أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-4-2022
1230
التاريخ: 2024-08-26
343
التاريخ: 24-11-2014
5224
التاريخ: 2-10-2014
4802
|
الرياء شرك
- إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)سئل: فيما النجاة غدا؟ فقال: «إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الإيمان، ونفسه يخدع لو يشعر". فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: «يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الله واجتنبوا الرياء فإنه شرك بالله»(1).
إشارة: للرياء والنفاق كما للكفر والشرك والإلحاد علل وأسباب سيتم الإشارة إليها في إطار ما يناسب من تفسير الآيات المختلفة. إن من العلل المستورة والخفية للنفاق ونظائره هي أن الإنسان الغافل والجاهل لا يعلم أن لله تعالى خبير بكل أعمال جوانحه وجوارحه، وأن تدير جميع أمور الكون هي - بواسطة أو من دون واسطة -بمشيئته وقدرته عز وجل: {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ } [فصلت: 22] . لذا فإن مثل هذا الإنسان الغافل الجاهل يعتمد على غير الله. فلو كان الله تعالى غير خبير ببعض الأمور، فهو قهرا لن يبادر أيضاً إلى إدارتها وتدبيرها.
أما السر في عدم شعور المنافق المرائي برجوع خدعته عليه، فهو أن خداعه ومكره معلومان ومشهودان لله عز وجل، ومن هنا فقبل أن يصيب مكره أو خداعه شيئاً أو أحداً فإن الله قادر على أن يجعل في عين هذا المكر والخديعة مضرة للمنافق نفسه. وبإمكان الآية الشريفة {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] أن توضح بعض المباحث المشار إليها. فكما أن الجهل بعلم ألله المطلق، والذهول عن حضوره المحيط بالباطن والظاهر من شانهما ان يمهدا للنفاق والرياء وما شابههما، فإن الغفلة عن القدرة الإلهية المطلقة، والجهل بعدم محدودية اقتدار الله عز وجل من شانهما ان يهيئا أسباب الاستكبار عند الإنسان أيضاً: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 15].
وفي الحقيقة فإن منشأ كل خطيئة هو تسلط الهوى على العقل، وهذا إما أن يكون سببا لجهل المرء بالعلم المطلق لله سبحانه، أو وسيلة لغفلته عن السلطة غير المحدودة له تعالى. كما من الممكن أيضا أن يكون العلم المطلق والقدرة المطلقة لله أمرين معلومين لدى الإنسان، إلا أن سلطة هواه على عقله لا تدع لهذا العلم تأثيراً فيه بحيث يمنعه من ارتكاب الإثم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1. الأمالي للصدوق، ص466؛ وبحار الانوار، ج69، ص259.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|