المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

تسبيح العنب
المستويات والمنحنيات Levels & Curves
5-1-2022
المبدأ العام لأداء الواجب
24-3-2016
كيف يمكن إحداث التوافق بين الاتصالات الرسمية وغير الرسمية
28-4-2016
حقوق الوالدين
20-6-2017
بعض حالات الشبق الشاذة في الابقار
5-5-2016


تفسير سورة يُوسف  
  
2957   02:44 صباحاً   التاريخ: 2023-10-31
المؤلف : تحقيق : د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص131-143
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014 2265
التاريخ: 13-10-2014 3311
التاريخ: 2023-06-24 1329
التاريخ: 24-10-2014 2499

قوله : { إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } ([1]) .

أسماؤها : الطَّارِقُ ، وَجُوبَال ، وَالذَّيَال ، وذو الكَتفَين ، وَقَابِس ، وَمَاب ، وَعَمودَان ، وَفَلق ، وَمُصبح ، وَالصُّرح ، والضِّياء ، وَالنُّور ؛ يعني الشَّمس والقمر .

وَكانَ لِيُوسُف أَحدَ عَشرَ أَخَاً مِن أَبِيهِ ، وَأخٌ وَاحِدٌ مِن أُمِّه وَأبيه ، وَيُسمَّى بِنيامِين ، وَمَعنَى إسرَائيلُ الله : خَالِصُ اللهِ بِالعِبرانيَّة ، فَرَأى يُوسُف هَذِه الرُّؤيَة وَلَه سَبعُ سِنِين ([2]) .

قوله : { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً } ([3]) .

والكيدُ : الحِيلة ، ومنه : { فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ} ([4])  أي : حِيلتَكُم .

وقوله : { كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} ([5]) أي : احتلنا ، وكان يوسف مِن أحسَنِ النَّاس وجهاً ، وكان أبوه يُحبُّه حُبَّاً شديداً ، ويُؤثره على أولاده ، فحسدوه على ذلك ، وقالوا فيما بينهم ما حكاه الله وعملوا بقوله : { قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ } ([6]) الآية .

فَعَمِلوا عَلَى قَتلِه ، فَقَالَ لَاوي : لَا يَجوزُ قَتلُهُ ، لَكِن نُغِيِّبهُ عَن أَبِينَا ، وَنَخلُو نَحنُ بِه ، فَقَالُوا مَا حَكَاهُ الله : { يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ } ([7]) الآيات [ 102 ] .

رُوي : ( أنَّه لمَّا أدنَوهُ مِن رَأسِ الجُبِّ ، قَالُوا انزَع قَمِيصَكَ فَبَكَى ، وَقَالَ : يَا إخوَتِي ، لَا تُجَردُونِي ، فَسَلَّ وَاحِدٌ مِنهُم سِكِينَاً فَنَزَعَهُ ، وَدَلُّوهُ فِي البِئرِ ، فَقَالَ : يَا إلَه إبرَاهِيم وَإسحَاقَ وَيَعقُوبَ ، إرحَم ضَعفِي ، وَقِلَّة حِيلَتِي ، وِصِغَرِي ) ([8]) .

قوله : { وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً} ([9]) .

قالوا : ( نُخرِجَهُ وَنَبِيعَهُ ، وَنَجعَلُهُ بِضَاعَةً لَنَا ، وَبَلَغَ إخوَتَهُ ذَلِكَ ، فَجَاؤوه وَقَالُوا : هَذَا عَبدٌ لَنَا آبِقٌ ، فَقَالَ السَّيَارَةُ : تَبِيعُوهُ مِنَّا ؟ فَبَاعُوهُ مِنهُم عَلَى أن يَحمِلُوهُ الَى مِصرَ ) ([10]) .

قوله : { عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ }([11]) . 

قَالَ يَعقُوب : ( مَا كَانَ أشفَق الذِّئب عَلَى القّمِيصِ ، وَأشَدَّهُ عَلَى يُوسُف حَيثُ أَكَلَهُ وَلَم يُمَزِّق القَمِيص ، وَحَمَلُوا يُوسُف الَى مِصرَ ، وَبَاعُوهُ مِن عَزِيزِ مَصرَ ) ([12]) .

قوله : { بِثَمَنٍ بَخْسٍ }([13]) .

قالَ : ( ثَمَانِيةَ عَشَرَ دِرهَمَاً ، وَقِيلَ : عشرُونَ دِرهَمَاً عَدَدَاً ) ([14]) .

قوله : { مَثْوَاهُ }([15]) . 

        أي : ( مَكَانَه ) ([16]) .

وَكَانَ يُوسُف لَا تَنظُر إلَيهِ امرَأةٌ إلَّا هَوُيَتهُ ، وَلَا رَجُلٌ إلَّا أحَبَّهُ ، وَكَانَ وَجهُهَ مَثلَ البَدرِ ، فَرَاوَدَتهُ امرَأةُ العَزِيزِ ، فَقَالَ لهَا ، مَعَاذَ اللهِ ، فَمَا زَالَت تَخدَعُهُ حتَّى هَمَّ أن يُحِبَّهَا ، وَهوَ قَولُه : { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا }([17]) .  

فَقَامَت امرَأةُ العَزِيزِ وَأَغلَقَت الأَبوَاب ، فَلَمَّا أرَادَ ان يَفعَلَ ذَلِكَ ([18]) .

 رُوي : ( أنَّهُ رَأى يَعقُوبَ [ 103 ] فِي نَاحِيَةِ البَيتِ ، عَاضَّاً عَلَى أصبِعَهُ ، يَقُولُ : يَا يُوسُف ، أنتَ فِي السَّمَاءِ مَكتُوبٌ مِن النَّبِييِّنَ ، تُرِيدُ أن يُكتَبَ فِي الأرضِ مِن الزُّنَاةِ ؟ .

فَعَلِمَ أنَّه قَد أَخطَأ ، فَعَدَا ، وَرُوي : انَ الشَّهوَةَ خَرَجَت مِن إبهَامِه الأيسَر ) .

ورُويَ في حديثٍ آخر : ( أنَّه لمَّا هَمَّت بِهِ ، وَهَمَّ بِهَا ، قَامَت الَى صَنَمٍ مَعَهَا فِي بَيتِهَا ، فَألقَت عَلَيهِ مَلَاءَةً ، فَقَالَ يُوسَف : مَا صَنَعتِ ؟ قَالَت : أُلقِي عَلَى هَذَا الصَّنَمِ ثَوبَاً ؛ فَإنِّي أستَحِي أن يَرَانِي وَيَرَاكَ ، فَقَالَ يُوسَف : أنتِ تَستَحِينَ مِن صَنَمٍ لَا يَسمَعُ وَلَا يُبصِرُ ، وَلَا أستَحِي أنا مِن رَبِّي ، وَوَثَبَ فَعَدَا ، فَعَدَت فِي طَلَبهِ ، فَلَحِقَتهُ عِندَ البَابِ ، فَقَدَّت ثَوبَهُ مِن خَلفِهِ ، وَوَافَاهَا العَزِيزُ عَلَى تِلكَ الحَالِ ، وَهوَ قَولُه تَعَالَى : { وَاسُتَبَقَا الْبَابَ }([19]) الآية .

وَأَلهَمَ اللهُ يُوسَف أن قَالَ لِلمَلِك : هَذَا الصَّبِيُّ فِي المَهدِ ، يَشهَدُ أنَّها رَاوَدَتنِي عَن نَفسِي ، فَسَألَ العَزِيزُ الصَّبِيَّ ، فَأَنطَقَ اللهُ الصَّبِيَّ لِيُوسُف ، حتَّى قَالَ : { إِن كَانَ قَمِيصُهُ}([20]) الآية ) ([21]) .

قوله : { وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ }([22]) . 

        أي : دعته فاستعصم .

أقول : هذا دليلٌ على ما قلنا مِن أنَّه لم يقع منه ما ذُكِرَ مُطلقَاً ، ويكون تقدير الكلام : ولقد همَّت به ، ولو لا أن رأى بُرهانَ رَبِّه لهمَّ بها، لكنَّه رأى بُرهان ربِّه فلم يَهمّ [ 104 ] بها أصلاً .

ويُمكن أن يكون الهمّ ما في طِباع البشر مِن الهمِّ الى النِّساء ، لكن لم يقع منه عزمٌ على الزِّنا بها .

وفي الخبر ([23]) : ( أنَّه مَا أَمسَى يُوسُف فِي ذَلِكَ اليَوم  الَّذِي رَأَى النِّسَاءَ فِيهِ ، حتَّى بَعَثَت إلَيهِ كُلُّ امرَأَةٍ تَدعُوهُ الَى نَفسِهَا ، فَضَجِر يُوسُف، وَقَالَ : { قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ}) ([24]).  

أقول : هُنا ، ليس مِن أفعال التَّفضيل .

قوله : { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }([25]) .   

قال : ( كَانَ يَقومُ عَلَى المَرِيضِ ، وَيَلتَمِسُ لِلمُحتَاجِ ، وَيُوسِّعُ لِلمَحبُوسِ .

وَقَالَ يُوسُف لمَّا طَالَ حَبسُهُ : بِمَاذَا استَحقَقتُ الحبس يَا رَبِّ ؟ فَنَزَلَ جَبرَئيل ، وَقَالَ : لِمَ قَلتَ السِّجنُ أَحَبُّ إليَّ ، فَاستَجَابَ اللهُ دُعَاءَكَ فِيمَا سَألتَهُ ) ([26]) .

قوله : { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }([27]) .   

أي : يُمطَرون .

وقرأ رجلٌ على أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( وفيه يَعصِرُون ) فقال :  ( وَيحَكَ ، أيُّ شيءٍ يَعصِرون؟ قال : الخمر ، فقال : كيف أقرأ ؟ قال : { يُعْصَرُونَ }أي : يُمطَرونَ بَعدَ سِنِينِ المَجَاعَةِ ) ([28]) .

قوله : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ }([29]) .    

يعني : عَلَى الكَنَادِيحِ وَالأنَابِيرِ ([30]) فَجَعَلَهُ عَلَيهَا ، فَأمرَ يُوسُف أن تُبنَى الكَنَادِيح مِن صَخرٍ ، وَطَيَنَهَا بِالكِلسِ ؛ وَهوَ الصَّارُوخ ، ثُمَّ أمرَ بِزُروُعِ مِصرَ فَحُصِدَت ، وَأعطَى كُلَّ إنسَانٍ حِصَّتَهُ ، وَالبَاقِي تَرَكَهُ فِي سُنبُلِهِ ، فَوَضَعَهُ فِي [ 105 ] الكَنَادِيح .

وَفَعَلَ ذَلِكَ سَبعَ سِنِينٍ ، حتَّى خَلَت سُنونِ الخَصبِ ، فَلَمَّا جَاءَ ([31]) سِنيُّ الجَدبِ كَانَ يُخرِجُ السُّنبُلَ ، يَبِيعُ بِمَا شَاءَ .

وَكَانَ بَينَهُ وَبَينَ أَبِيهِ ثَمَانِيَةِ عَشَرَ يَومَاً ، كَانُوا فِي البَادِيَةِ وَكَانَ فِيهَا بَقلٌ ، فَحَمَلَ أُخوَةُ يُوسُف مِن ذَلِكَ البَقلِ الَى مِصرَ لِيَمتَاروا به ، وَكَانَ يُوسف يَتَولَّى البَيعَ بِنَفسِهِ ، فَلمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُف عَرَفَهُم وَلَم يَعرِفُوه ، وَاعطَاهُم وَأَحسَنَ إلَيهِم فِي الكَيلِ .

وَقَالَ لَهُم : إذَا رَجعتُم فَأتُونِي بَأَخِيكُم مِن أبِيكُم ؟ قَالُوا : نَعَم ، قَالَ : فَإن لَم تَأتُونِي بِه فَلَا كَيلَ لَكُم عِندِيَ ... الآيات ([32]) .

قوله : { لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ }([33])  الآية .

وذلك أنَّهم كانوا قد أُعطوا الحُسنَ والنَّضر([34]) والجمال الرَّائع ، فخاف عليهم العين إذا دخلوا مُجتمعين وهم بهذه الصِّفة .

قوله : { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ }([35])  .

أي : كَفيل ([36]) .

قوله : { كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ }([37])  .

أي : احتلنا له في أن حَبَسَ أخيه عِندَه ,

وسُئلَ الصَّادِق (عليه السلام) عن قولِ يُوسُف : { أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ }([38]) قال :

( مَا سَرَقُوا ، وَلَا كَذَّبَ يُوسَف ؛ إنَّمَا عَنَى سَرِقَتَهُم يُوسَف مِن أبِيهَ) ([39]) .

وتقديره : يا أهل العِير ، فلمَّا أخرَج يوسف الصَّاع مِن رَحلِ أخيه، قال إخوته : { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ }([40]) يعنون يُوسف [ 106 ] فتغَافَل يوسف عنه ، ولم يُبدِها لهم ، وهو قوله : { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ }([41]) ولم يُبينها لهم ، وقال في نفسه : أنتم شرٌّ مَكاناً .

قوله : { إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ }([42]) .

ولم يقل : إلَّا مَن سَرقَ متاعنا .

فلمَّا يئسوا ، وأرادوا الخروج ، قال لهم لاوي : يا بَني يعقوب ، ألم تَعلموا أنَّ أباكم .... الآية ([43]) .

قوله : { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ }([44]) . 

أي : عَمِيت مِن البُكاء ([45]) .

قوله : { فَهُوَ كَظِيمٌ }([46]) . 

أي : محزونٌ ، مغمُوم ، والأسفُ أشدُّ الحُزن .

سُئل الصَّادِق (عليه السلام) : ( مَا بَلغَ مِن حُزنِ يَعقوب عَلى يُوسف ؟ قال : حُزن سَبعِينَ حَرَّى ثَكلَى بِأولَادِهَا ، وقال : إنَّ يَعقوب لَم يَعرِف الاستِرجَاع ، فَلِذَا قَالَ : وَا أسَفَا عَلى يُوسُف ) ([47]) .

قالوا : { قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ }([48]) .  

أي : لا تفتؤ حتَّى تكون حرَضاً ، أي : مُسنَّاً ([49]) .

فرُوي : ( إنَّ يَعقوبَ سَألَ الله أن يُنزِلَ عَلَيهِ مَلَكَ المَوتِ ، فَنَزَلَ عَلَيهِ فِي أحسَنِ صُورَةٍ ، وَأطيَبِ رَائِحَةٍ ، فَقَالَ : مَن أنتَ ؟ قَالَ : مَلَكُ المَوتِ ، فَقَالَ : أروَاحُ العِبَادِ تَقبَضُهَا أنتَ بِنَفسِكَ ؟ قَالَ : بَل يَقبِضُهَا إخوَانِي مِن المَلَائِكَةِ مُتَفَرِّقَةً ، ثُمَّ تَعرِضُهَا عَلَيَّ مُجتَمِعَةً .

قَالَ فَأسألُكَ بِإلهِ إبرَاهِيمَ ، هَل عُرِضَ عَلَيكَ فِي الأروَاحِ رُوحِ ابنِي يُوسُف ؟ قَالَ : لَا ، فَقَطَعَ يَعقُوبَ فِي حَيَاةِ ([50]) يُوسُف ، قَالَ : { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ  }([51]) ) [107] ([52]) .

ثُمَّ قال : { يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ }([53])   الآية .

وَكتبَ الَى يُوسُف ، وَلَم يَعلَم انَّه يُوسُف ، وَلكنَّه طَمَعَ أن يَكونَ حَيَّاً ، وَقَد كَانَ مَلِكُ مِصرَ مَاتَ ، وَصَفَا المُلكُ لِيُوسُف ، فَكَتَبَ إلَيهِ :

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَحِيمِ ، مِن يَعقُوبَ ، إسرَائِيلُ اللهِ ، ابنِ إسحَاقَ نَبِي اللهِ ابِنِ إبرَاهِيمَ خَلِيل اللهِ ، أمَّا بَعدُ ، فَإنَّ البَلَاء مُوكَلٌ بِبَنِي آدَمَ ، إنَّ جَدِّيَ إبرَاهِيمَ ألقَاهُ نَمرُود فِي النَّارِ، فَلَم يَحتَرِق ، فَلَّمَا رَأى إسحَاقُ ([54]) أمَرَ اللهُ جَدِّيَ إبرَاهِيمَ أن يَذبَحَهُ بِيَدِهِ ، فَلَمَّا أرَادَ أن يَذبَحَهُ فَدَاهُ الله بِذِبحٍ عَظِيمٍ .

وَأنَّهُ كَانَ لِي وَلَدٌ ، لَم يَكُن فِي الدُّنيَا أحَبُّ إليَّ مِنهُ ، وَكَانَ قُرَّةَ عَينَيَ ، وَثَمَرَةَ فُؤادِيَ ، فَأخرَجَهُ إخوَتُهُ وَرَجَعوا ، وَزَعَمُوا أنَّ الذِّئبَ أكلَهُ ، فَاحدَودَبَ لَهُ ظَهرِيَ ، وَذَهَبَ بَصَرِي .

وَكَانَ لَهُ اخٌ مِن أُمِهِ وَكُنتُ أتَسَلَى بِه ، فَخَرَجَ مَعَ إخوَتِه الَى قِبَلَكَ لِيَمتَارُوا طَعَامَاً ، فَرَجَعُوا إليَّ ، وَقَالُوا : سَرَقَ صُوَاع المَلِك وَحَبَسَهُ ، وَإنَّا أهلُ بَيتٍ لَا نَسرِقُ ، فَاسألُكَ بِآلِ إبرَاهِيمَ إلَّا مَا تَقَرَّبتَ الَى اللهِ ، وَمَنَنتَ بِهِ عَلَيَّ ، فَلَمَّا وَرَدَ الكِتَاب الَى يُوسَف وَقَرَأهُ بَكَى ، وَدَخَلَ  [ 108 ] البَيتَ ، فَأطَالَ البُكَاءَ فِيهِ ، ثُمَّ خَرَجَ ، ثُمَّ قَالَ لِإخوَتِه : هَل عَلِمتُم مَا صَنَعتُم بيُوسُفَ وَأخيِه ، الآية([55]).

ثُمَّ قَالَ : اذهَبُوا بِقَمِيصِي ، فَقَالَ : إنَّ ذَلِكَ القَمِيص قَمِيصُ إبرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ عَلَيهِ حِينَ ألقَاهُ نَمرُود فِي النَّارِ وَلَم يَحتَرِق .

وَكَانَ مَخيطَاً فِي شَيءٍ ، مُعَلَّقَاً فِي عُنُقِ يُوسُف ([56]) .

قوله : { تُفَنِّدُونِ }([57]) .   

أن تُكذِّبُونِي ([58]) .

قوله : { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ }([59]) .    

قال العّالِمُ (عليه السلام) ([60]) : ( انتَظَرَ الَى السَّحَرِ ؛ لَئلَّا تُرَدَّ ، لِقَولِه :   { وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } ([61]) ) .

فرحل يعقوب وأهله الى مِصرَ ، وقعدَ يُوسف على سريره ، ووضع تاج المُلكِ على رأسه ، وأراد أن يَراهُ أبوه على تِلكَ الحال ، فلمَّا دخلَ عليه أبوه وأُمُّهُ ، قال يُوسُف : يا أبتِ هذا تأويلُ رُؤياي مِن قَبلُ ([62]) الآية ([63]) .

ورُوي عن العَالِم (عليه السلام) أنَّه قَالَ : ( لمَّا دَخَلَ يَعقُوبُ عَلَى يُوسُف ، لَم يَقُم لَهُ ، فَنَزَلَ جَبرَئيل ، فَقَالَ : يَا يُوسُف ، ابسِط يَدَكَ ، فَبَسَطَهَا ، فَخَرَجَ مِن بَينِ أصَابِعَهِ نُورٌ ، فَقَالَ : يَا جَبرَئِيل ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا ([64]) النُّبوَّة ، أخرَجَهَا اللهُ مِن صُلبِكَ ، فَلَا يَكُونُ مِن وُلدِكَ نَبيٌّ لمَّا لَم تَقُم لِأبِيكَ .

فَمَحَى النُّبوَّةَ مِن صُلبِكَ ، وَجَعَلَهَا فِي وُلدِ لَاوي ؛ لأنَّه لمَّا حَبَسَ يُوسُف أخَاهُ ، قَالَ لَاوي : لَن أبرَحَ الأرضَ [ 109 ] حتَّى يَأذَنَ لِي أبِي ، الآية ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ ، فَجَعَلَ النُّبوَّةَ فِي صُلبِهِ ، فَكَانَ أنبِيَاءُ بَنِي إسرَائِيلَ مِن وُلدِهِ ) ([65]) .

وكان موسى مِن ولدِه ، وهو موسى بن عمران بن يهصور بن فاهث بن أفرائيم بن لاوي .

ورُوي في الخبر : ( أنَّ يَعقُوبَ لَيلَةَ صَارَ الَى يُوسُف ، قَالَ : يَا بُنَيَ ، مَا فَعَلَ بِكَ إخوَتُكَ ؟ قَالَ : اعفِنِي عَن ذَلَكَ ، قَالَ : فَأخبِرنِي بِبَعضِهِ .

قَالَ : يَا أبِي ، لمَّا أدنَونِي مِنَ الجُبِّ ، قَالُوا إنزَع القّمِيصَ ، فَقُلتُ : يَا أُخوَتِي ، اتقُوا اللهَ ، وَلَا تُجَرِدُونِي ، فَسَلُّوا عَن السِّكِين وَقالُوا : لَئِن لَم تَنزعهُ نَذبَحكَ ، فَنَزَعتُه ، وَألقَونِي فِي الجُبِّ عُريَانَاً .

قَالَ : فَشَهِقَ يعقوب شَهقَةً أُغمُيَ عَلَيهَ ، فَلَمَّا أفَاقَ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ ، حَدِّثنِي ؟ قَالَ : يَا أبَه ، اسألُكَ بِإلهِ إبرَاهِيمَ وَإسحَاقَ ، إلَّا مَا أعفَيتَنِي ، فَاعفَاهُ ([66]) .

وَلمَّا مَاتَ العَزِيزُ ، وَمَلَكَ يُوسُف ، فَقرَت امرَأةُ العَزِيزَ وَاحتَاجَت، فَقَالُوا لهَا : لَو وَقَفتِ لِلعَزِيزِ ، وَقَد كَانَ يُوسَف سُمِّيَ العَزيز ، فَتَعَرَّضَتِ إلَيه لِيَتَفَضَّلَ عَلَيك ؟ قَالَت : أستَحِي مِنهُ لمِا فَعَلتُ ، فَلَم يَزَالُوا بِهَا حتَّى قَعَدَت لَهُ .

فَأقبَلَ يُوسَف فِي مَوكِبِهِ ، فَقَامَت ، وَقَالَت : سُبحَانَ مَن جَعَلَ الُملوكَ بِالَمعصِيَّةِ عَبِيدَاً ، وَجَعَلَ العَبِيدَ بِالطَّاعَةِ مُلُوكَاً [ 110 ] .

فَوَقَفَ لهَا يُوسُف ، وَقَالَ : أنتِ هَاتكَ ؟ قَالَت : نَعَم ، فَأمَرَ بِهَا ، فَحُولِّت الَى مَنزِلِهِ ، وَكَانَت مِن أحوَرِ النَّاسِ ، فَقَالَ لهَا يُوسُف : ألَستِ الَّذي ([67]) فَعَلتِ بِي كَذَا وَكَذَا؟.

فَقَالَت : يَا نَبِيَّ الله ، لَا تَلُمنِي ، فَإنِّي بُلِيتُ بِثَلَاثٍ ، لَم يُبلَ بِهَا أحدٌ ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَت : بُلِيتُ بِحُبِّكَ ، وَلَم يَخلُق الله لَكَ فِي الدُّنيَا نَظِيراً ، وَبُلِيتُ بِأنَّهُ لَم يَكُن في مِصرَ امرَأةٌ أجمَلَ مِنِّي ، وَلَا أكثَرَ مَالاً مِنِّي ، وَبُلِيتُ بِزَوجٍ عَنِين ، فَقَالَ لهَا : مَا حَاجَتُكِ ؟ قَالَت : إِسألُ اللهَ أن يَرُدَّ عَلَيَّ شَبَابِي، فَسَألَ الله ، فَرَدَّهُ عَلَيهَا ، فَتَزَوَّجَهَا وَهيَ بِكرٌ ) ([68]) .

قوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }([69]) .

الشِّركُ على وُجُوهٍ : شِركُ عِبَادَةٍ ، وَشِركُ طَاعَةٍ ، وَشِركُ رِيَاءٍ ، فالأوّل ، كقول عيسى : { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ }([70]) .

والثَّاني : كقوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }([71]) معناه : أن يُؤمنوا باللهِ ، ويُطيعون ([72]) أعداءه .

والثَّالث : كقوله : {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }([73]) أي : لا يَعبُدُ الله رِياءً للنَّاس ، فَيُشرَكَ بعبادته .

 


[1]  يوسف : 4 .

[2]  تفسير القمي : 1/399 عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفيه تسع سنين .

[3]  يوسف : 5 .

[4]  طه : 64 .   

[5]  يوسف : 76 .   

[6]  يوسف : 8 .   

[7]  يوسف : 11 .   

[8]  تفسير القمي : 340 عن الإمام الصادق (عليه السلام) .   

[9]  يوسف : 11 .   

[10]  تفسير القمي : 341 عن الإمام الصادق (عليه السلام) .   

[11]  يوسف : 18 .   

[12]  تفسير القمي : 1/342 عن الإمام الصادق(عليه السلام)  .

[13]  يوسف : 20 .   

[14]  تفسير القمي : 1/341 عن الإمام الصادق والرضا (عليه السلام)  .

[15]  يوسف : 20 .   

[16]  تفسير القمي : 1/342 عن الإمام الصادق(عليه السلام)  .

[17]  يوسف : 24 .   

[18]  دلت الأدلة العقلية التي لا يتطرق لها الاحتمال والمجاز على أنه لا يجوز أن يفعل القبيح ولا يعزم عليه ، فأما الشاهد من القرآن الكريم على أنه ما همَّ بالفاحشة ، فقوله سبحانه :  { كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء }يوسف : 24 ، وقوله : { ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ }يوسف : 52 ، والعزم على الفاحشة من أكبر السوء .

ظ : مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/387 .

[19]  يوسف : 24 .   

[20]  يوسف : 26 .   

[21]  تفسير القمي : 1/342 عن الإمام الصادق(عليه السلام)  .

[22]  يوسف : 23 .   

[23]  تفسير القمي : 1/343 عن الامام الصادق (عليه السلام) .   

[24]  يوسف : 33 .

[25]  يوسف : 33 .

[26]  تفسير القمي : 1/344 عن الامام الصادق (عليه السلام) بتفاوت .   

[27]  يوسف : 49 .

[28]  تفسير القمي : 1/346 بتفاوت بسيط .

[29]  يوسف : 55 .

[30]  الكناديح : كلمة فارسية مفردها ( كندو ) وتعني : الجرة الفخارية الكبيرة ، يوضع فيها أغلال القمح ، والأنابير : أيضاً فارسية ، مفردها ( أنبار ) وتعني : مخزن الغلَات ، فرهنك فارسي : 479 ، 76 .

[31]  هكذا في الأصل ، والصحيح : ( جاءت ) .

[32]  تفسير القمي : 1/347 عن الإمام الصادق (عليه السلام) بتفاوت .

[33]  يوسف : 67 .

[34]  هكذا في الأصل ، والصحيح : ( النَضرة ) .

[35]  يوسف : 72 .

[36]  تفسير القمي : 1/348 .

[37]  يوسف : 76 .

[38]  يوسف : 76 .

[39]  تفسير القمي : 1/349 ، الكافي ، الكليني : 2/341 ح 17 .

[40]  يوسف : 77 .

[41]  يوسف : 77 .

[42]  يوسف : 79 .

[43]  تفسير القمي : 1/349.

[44]  يوسف : 84 .

[45]  تفسير القمي : 1/350 .

[46]  يوسف : 84 .

[47]  تفسير القمي : 1/350 ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/444 .

[48]  يوسف : 85 .

[49]  الحرض : الذي أذابه الحزن ، أو قارب على الهلاك ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( حرض ) 3/126 .

[50]  هكذا في الأصل ، والصحيح : ( بحياة ) .

[51]  يوسف : 86 .

[52]  تفسير القمي : 1/350  عن الإمام الباقر (عليه السلام) بتفاوت ..

[53]  يوسف : 87 .

[54]  رويت بهذا المضمون روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت b تدل على أن المذبوح هو إسماعيل (عليه السلام) وليس إسحاق (عليه السلام) ويعضد ذلك قوله تعالى بعد قصة الذبح : {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ}الصافات : 112 .

ومن قال : أنه بشر بنبوة إسحاق فقد ترك الظاهر ، ولأنه قال في موضع آخر :{ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ }هود : 71 ، فبشره باسحاق وبأنه سيولد له يعقوب ، فكيف يبشره بذرية إسحاق ثم يأمره بذبح إسحاق مع ذلك .

وقد صح عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنه قال : ( أنا ابن الذبيحين ) ولا خلاف أنه من ولد إسماعيل والذبيح الآخر عبد الله أبوه .

ظ : مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 8/322 .

[55]  وهو قوله تعالى : { قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ }يوسف : 89 .

[56]  وهو قوله تعالى : { قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ }مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/450 عن الإمام الصادق (عليه السلام) بتفاوت .

[57]  يوسف : 94.

[58]  وهو قوله تعالى : {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ}يوسف : 89 ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 6/192 .

[59]  يوسف : 98.

[60]  الكافي ، الكليني : 2/477 ح 6 عن الامام الصادق (عليه السلام) .

[61] آل عمران : 17 .

[62] وهو قوله تعالى : { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ }يوسف : 4 .

[63] تفسير القمي : 1/356 بتفاوت .

[64] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( هذه ) .

[65] مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 5/456 عن الامام الصادق (عليه السلام) بتفاوت .

[66] تفسير القمي : 1/357 .

[67] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( التي ) .

[68] تفسير القمي : 1/357 بتفاوت .

[69] يوسف : 106 .

[70] المائدة : 72 .

[71] يوسف : 106 .

[72] هكذا في الأصل ن والصحيح : ( ويطيعوا ) .

[73] الكهف : 110 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .