أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
3493
التاريخ: 15-04-2015
5256
التاريخ: 30-3-2016
2933
التاريخ: 11-4-2016
3310
|
كانت يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة 63 من الهجرة والحرة بالفتح أرض ذات حجارة سوداء والحرار كثير في الحجاز وكانت الوقعة في موضع يقال له حرة وأقم نسبة إلى رجل وذلك أن أهل المدينة وفدوا على يزيد بن معاوية بالشام فلما رأوا من أعماله وتهتكه واستهانته بالدين ما رأوا عزموا على خلعه فلما عادوا إلى المدينة أظهروا خلعه وأخرجوا عامله عليها عثمان بن محمد بن أبي سفيان وحصروا بني أمية في دار مروان ثم اخرجوهم من المدينة قال الطبري فوجه يزيد إليهم اثني عشر ألفا مع مسلم بن عقبة المري فان هلك فالحصين بن نمير السكوني وقال له إذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وادن مجلسه فإنه لم يدخل في شئ مما دخلوا فيه وعلي لا يعلم بشئ مما أوصى به يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة قال وقد كان علي بن الحسين لما خرج بنو أمية نحو الشام آوى إليه ثقل مروان بن الحكم وامرأته عائشة بنت عثمان بن عفان وقد كان مروان بن الحكم لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية من المدينة كلم عبد الله بن عمر أن يغيب أهله عنده فابى ابن عمر ان يفعل وكلم مروان علي بن الحسين وقال يا أبا الحسن إن لي رحما وحرمي تكون مع حرمك قال افعل فبعث بحرمه إلى علي بن الحسين فخرج بحرمه وحرم مروان حتى وضعهم بينبع ثم أن عائشة بنت عثمان زوجة مروان خرجت إلى الطائف فمرت بعلي بن الحسين وهو بمال له إلى جنب المدينة قد اعتزلها كراهية أن يشهد شيئا من أمرهم فأرسل زين العابدين ولده عبد الله معها إلى الطائف محافظة عليها فبقي معها حتى انتهت الوقعة فشكر له مروان ذلك (اه) وهذا منتهى مكارم الأخلاق والمجازاة على الإساءة بالإحسان ولا عجب إذا جاء الشئ من معدنه :
ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح
وحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل إناء بالذي فيه ينضح
أما ما نقله الطبري في ذيل بعض رواياته من قوله وكان مروان شاكرا لعلي بن الحسين مع صداقة كانت بينهما قديمة فلا يكاد يصح وعداوة مروان لعلي بن الحسين وأهل بيته لا تحتاج إلى بيان فمتى كانت هذه الصداقة القديمة بين مروان وعلي بن الحسين ؟ أ يوم خرج لحرب جده علي بن أبي طالب مع أهل الجمل أم يوم حاربه بصفين مع معاوية أم يوم قال مروان للوليد في حق الحسين : إنه لا يبايع ولو كنت مكانك لضربت عنقه أم يوم قال له لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ولكن احبس الرجل فلا يخرج حتى يبايع أو تضرب عنقه وقول الحسين له ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي كذبت والله ولؤمت ، وقول مروان لما جيء برأس الحسين (عليه السلام) :
يا حبذا بردك في اليدين * ولونك الأحمر في الخدين
كأنما حف بوردتين * شفيت نفسي من دم الحسين
والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان
كل هذا من أسباب الصداقة بين مروان وعلي بن الحسين ! ! كلا ولكنهم أهل بيت طبعوا على مكارم الأخلاق وجبلوا على الإحسان لمن أساء إليهم والعفو والصفح عن أعدائهم سجايا خصهم الله بها وطبعهم عليها وميزهم بها عن سائر الخلق وأخرجهم بها عن مجرى العادات . وزين العابدين (عليه السلام) هو الذي كان يقول : لو أن قاتل الحسين (عليه السلام) استودعني السيف الذي قتل به الحسين لرددته إليه .
ثم إن جيش مسلم بن عقبة غلب على المدينة فأباحها مسلم ثلاثا ودعا الناس للبيعة على أنهم خول عبيد ليزيد بن معاوية يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء ، ثم إن مروان أتى بعلي بن الحسين فاقبل علي يمشي بين مروان وابنه عبد الملك يلتمس بهما عند مسلم الأمان فجاء حتى جلس عنده بينهما فدعا مروان بشراب ليتحرم بذلك من مسلم فاتى له بشراب فشرب منه مروان شيئا يسيرا ثم ناوله عليا ، فقال له مسلم : لا تشرب من شرابنا ، فامسك ، فقال مسلم : إنك إنما جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي ، والله لو كان الأمر إليهما لقتلتك ولكن أمير المؤمنين أوصاني بك فذلك نافعك عندي فان شئت فاشرب شرابك الذي في يدك وإن شئت دعونا بغيره قال هذه التي في كفي أريد فشربها ثم قال إلى هاهنا فأجلسه معه وفي رواية لما أتى بعلي بن الحسين إلى مسلم قال من هذا ؟قالوا علي بن الحسين ، قال مرحبا وأهلا ثم أجلسه على السرير والطنفسة ثم قال إن أمير المؤمنين أوصاني بك قبلا وهو يقول إن هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وصلتك ثم قال لعلي لعل أهلك فزعوا قال أي والله فامر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها (اه) من كرمه وسخائه إنه في وقعة الحرة ضم إليه أربعمائة امرأة منافية وبعولتهن إلى أن تفرق جيش مسلم بن عقبة وفي رواية أربعمائة امرأة مع أولادهن .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|