المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

شَغْرة حارّة hot hole
6-3-2020
مقتضى التحقيق عدم تواتر القراءات‏
30-04-2015
تقييم قرارات الاستثمار (طريقة معدل العائد الداخلي Internal rate of return (IRR))
2023-02-06
غشاوة الذنوب
9-11-2014
احجار مؤسسة النسبية
2023-06-25
Polynomial Order
13-2-2019


الإمام علي منجز عدة رسول الله (عليهما السلام)  
  
1467   07:12 مساءً   التاريخ: 2023-10-06
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص142-143
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2016 3782
التاريخ: 2-5-2016 3728
التاريخ: 29-01-2015 3396
التاريخ: 15-2-2018 2678

روى الخوارزمي باسناده عن أنس ، عن سلمان قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " عليّ بن أبي طالب ينجز عداتي ويقضي ديني "[1].

وباسناده عن حبشي بن جنادة قال : " كنت جالساً عند أبي بكر الصّديق فقال : من كانت له عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عدة فليقم ، فقام رجل فقال : يا خليفة رسول الله ، إنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم وعدني ثلاث حثيات من تمر فأحثها لي ، فقال : ارسلوا إلى علي ، فجاء ، فقال له : يا أبا الحسن ، إنّ هذا يزعم إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وعده إنّ يحثي له ثلاث حثيات من تمر فأحثها له ، فلمّا حثاها له ، قال له أبو بكر : عدّوها فعدّوها ، فوجدوها في كلّ حثية ستّين تمرة لا تزيد واحدة على الأخرى ، فقال أبو بكر الصديق : صدق الله ورسوله ، قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلة الهجرة - ونحن خارجون من الغار نريد المدينة - يا أبا بكر ، كفّي وكفّ علّي في العدد سواء "[2].

وروى الوصابي باسناده عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلّي بن أبي طالب : " ألا رضيتك يا علّي ، أنت أخي ووزيري ، تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمّتي ، فمن أحبّك في حياة منّي فقد قضى نحبه ، ومن أحبّك في حياة منك بعدي ختم الله له بالأمن والايمان ، ومن أحبّك بعدي وبعدك ولم يرك ختم الله له بالأمن والايمان وآمنه من الفزع الأكبر ، ومن مات وهو يبغضك يا علّي ، مات ميتة جاهلية ليحاسبه الله ما عمل في الإسلام "[3].

أقول : كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يأمر بالوفاء وينهى عن خلف الوعد ، وكان يفي بما يعد ، وعندما أراد الهجرة من مكّة أمر عليّاً بانجاز عداته وقد ولّى علّياً في ردّ الودائع لما هاجر إلى المدينة ، واستخلفه في أهله وماله ، فأمره أن يؤدّي عنه كلّ دين وكلّ وديعة ، وأوصى إليه بقضاء ديونه . . . لأنّه صلّى الله عليه وآله كان أميناً ، فلما أدّاها قام على الكعبة فنادى بصوت رفيع : يا أيّها النّاس هل من صاحب أمانة ؟ هل من صاحب وصيّة ؟ هل من له عدة قبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ فلما لم يأت أحد لحق بالنّبي ، وكان ذلك دلالة على خلافته وإمامته وشجاعته .

 

[1] المناقب الفصل السّادس ، ص 27 .

[2] المصدر ، الفصل التّاسع عشر ص 210 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 ص 50 .

[3] أسنى المطالب ، الباب الثّالث ، الحديث 10 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.