أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-11-2014
2501
التاريخ: 23-04-2015
2328
التاريخ: 6-11-2014
2717
التاريخ: 2023-12-11
1036
|
سعة التحدي
قال تعالى : {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 23].
لابد لسعة تحدي القرآن الكريم أن تكون موازية لنطاق دعوته، وبما أن نطاق دعوة القرآن يستوعب جميع البشر على مدى التاريخ، فإن ميدان تحديه هو ميدان عام ودائمي كذلك. فمثلما أن دعوة القرآن لم تكن محصورة بصدر الإسلام ولا بالقومية العربية ، فإن تحديه أيضاً لا يقتصر على عصر النبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم)ولا على المتحدثين باللغة العربية. لذلك يقول عز من قائل: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].
بناء على ما مر، فليس محور التحدي الذي طرحه الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)هو فصاحة القرآن وبلاغته فحسب؛ إذ من غير المستساغ أن يتم تحدي من لا يفهم اللغة العربية، ولا يجيد النطق بها بالفصاحة والبلاغة. من هنا فمن أجل تبيين التحدي القرآني يتعين علينا القول: لقد عرض القرآن من العلوم، سواء في حقل العلوم العقلية أو في ميدان العلوم النقلية، مستوى يفوق ما يمكن أن يعرضه أي امرئ مهما بلغ من العلم؛ كما أنه من الممكن أن يطرح التحدي بحامل القرآن إلى جانب التحدي بالقرآن نفسه.
من المحتمل ان يكون العنصر المحوري للتحدي في الآية مورد البحث هو الفصاحة والبلاغة والذرابة بمعية التحدي بالرسول الذي أتى به، وإن مدعي مناهضة القرآن كانوا أيضاً يفهمون من هذا البيان تحدياً في العلوم الأدبية، ولما كان للناس سهم في ركن من الأركان الثلاثة للفصاحة والبلاغة - أي إنهم يعلمون فقط لأي غرض وضعت تلك الألفاظ، لكنهم لا يحيطون علماً بتلكم المعاني الراقية، ولا بكيفية التعبير عن المعاني الراقية باستخدام الألفاظ الموضوعة السائغة للفهم - فإن من الممكن أن تكون المواد الخام والثروات الأولية (أي الألفاظ الدالة على المعاني) هي من صنع البشر أنفسهم، لكنهم - في الوقت ذاته - يفتقدون القدرة على صياغة كلام فصيح وبليغ كالقرآن الكريم. وتأسيساً على ذلك فالقول بأن الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم هو من باب «الصرف» وليس على أرضية خصوصيات الآيات والسور ذاتها (أي إن الإتيان بمثل القرآن ممكن ومقدر عليه، وكل ما في الأمر هو أن الله يصرف المنكرين عن الإتيان بمثله ويمنعهم)، هو كلام ناقص وغير تام. فالقرآن - حقيقة - ليس له مثل عادي كي يرغبوا أساساً بالإتيان بمثله، وإن الأمر بالإتيان بمثله هو أمر تعجيزي.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|