أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-06-2015
2472
التاريخ: 12-10-2014
3778
التاريخ: 2023-04-15
1733
التاريخ: 2024-06-10
623
|
التجارة المعنوية في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)
-عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ... مسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله. اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة» (1).
إشارة: هذا الكلام قاله أمير المؤمنين (عليه السلام) " رداً على رجل كان يذم الدنيا. فالدنيا التي ترينا بكل صدق ووضوح مجيء الملك وزواله، والسلامة والآلام، والطهارة والقذارة، والولادة والموت، ولا تكتم عنا أياً من الحوادث المرة، هي دار صدق.
-وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام... واختار من خلقه سماعاً أجابوا إليه دعوته، وصدقوا كلمته.. يحرزون الأرباح في متجر عبادته، ويتبادرون عنده موعد مغفرته»(2).
إشارة: على الرغم من أن كل عبادة هي تجارة مع الله بحسب حدودها ومستواها، إلا ان لكل منها ميزة سنتحدث عنها في الوقت المناسب. فمناسك الحج، التي من أركانها المهمة الطواف حول البيت العتيق، الحر، الطاهر، المطهر، هي تجارة مربحة ثمرتها الانعتاق من مساوئ الذنب والتطهر من لوث المعصية وروثها. لذا فإن لها - من هذه الناحية - سهماً وافراً في إحراز الربح التجاري.
- «صبروا أياماً قصيرة أعقبتهم راحة طويلة، تجارة مربحة يسرها لهم ربهم»(3).
- (ولبئس المتجر أن ترى الدنيا لنفسك ثمناً، ومما لك عند الله عوضاً)(4).
-(واعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة... ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلغ والمتجر الرابح)(5).
-«ورهينة الأيام، ورمية المصائب، وعبد الدنيا، وتاجر الغرور»(6) .
-«من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر» (7).
إشارة إن من يغفل عن نفسه. فإن الشيطان لا يغفل عنه. إذن يتعين على المرء أن يكون محاسباً لنفسه، وأن ينتفع من رأس ماله على أحسن وجه.
-«ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب»(8).
-«وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار»(9).
إشارة: في طريق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الشام، التقى بجماعة من أهالي مدينة «الأنبار"، فترجلوا له واشتدوا بين يديه، فقال: «ما هذا الذي صنعتموه؟» فقالوا: خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: (والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار).
-(الدنيا دار ممر لا دار مقر والناس فيها رجلان: رجل باع فيها نفسه فأوبقها، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها)(10).
إشارة: في ممر الدنيا يبيع بعض الناس أنفسهم فيهلكون، ويشتري البعض الآخر أنفسهم فيعتقون. المراد من بيع النفس في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) هو بيعها للشيطان، الأمر الذي يجعل البائع، بعد هذه المعاملة، عبدا مملوكا للشيطان. اما المراد من شراء النفس وإعتاقها فهو أن الإنسان، ومن خلال إيمانه وعمله الصالح، يوقع سند حريته وعتقه.
من وجهة النظر الفقهية، فإن الإنسان لا يمتلك نفسه. إذن، بمجرد أن الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) الذين يسعون إلى تحرير الإنسان من قيود أي رق أو عبودية لغير الله، من خلال تعليمه معارف من قبيل: «عبد الشهوة أذل من عبد الرق»(11)، وتبيتن تعاليم مثل:« ولا تكن عبد غيرك، وقد جعلك الله حرا)(12)، هم في الحقيقة موال للإنسان: ذلك لأن (مولاك هو من يحررك)(13) ، وإن أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما يتحدث عن إحسانه إلى الناس ويقول لهم: إنه قد حررهم من قيود كل ذل، وحلقات سلسلة كل عبودية وظلم وذلك قوله: «ولقد أحسنت جواركم، وأحطت بجهدي من ورائكم، وأعتقتكم من .... الذل وحلق الضيم)(14)، فهو لا يتحدث عن إصلاح الوضع المالي للناس .... فاهيتهم؛ لأنه إن لم يكن الكفار سباقين للمسلمين في هذه الأمور ....... فإنهم على الأقل في مستواهم، بل إنه يقول: لأنني قد أعتقتكم من ....... دية الشيطان الظاهري والباطني، فإن لي حق المولوية عليكم.
استناداً إلى هذا الكلام تتوضح كيفية حصول المجتمعات البشرية على الحرية، كما يتضح الفارق بين الحرية والانفلات؛ ذلك ان الإنسان الحر هو تحت ولاية الله، أما الناس المنفلتون فهم تحت ولاية الشيطان، وبين هاتين الولايتين فوارق جمة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1.نهج البلاغة، الحكمة 131.
2. نهج البلاغة، الخطبة 1، المقطع 50 - 52.
3. نهج البلاغة، الخطبة 193.
4. نهج البلاغة، الخطبة 32.
5. نهج البلاغة، الرسالة 27.
6. نهج البلاغة، الرسالة 31.
7. نهج البلاغة، الحكمة 208.
8. نهج البلاغة، الحكمة 113 .
9. نهج البلاغة، الحكمة 37.
10.نهج البلاغة، الحكمة 133.
11. شرح غرر الحكم، ج 4، (صلى الله عليه واله وسلم)352.
12. نهج البلاغة، الرسالة 31 المقطع87 ؛ وبحار الأنوار، ج 10،ص39.
13. وان «مثنوي معنوي» للشاعر الإيراني جلال الدين مولوي، ص1082، الدفتر .ذس، رقم بيت الشعر 4540، في إشارة إلى شطر بيت يقول: «كيست مولا آن كه دت كند» (وهو باللغة الفارسية).
14. نهج البلاغة، الخطبة 159.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|