أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-30
492
التاريخ: 2023-05-27
1468
التاريخ: 2023-07-17
1692
التاريخ: 2-08-2015
4172
|
إنّ قضية الإمام المهدي المنتظر الذي بشّر به الإسلام وبشّرت به الأديان من قبل ، قضية انسانية قبل أن تكون دينية أو إسلامية ؛ فإنها تعبير دقيق عن ضرورة تحقق الطموح الإنساني بشكله التام .
وقد تميّز مذهب أهل البيت ( عليهم السّلام ) بالاعتقاد بالإمامة محمّد بن الحسن المهدي ( عليه السّلام ) الذي ولد في سنة 255 ه ، واستلم زمام الأمر وتصدى لمسؤولياته القيادية سنة 260 ه وهو الآن حي يرزق يقوم بمهامّه الرسالية من خلال متابعته الأحداث فهو يعاصر التطورات ويرقب الظروف التي لا بد من تحققها كي يظهر إلى العالم الإنساني بعد أن تستنفذ الحضارات الجاهلية كل ما لديها من قدرات وطاقات ، وتتفتح البشرية بعقولها وقلوبها لتلقّي الهدي الإلهي من خلال قائد ربّاني قادر على قيادة العالم أجمع ، كما يريده اللّه له .
وهذا الإمام الثاني عشر هو من أهل البيت الذين نصّ الرسول الأعظم ( صلّى اللّه عليه وآله ) على إمامتهم وبشّر بهم وبمستقبلهم أمته . وقد تحقّقت ولادته في ظروف حرجة جدا لم تكن لتسمح بالإعلان العام عن ولادته ، ولكنّ أباه الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وعدّة من أهل بيته وأقربائه كحكيمة ونسيم وغيرهما قد شهدوا ولادته وأعلنوا فرحهم وسرورهم بذلك . وأطلع شيعته واتباعه على ولادته وحياته وأنه إمامهم الثاني عشر الذي بشّر به خاتم الرسل ( صلّى اللّه عليه وآله ) وتبعه نشاط الإمام المهدي ( عليه السّلام ) نفسه طيلة خمس سنوات من أجوبة المسائل والحضور في الأماكن الخاصة التي كان يؤمن فيها عليه من ملاحقة السلطة ، وبعد استشهاد أبيه ، أقام الأدلّة القاطعة على وجوده حتى استطاع أن يبدّد الشكوك حول ولادته ووجوده وإمامته ويمسك بزمام الأمور ويقوم بالمهام الكبرى وهو في مرحلة الغيبة الصغرى كل ذلك في خفاء من عيون الحكّام وعمّالهم .
واستمرّ بالقيام بمهامّه القيادية في مرحلة الغيبة الكبرى بعد تمهيد كاف لها وتعيينه لمجموعة الوظائف والمهام القيادية للعلماء باللّه ، الامناء على حلاله وحرامه ليكونوا نوّابه على طول خط الغيبة الكبرى وليقوموا بمهام المرجعية الدينية في كل الظروف التي ترافق هذه المرحلة حتى تتوفر له مقدّمات الظهور للإصلاح الشامل الذي وعد اللّه به الأمم .
لقد بدأت غيبته الكبرى سنة ( 329 ه ) ولا زالت هذه الغيبة مستمرة حتّى عصرنا هذا .
وقد مارس الإمام محمد بن الحسن المهدي ( عليه السّلام ) خلال مرحلة الغيبة الصغرى نشاطا مكثّفا وهو مستتر عن عامّة أتباعه لتثبيت موقعه كإمام مفترض الطاعة ، وأنه الذي ينبغي للأمة أن تنتظر خروجه وقيامه حين تتوفّر الظروف الملائمة لثورته العالمية الشاملة .
وقد واصل الإمام المهدي المنتظر ( عليه السّلام ) ارتباطه بأتباعه من خلال نوّابه الأربعة خلال مرحلة الغيبة الصغرى ، غير أنها انتهت قبل أن تكتشف السلطة محل تواجد الامام ونشاطه ، وانقطعت الأمة عن الارتباط بوكلائه عند اعلانه انتهاء الغيبة الصغرى ، وبقي يمارس مهامّه القيادية وينفع الأمة كما تنتفع بالشمس إذا ظللها السحاب .
وقد ترك الإمام المهدي المنتظر ( عليه السّلام ) للأمة الإسلامية خلال مرحلة الغيبة الصغرى ، تراثا غنيا لا يمكن التغافل عنه .
وهو لا يزال يمارس ما يمكنه من مهامه القيادية خلال مرحلة الغيبة الكبرى . وهو ينتظر مع سائر المنتظرين اليوم الذي يسمح له اللّه سبحانه فيه أن يخرج ويقوم بكل استعداداته وطاقاته التي أعدّها وهيّأها اللّه له ليملأ الأرض عدلا بعد أن تملأ ظلما وجورا . وذلك بعد أن تتهيّأ كل الظروف الموضوعية اللازمة من حيث العدد والعدّة ، وسائر الظروف العالمية التي ستمهّد لخروجه وظهوره كقائد ربّاني عالمي ، وتفجير ثورته الإسلامية الكبرى ، وتحقيق أهداف الدين الحق وذلك حين ظهوره على الدين كلّه ولو كره المشركون .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|