المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22
Lexical Phonology and its predecessor
2024-11-22

Falling Chain
28-7-2016
صـناعـة القـرار Decision Making
30-10-2021
ما هي واضعات العذارى Pupipara؟
13-4-2021
خصائص دعوى القضاء الكامل
2024-04-13
علاقـة المـعلومـات بمـفهـوم كـفاءة السـوق
30/11/2022
يحيى بن محمد بن علي القمي النقيب.
15-2-2018


المديح  
  
2109   04:03 مساءاً   التاريخ: 23-03-2015
المؤلف : د. صاحب خليل إبراهيم
الكتاب أو المصدر : الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام
الجزء والصفحة : ص85-89
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 26824
التاريخ: 23-03-2015 4775
التاريخ: 22-03-2015 2822
التاريخ: 22-03-2015 1694

المديح حلقة من حلقات الأغراض الشعرية، ووعاء يصب فيه الشاعر خلجاته، ونوازعه الذاتية والجماعية، على وفق مايتطلبه الموقف الآلي بما يمليه على الشعراء الأنموذج الأفضل الذي يستحق المدح والثناء والحمد لعظيم فعاله، وبما يستوجبه استدرار الشاعر لملكته وإبداعه للتصرف في تقريب العلاقات، وإدامة الصلة، وتعميق صفة الوفاء والولاء، مقترناً بالفخر بالرغم من أن أغلبه لغايات إنسانية نبيلة.

بيد أن المدح لايخلو من نزعة شخصية، ومنفعة خاصة، فضلاً عن العاطفة الذاتية.

وتعدد ألفاظ المديح، حيث ترد عند الشعراء بلفظ: المدح، والثناء، والشكر، والحمد، والتمجيد، والتحية وكلها تدور حول معنى واحد.

وقد آثرنا تقسيم المديح على وفق تعدد الألفاظ التي أوردها الشعراء، وقد تضمنت كلها صوراً سمعية، عبر تشكيلات مختلفة بما يوجبه الموقف إزاء الممدوح، لما تمتلكه تلك الألفاظ من أصوات مختلفة تدخل في نسيج الصورة السمعية.

وقد ورد المدح بلفظه بتصريفاته المختلفة(1) وقد شكل بعض الشعراء الصورة السمعية من ألفاظ المدح والقول والسماع، فضلاً عن الجرس الداخلي لها:

 

لَعَمري لنعمَ الحيُّ إن كنتَ مادحاً ... هُمُ الأزد إن القول بالصدق شايع

كرامٌ مساعيهم جسامٌ سماعُهم ... إذا ألغتِ الناس الأمورُ الشرايعُ

يُشرّفُ أقواماً سوانا ثيابُنا ... وتبقى لهم أنْ يلبسوها سمايعُ(2)

ومنهم من يستخدم ألفاظ التبليغ بالمدح لجهة الممدوح(3) ومنهم من مدح النطق غير المتعجل، حيث النطق بالمعروف، ومخفوض الحديث، والبعد عن الفحشاء، ووصفه بالبلاغة(4) فضلاً عن الإشادة ببقاء المنطق وصلاحه(5).

ومن الألفاظ التي استخدمها الشعراء في موضوعة المدح: (الثناء) بمعنى المدح، وإظهار الطاف الممدوح على رؤوس الإشهاد، بترديدها(6).

ولم يكتف الشاعر بذكرها، إنما يسوق لفظة أخرى (تسمع) إمعاناً منه في توكيد السماع:

هذا الثناء فإنْ تَسمعْ به حَسَناً ... فلمْ أعرض أبيتَ اللَّعْنَ بالصَّفَدِ(7)

وقد ترد ألفاظ: الثناء، والمدح، والثواب، والقول بيت واحد، أوفي عدة أبيات عند بعض الشعراء(8).

وقد تجمع ألفاظ سمعية مثل: الثناء، والقول، والتحية في بيت شعري واحد أيضاً(9).

ومن خلال ذلك تتشكل لنا صور سمعية عبر أصوات الألفاظ ووقعها في الأداء الشعري.

ومن ألفاظ المديح التي استخدمها الشعراء (الحمد) بمعنى الثناء (10) وقد صوّر لنا أحد الشعراء صورة سمعية فضلاً عن المدركات الحسية الأخرى عبر المعطيات الخارجية لبيئته الطبيعية، والاجتماعية، والسياسية، في إطفاء نار قومه، وإضرام النيران في العدوّ، ولم ينس التأثيرات النفسية في الانتصار على الأعداء، وقد أفاد من المعطيات الداخلية في تصور الأشياء عبر الذهن التي تستدعيها الحواس، والقدرة على صياغتها شعرياً ببراعة، فكان أنْ صوّر لنا الموقف يتصاعد في أفقه (الحمد) في تجانس (حمدت- خمدت)، وإبراز حالة الانتصار، ودحر العدوان من خلال التضاد بين (خمدت- شبّت) حيث قال:

 

إنّي حَمِدْتُ بني شيبانَ إذْ خَمدتْ ... نيرانُ قومي وفيهم شَبَّت النارُ(11)

وفي إطار المديح تتخذ الصورة السمعية طريقها عبر ألفاظ المديح التي منها (الشكر) مما يوجبه فعل الجميل وقوله، ولابد مِنْ أن يرتفع به صوت الشاعر ليجازي ممدوحه على صنيعه(12).

على أن المديح يتخذ نهجاً إيحائياً "يحمل دلالات عميقة تؤدي إلى إقرار المعنى والتسليم به"(13).

 

قد جعلَ المبتغونَ الخيرَ في هَرمٍ ... والسائلونَ إلى أبوابهِ طُرُقا(14)

 

أو كما قال:

 

تَراهُ إذا ما جئته مُتَهَلّلاً ... كأنكَ تُعطيهِ الذي أنتَ سائِلهُ(15)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المثقب العبدي: ق ب/6/16، دريد بن الصمة: ق12/42.

(2) عبيد بن عبد العزى السلامي، قصائد جاهلية نادرة: 123-124.

(3) حاتم الطائي: 30، عروة بن الورد: ب1/68، زهير بن أبي سلمى: ق1/25/17، ق 8/1/97،، ق38/9/248، الأعشى: ق2/33/19، مقاس العائدي: المفضلي: 84/ب1.

(4) امرؤ القيس: ق73/5/296، الأسود بن يعفر: ق13/27-28/30، عبيد بن العرندس الكلابي، الحماسة البصرية: 1/151، زهير بن أبي سلمى: ق3/38/59، ق4/32/77، ق12/149.

(5) الربيع بن ضبيع الفزاري، دراسات في الأدب الجاهلي: جـ2 ق8/231، كعب بن سعد الغنوي، شعراء النصرانية قبل الإسلام: 747، 750. عمرو بن شأس: ق23/2/92، الخنساء: 263، حسان بن ثابت: 35، 53.

(6) الحارث بن حلزة: ق5/2/19، الأسود بن يعفر: ق23/1/35، النابغة الذبياني: 112، 142، 211، زهير بن أبي سلمى: ق10/20/121، ق22/2/203، ق43/18/262، أوس بن حجر: ق12/6/27، الطفيل الغنوي: ق6/17/66، عنترة: ق1/41/205، الحصين بن الحمام المري: 108، الأعشى: ق11/22/91، ق73/42/223/، أمية بن أبي الصلت: ق1/6/53، ق113/3/287، الحطيئة: ق83/1/302.

(7) النابغة الذبياني: 88، الصفد: العطاء.

(8) سلامة بن جندل: ق7/3-4/205، زهير بن أبي سلمى: ق22/2/302، ق44/11/265، أوس بن حجر: ق12/6/27، أمية بن أبي الصلت: ق:113/3/287، الأعشى: ق33/39، 42/223، ربيعة بن مقروم. الضبي: ق8/14/20، زيد الخيل: ق38/9/78، الحطيئة: ق83/1/302.

(9) لبيد بن ربيعة: ق2/16/8، حسان بن ثابت: 72.

(10) بشر بن خازم: ق24/5/114، تأبط شراً: ق22/15/170، امرؤ القيس: ق59/19/64، عبيد بن الأبرص: ق3/8/4، ق19/13/54، طرفة بن العبد: 92، حاتم الطائي: 14، 44، المرقش الأصغر: ق2/357، عدي بن زيد: ق6/19/52، النابغة الذبياني: 93، 176، السليك: ق23/65، زهير بن أبي سلمى: ق10/10/118، ق50/9/280، أوس بن حجر: ق12/6/27، قيس بن الخطيم: ق2/9/61، عنترة: 14/1/80، الحصين بن الحمام المري: 107، مالك بن حريم: ق12/173، أمية بن أبي الصلت: ق21/12/177، ق 46/1/220، ق12/1/302، الأعشى: ق7/9/65، ق11/31/91، ق17/21/137، ق33/39/223،/ ق36/22/239، أبو زيد الطائي: ق35/13/106، لبيد: ق8/3/46، ق26/15/177، الحطيئة: ق7/30/80.

(11) يزيد بن حمار السكوني: حماسة أبي بن أبي تمام: التبريزي: 1/108، وفي الهامش قبل اسمه عدي بن يزيد.

(12) بشر بن أبي خازم: ق9/1-7/41-42، امرؤ القيس: ق33/198، ق57/260، النابغة: 55-56، زهير بن أبي سلمى: ق3/37/59، محرز بن المعكبر الضبي: 196، عوف بن عطية، المفضلية: 94/ب6، دريد بن الصمة: ق37/1/90، أمية بن أبي الصلت: ق12/177، الخنساء: 121.

(13) شعر أوس بن حجر ورواته الجاهليين: 452.

(14) زهير بن أبي سلمى: ق4/23/76.

(15) زهير: ق3/35/75.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.