإنسان من أداء وظائفه المطلوبة، والتخاذل أمام الأخطار الأخرى يقضي على أمن المجتمع واستقراره.
فظهر أنّ لكلّ غريزة ولكلّ قوّة حدّاً لا يتحقّق الغرض والحكمة إلّا بالتزامه والوقوف عنده، وكلّ من طرفي الحدّ، سواء في طرف الإفراط أو في طرف التفريط، خلاف الحكمة، وخلاف العدل.
ويعبّر عن هذه الحدود في الاصطلاح الأخلاقيّ بالفضائل، وما يتجاوزها في طرفي الإفراط والتفريط يسمّى بالرذائل. وسيأتي تفصيل الكلام فيها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|