أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06
1157
التاريخ: 2023-06-27
1884
التاريخ: 2023-07-13
1173
التاريخ: 2023-06-04
1121
|
تجددت العلاقات العدائية بين الصفويين والعثمانيين في عهد الشاه صفي (1629-1642)، وتركز الصراع بينهما على بغداد وارمينيا، فقد استغل السلطان مراد الرابع وفاة الشاه القوي عباس الكبير وصغر سن خليفته، فنهض لاستعادة بغداد من الصفويين، فارسل الصدر الاعظم خسرو باشا على رأس حملة كبيرة في محاولة ثانية لاستعادة بغداد، فبدأ خسرو باشا زحفه من اسكودار في ايار 1629 بعد أن اناب في الصدارة رجب باشا، وسلك طريق اق شهر وقونية ثم حلب، وعند وصوله إلى بيره جك امر بنقل المعدات والتجهيزات إلى الفلوجة ثم واصل زحفه ووقف قليلا عند ديار بكر حيث انضم إلى حملته بعض البيكات من الاكراد ووصل الموصل في 17 كانون الأول 1629م، حيث كانت المدافع الضخمة التي ارسلت عن طريق قوج حصار ونصيبين في انتظاره. وقد عقد الصدر الاعظم في الموصل اجتماعا حربيا، وبعد مناقشات طويلة استقر رايه التوجه أولاً نحو شهرزور بسبب رداءة الطريق نتيجة كثرة هطول الامطار، واحتمال قيام امراء اردلان بالهجوم على مؤخرة الجيش في حالة التوجه المباشر نحو بغداد، ومن ثم من اجل اتخاذ شهرزور قاعدة عسكرية تحمي ظهر الجيش الزاحف نحو بغداد. ولم يصادف خسرو باشا في اثناء زحفه نحو شهرزور اية صعوبات تذكر، بل قدم كثير من امراء الاكراد، وكذلك بعض امراء اردلان المنشقين عن احمد خان حاكم ،اردلان طاعتهم له اذ ان تسعا وثلاثين قرية كردية قدمت الطاعة إلى الصدر الأعظم، وساعدت ظروف اخرى خسرو باشا في السيطرة على شهرزور هي تورط الشاه صفي مع المغول في الحدود الشرقية من بلاده. امر الصدر الاعظم خسروا باشا بتجديد بناء قلعة (كلعنبر) واستغرق العمل في تجديدها قرابة شهرين وقد تحمل الجيش العثماني الكثير من الصعاب من جراء العمل المتواصل. لقد رأى خسرو باشا ان استعادة العراق لا تتم الا إذا عزل عن إيران، ولا يتحقق ذلك الا بالسيطرة على اذربيجان، لذلك اجتاز الاراضي الكردية ودخل الاراضي الايرانية ووصل الى اذربيجان. وعندما علم الشاه صفي بتوغل خسرو باشا داخل الاراضي الايرانية، ارسل قوة عسكرية مؤلفة من خمس واربعين الف مقاتل بقيادة زينل خان للتصدي له، ووقف زحفه، وخرج بنفسه على رأس قوة عسكرية اخرى باتجاه، بغداد، وتصدى زينل خان للقوات العثمانية عند قلعة مريفان / مهربان في 5 ايار 1630 الا انه تعرض للهزيمة ودفع حياته ثمنا لذلك. فتحت معركة مريفان الطريق الى همدان امام القوات العثمانية، فتقدم خسرو باشا الى همدان وفتحها في 9 حزيران، وواصل تقدمه باتجاه قزوين وهناك تصدى له حسين خان حاكم لورستان عند در كزين على طريق -همدان-قزوين الا انه انهزم امامه، وعندما علم الشاه صفي بنتيجة المعركة لاذ بالفرار الى الداخل الايراني. وقيل ان خسرو باشا أرسل رسالة إلى الشاه يباركه بتقلده منصبه الجديد ويعزيه بوفاة جده الشاه عباس ويدعوه للصلح. وبفعل هذا الاندفاع استعاد العثمانيون إيران الغربية، أي كرمنشاه وكردستان ولورستان وخوزستان، كما استعادوا في الوقت نفسه جنوبي العراق عندما هاجم مصطفى باشا حاكم طرابلس الشام الحلة وكربلاء والنجف والكوفة وانتزعها من ايدي الصفويين. وفي در كزين وصل كتاب السلطان مراد الرابع الى خسرو باشا يأمره بالتوجه الى بغداد فاضطر إلى ترك الاراضي الايرانية، واثناء عودته التقى بحملة صفوية بقيادة موراوي خان اصطدم بها وتغلب عليها واحرق مدينة نهاوند، ثم اندفع نحو بغداد فمر بحلوان ودرتنك ثم قصر شيرين وبغداد حيث وصلها في 16 ايلول 1630م، وعد وصوله بفترة وصلت مدافعه من الموصل، فنصب سبعة مدافع باتجاه باب الامام الاعظم، ووضع حامية في قلعة الطيور (قوشلر قلعة سي) لمنع وصول الامدادات إلى الحامية الايرانية من النجف وكربلاء والحلة. كما امر بنصب بعض المدافع في الجانب الغربي من نهر دجلة، واتخذت بعض القوات العثمانية امكانها في مناطق متفرقة من السور بحيث سدت المنافذ جميعها. ثم قام الجيش العثماني في 9 تشرين الثاني 1630م بهجوم عام واستطاع خلاله قسم من الجند اجتياز الخنادق والمتاريس، إلا أن شدة المقاومة الصفوية اجبرت الجيش العثماني على التراجع، بعد أن تكبد خسائر فادحة، وقد قتل في هذا الهجوم احد قادة الجيش العثماني هو كنج عثماني الذي اصيب برصاص في رجله، لذلك سادت موجة من الفوضى والاضطراب صفوف الانكشارية، وارتفعت الاصوات بين مطالب للرجوع ومعارض له حتى اضطر خسرو باشا إلى تنفيذ حكم الاعدام بحاكم اشقوردة اناؤود اسكندر الذي كان من اشد اعداء الصدر الاعظم والذي وقف بوجهه واسمعه كلمات نابية. من جانب اخر كان الشاه صفي في غضون ذلك قد خرج من صوب بغداد لمشاركة حاميتها في الدفاع عنها، وعندما علم خسرو باشا بقدومه رأى وهو وسط معارضة الإنكشارية ان من الافضل ان يفك الحصار عن المدينة ويعود ادراجه، وهذا ما حصل في 14 تشرين الثاني 1630م بعد أن استمر الحصار اربعين يوما، وقد سلك الطريق الجنوبي الى اسطنبول عبر حلب، وذلك لاستيلاء القوات الصفوية بقيادة توختة خان، على درنة ودرتنك وشهرزور. وقد وصل الشاه الى بغداد، ثم توجه الى وسط وجنوب العراق، لاستعادته من العثمانيين وكان خسرو باشا قبل انسحابه قد عين خليل باشا واليا على الحلة ومعه عشرة الاف جندي، ولكن الشاه صفي أرسل قوة مؤلفة من اربعين اف وفرض الحصار على الحلة التي قاومت لمدة ثلاثة أشهر انتهت بسقوط المدينة بيد الصفويين، ثم عاد الشاه صفي الى اصفهان، وهناك مسببات عديدة يمكن ان تبرز من اجل ان تعليل الفشل العثماني في استعادة بغداد وهي:
1. ان خسرو باشا قد اضاع كثيرا من وقته في تجديد قلعة كلعنبر، الى درجة دفعت البعض الى القول ان هدف الحملة هو تجديد القلعة، وليس فتح بغداد.
2. التكتيك الفني الذي لجأ اليه الصفويون الذين كانوا يبطلون الالغام التي يضعها الجيش العثماني وذلك بصب الماء عليها.
3. الانشقاق الذي حصل بين الإنكشارية مما اضطر خسرو باشا إلى التخلي عن الحصار.
يبدو أن هذه الاسباب مجتمعة عملت على فشل حملة خسرو باشا الذي عزل عن الصدارة بعد وصوله العاصمة، في 25 تشرين الثاني ،1631م فحل محله حافظ احمد باشا مجددا وكان عزله بمثابة الشرارة التي اشعلت فتنة الجند في الآستانة والاناضول وهي اطاحت براس الصدر الاعظم حافظ احمد باشا وكادت أن تؤدي إلى خلع السلطان مراد الرابع نفسه. يظهر أن هذا المشهد الدموي ، قد اثر في نفسية السلطان مراد الرابع فصمم على قطع دابر الفوضى، فبدأ أولاً بإيقاف جباية الاطفال المسيحيين الذين كانوا يجلبون صغارا، ويدخلون في مدارس خاصة يتعلمون فيها اللغة التركية وتعاليم الدين الإسلامي اضافة إلى التدريب العسكري الصارم ليكونوا مؤهلين للدخول في الجيش لانكشاري واستطاع بمساندة بعض الفرق الانكشارية التي اعلنت ولاءها للسلطان، أن يقضي على زعماء التمرد، إذ دعاهم إلى الاجتماع عند البسفور ودبر هناك مكيدة لهم، إذ ابيد كثير منهم، كما قام بإرسال الكثير منهم بمهمات عسكرية إلى انحاء متفرقة من الدولة حيث كان يوصي بالتخلص منهم وكما اصدر السلطان مجموعة من الاجراءات كانت تهدف وقف الانحلال الذي كان يسود صفوف الجيش الانكشاري، كما وزع الجواسيس في طول البلاد وعرضها، وكان هؤلاء يوافونه بتقارير يومية عن الأوضاع السياسية، بل كان يخرج احيانا بنفسه متنكرا لمراقبة الاوضاع العامة، كما وضع قادة الانكشارية تحت المراقبة. لقد نجح مراد الرابع بعد هذه الإجراءات في فرض سيطرته الكاملة على الدولة، لذا أشار المؤرخون عادة إلى سنة 1682م بانها بداية حكم السلطان مراد الرابع الفعلي، بعد أن تخلص من المشاكل الداخلية، وبدأ يحكم حكما يتسم بالصرامة والقسوة، فاستعادت الدولة العثمانية في عهده بعض هيبتها ونشاطها، في وقت كانت الدولة الصفوية قد اصبحت مسرحا للفوضى السياسية في عهد الشاه صفي الذي لم يكن بذلك الحاكم القدير الذي يستطيع أن يضع حدا للمعارضة الداخلية، فاضطر أن يقوم بسلسلة من الاعدامات في قادة الجيش الصفوي، فتدهورت الاوضاع في عهده إلى درجة كبيرة، وكان ذلك عاملا مساعدا للدولة العثمانية كي تتحرك من جديد لإنقاذ بغداد من السيطرة الصفوية.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|