المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

How Language Changes—Many Directions
2024-01-09
Simon Kirwan Donaldson
5-4-2018
خبر شطيطة النيشابورية
17-05-2015
الادلة على عصمة الانبياء
3-08-2015
مفهوم التأديب في الوظيفة العامة
18-10-2017
علم امراض النبات وتأريخ تطوره
3-7-2016


علة غيبة الامام المهدي (عليه السلام)  
  
4172   03:11 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الأنوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص310-312
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /

روى الصدوق عن سعيد بن جبير قال: سمعت سيد العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) يقول في القائم منا سنن من سنن الأنبياء (عليهم السلام) سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من ابراهيم وسنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من ايوب وسنة من محمد (صلى اللّه عليه وآله) فأما من آدم (عليه السلام) ومن نوح (عليه السلام) فطول العمر وأما من ابراهيم (عليه السلام) فخفاء الولادة واعتزال الناس واما من موسى (عليه السلام) فالخوف والغيبة واما من عيسى (عليه السلام) فاختلاف الناس فيه وأما من ايوب (عليه السلام) فالفرج بعد البلوى واما من محمد (صلى الله عليه واله) فالخروج بالسيف .

وعن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (صلوات اللّه عليه) يقول: ان لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت له ولم جعلت فداك؟ قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج اللّه تعالى ذكره ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما اتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى ( عليه السلام) الا وقت افتراقهما , يا ابن الفضل ان هذا الأمر امر من أمرِ اللّه وسر من سر اللّه وغيب من غيب اللّه ومتى علمنا انه عز وجل حكيم صدقنا بأن افعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف لنا .

وعن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال ان للقائم منا غيبة يطول امدها فقلت له: ولِمَ ذاك يا ابن رسول اللّه؟ قال: ان اللّه عز وجل ابى إلا ان يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) في غيباتهم وإنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال اللّه عز وجل {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} [الانشقاق: 19] اي سنناً عن سنن من كان قبلكم .

وعن ابي عمير عمن ذكره عن ابي عبد اللّه (عليه السلام) قال قلت له: ما بال امير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل مخالفيه في الأوّل؟ قال لآية في كتاب اللّه عز وجل {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 25]  قال قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال ودائع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين فكذلك القائم (عليه السلام) لن يظهر ابداً حتى تخرج ودائع اللّه عز وجل فاذا خرجت ظهر على من ظهر من اعداء اللّه عز وجل فقتلهم .

عن الاحتجاج عن اسحاق بن يعقوب انه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان (رضي اللّه عنه): واما علة ما وقع من الغيبة فان اللّه عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] انه لم يكن احد من آبائي الا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني اخرج حين اخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي واما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس اذا غيَّبها عن الابصار السحاب وإنّي لأمان لأهل الأرض كما ان النجوم أمان لأهل السماء فاغلفوا ابواب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ذلك فرجكم والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى .

روى الشيخ الصدوق بإسناده عن علي بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: اذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في اديانكم ولا يزيلكم احد عنها يا بني انه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به انما هي محنة من اللّه عز وجل امتحن بها خلقه ولو علم آباؤكم واجدادكم دينا اصح من هذا لاتَّبعوه فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ قال يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأخلاقكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف تدركونه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.