المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الانزلاق السياسي لدى المراهق  
  
1159   10:02 صباحاً   التاريخ: 2023-03-16
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص235ــ242
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2021 3460
التاريخ: 27-5-2022 2237
التاريخ: 2023-04-29 1002
التاريخ: 12-10-2021 2772

ان النقاء والبساطة وسرعة التصديق التي يتصف بها الشباب تجعلهم سهلي الوقوع في شباك المنحرفين، فيستخدمونهم كأدوات لأغراضهم الخاصة بطرق ملتوية قد يغفلون عن اكتشافها احيانا، ويسيرون مغمضي الأعين الى الفساد.

فالعديد من المؤسسات والمنظمات تضم بين اعضائها اعداد كبير من هؤلاء الشباب. فاذا وضعت بأيد العلماء والمخلصين فإنها ستقود الى البناء والصلاح اما اذا وضعت بأيد المغرضين واصحاب المصالح فإنها ستؤدي الى الخراب والفساد.

فالشعارات والمبالغات تؤثر بقوة في الشباب، وخصوصاً فيما يتعلق بالحرمان والاستضعاف فهم وبمجرد ان يستمعوا لهذه الاحاديث فانهم يسعون الى تعديل الاوضاع وايصال المجتمع الى العدالة المفقودة.

• اهمية التجمعات:

ان قوى الشباب اذا اتيح تنظيمها فإنها ستفرز نتائج عظيمة ومفيدة في متابعة الاهداف والتقدم باتجاهه وبصورة مؤثرة جداً.

في كل جهد سياسي تلعب هذه الفئة دوراً مهماً من قبيل الدعاية ونشر اللافتات وتوزيع البيانات، او لتخريب اوضاع ما او تنظيمها كما انهم يمتلكون القدرة على خلق اوضاع سياسية بواسطة تنظيم التظاهرات والمسيرات او الفضائح والضوضاء وخلق جو من الانفعالات والعواطف.

وبواسطة قوى الشباب يمكن ايجاد التحولات، سواء بصورة تدريجية او بصورة مفاجئة، فخلق وايجاد الضغوط بواسطة الطلاب في المجتمعات الثورية يعد من الاهداف الاستراتيجية للحركات السياسية، لان الشباب يفقدون استقلالهم الفكري ببساطة تحت تأثير السلطة الفكرية او العاطفية للآخرين ويتفقون لاتباع الاساليب المحببة لهم والتي قد تكون مفيدة في بعض الموارد او تكون مضرة في موارد اخرى وخطرة. ولهذا فان الاستفادة من قوى الشباب مسألة معروفة وغير خافية على احد، كما انها تسخر لأغراض هدامة وخطرة.

• الاسرار والجهود:

تحظى قضية حفظ الاسرار بأهمية خاصة في الاحداث السياسية، ويمكن ان يتحول الشباب الى صندوق الاسرار، فالأوكار والاسرار من القضايا الاساسية.

اذ أن العديد من هؤلاء يشكلون عناصر خرق للأجهزة، ويشاركون في البرامج ويساهمون في التقسيم الى جماعة او عدة جماعات فكما نعلم ان الناشئة في المدارس يقومون بتشكيل فرق بصورة سرية ويقومون بنشاطات لصالح جهات معينة ويهملون متابعة الدروس والبرامج الدراسية.

فالجهات السياسية تستغل عواطفهم القوية وقواهم الشابة لجمع المعلومات. وتعيين المهمات والاغتيالات والاعمال الانتحارية والنشاطات السرية وانشطة التخريب.

فلا يوجد شيء بالنسبة للشاب يعادل اهمية التشجيع الذي يلقاه داخل الجماعة عن طريق اختياره لتنفيذ مهام، وهذه الطريقة تستخدم على نطاق واسع داخل الفئات الباقية فنراهم مستعدون للقيام بأي عمل وفي اي ظرف.

• الجانب العاطفي والشعارات:

بسبب العاطفة والمشاعر الرقيقة للشباب فانهم يتأثرون بالشعارات حتى انهم يتحولون من اجلها الى سلك سبل جديدة ونراهم يغرقون عن العمل واللعب والتسلية فترة طويلة.

والشعارات التي تخلق تأثيرات فيهم هي الشعارات ذات الصبغة الجماهيرية والتي تتحدث عن الحرمان والمستضعفين والتي تدخل الى قلوب الشباب سواء كانت حقيقة او ادعاء، كما انهم يعجبون بالشعارات الثورية حتى اذا كانت كاذبة لأنهم لا يحتاجون الى اي استدلالات او اعمال للمنطق، يكفي فقط ان توجه تهمة الرجعية الى احد او تطالب برفع الحرمان. او اي شعارات براقة اخرى.

وعلى اثر الاستغراق في هذه الشعارات فانهم يتخلون عن واجباتهم الاساسية وربما اصبحوا ادوات لتنفيذ مآرب الخونة والمنتفعين.

• اماكن تواجدهم:

اضافة لكل ما ذكرنا فان المنظمات السياسية تجاهد لجذب هذه الطبقة و احياناً تغريهم عن طريق توفير فرص الانحراف. وهو غالباً ما يحصل عند الشباب الذين لا يمارس آباءهم رقابة عليهم.

ان الاجهزة والمنظمات السياسية تسعى للسيطرة على عقول الشباب فتحولهم الى قوى تخدمها بدون مقابل لوجود عوامل مساعدة من قبيل سرعة تصديقهم للآخرين. والعقد النفسية والعلاقات الفردية، النقص في الثقافة. والانحراف في العقائد.

وتسعى ايضاً تلك الاجهزة السياسية الى فرض الرقابة على طبيعة واساليب تفكير الشباب، واشعارهم بانهم تحت نظر هذه المنظمات، وعندها يدفعونهم الى الاقتراب اكثر حتى يستقطبونهم في النهاية، فيندفعون لتنفيذ الاهداف السياسية ولو بطريقة الاعمال الانتحارية.

اثر التجمعات على الشباب:

يميل الشباب الى البقاء مع اقرانهم بدون حضور الكبار او اشرافهم، وهذا الامر بقف وراء رغبتهم للمشاركة في التجمعات والمنظمات لأنهم هناك يشعرون بالأمن والحرية من سيطرة الاباء والمربين.

انهم يرغبون في الانتماء الى منظمات وجماعات قادرة على اشباع رغباتهم وتمكنهم من وضع كل المسؤوليات جانباً وان تقبلهم في صفوفها. وفي اطار هذا القبول يقومون بأعمال مروعة ومخيفة لإثبات قدراتهم، وهم هؤلاء الذين يشكلون ميلشيات قوية ومهمة.

ومع كل هذا الحب للحرية والانفلات من القيود فان هؤلاء ينخرطون في منظمات تأسرهم وتراقب حركاتهم وسكناتهم وتتسلط عليهم وتشرف على تصرفاتهم ونشاطاتهم، فيتقبلون توبيخ الرئيس ويعيدون الكرة بالنسبة للأعمال التي فشلوا فيها.

وعلينا ان لا ننسى انهم مع هذه الرغبة في الانتماء للجماعة والخضوع للرؤساء، فانهم لا يغفرون الاساءة الصادرة عن الناس الذين قبلوا بهم، فلو ان سياسياً او عالماً دينياً او اي شخص يحبه يقدم على ابعاده فانه سوف لن ينسى ذلك ابداً.

• عوامل الجذب:

ان العوامل التي تجذب الشباب كثيرة والتي يستغلها البعض لإلحاقهم بهم.

فمثلاً تحت شعار بناء الذات يجبرون على انتقاد انفسهم بحضور الاخرين، فالشباب بسيط وقليل التجربة والخبرات، وخصوصاً في ما يتعلق بالأخلاق والتربية فيبدأ بإذاعة اخطاءه ومنزلقاته مما يجعله تحت سلطة اصحاب الامر مستغلين حالته هذه وحياءه.

ولكي لا يتهمون بالرجعية او لكي يحافظون على اعتبارهم فانهم يفقدون السيطرة على انفسهم امام اي اغراء مالي او شعار او لون بحيث انها تجذبهم او تبعدهم.

ولكي يدفعونهم لتنفيذ اوامرهم فانهم يلقبونهم بالقاب براقة من قبيل بطل وشجاع، وهم ايضاً يشعرون بعظمة اي عمل صغير يؤدونه. وربما اضيفت فتيات الى جماعتهم من اجل خلق الهياج في اوساطهم وخلق المنافسة بينهم اذ يعمد كل منهم للمحافظة على موقعه ولو بتنفيذ السيء من الاعمال.

• التنظيمات والتشكيلات:

يلاحظ شيوع حاله من التنظيم في اوساط الشباب ووجود سلسلة مراتب واوضاع عسكرية كذلك. فمثلاً هناك قائد، ومعاون ومشاور يقدمون له الاحترام. هذه التشكيلات والتنظيمات فهي مهما بدت لنا مضحكة الا انها بالنسبة للشباب مهمة جداً واذا ما تم توجيهها فإنها تصبح حيوية ومفيدة.

من السهل تحويل الشاب الى متعبد سواء للرحمن او للشيطان، واحياناً تتحول عبادته للمنظمات حتى ليرى ان التخلي عنها غير جائز وفي اشد الظروف صعوبة يكفي فقط ان تقول له بانه امر المنظمة. وهناك نماذج عديدة لهذا الامر.

المنظمات والتشكيلات حين تمنح الشباب سلطة وصلاحيات فانهم يشعرون بلذة فائقة وهذا ما يستغله اصحاب الامر.

• المنزلقات:

لضعف قدرة الشباب على الادراك الدقيق للمسائل وعجزهم عن تكوين صورة سليمة عن المستقبل فانهم سيكونون عرضة لأخطار كثيرة ويتوفرون على ارضية لمشاكل عديدة. اذ ان كثيرين يعطونهم انطباعات خاطئة عن الواقع الخطر في المدارس.

بينما يقبلها هؤلاء بدون مراجعة ويسيرون في ضوئها وبهذا يتوفر احد عوامل الانحراف.

ان محترفي السياسة ولكي يوجهوا الشباب نحو واجبات يريدونها، فانهم يسيغون على بعض القضايا صفة الاهمية. فمثلاً يقولون بان الكفاح هو الاساس، ويرسخون هذا التصور في اذهان الشباب.

فمن الاخطار التي تواجه الشباب هي الخروج على الاعراف، والحياة الخاصة الخفية، واتخاذ قرارات غير مدروسة حتى ولو كان فيها رضاهم فان قلة اهتمام الاباء وضعف مراقبتهم لأبنائهم تسهل تنفيذ خطط الاعداء المعدة لهم.

البساطة التي ينطوي عليها الشباب، قد لا يستطيعون اكتشاف ملامح النفاق عند بعض الناس، اذ يزرعون في اذهانهم افكار غير صحيحة كان يصوروا ان الفعل الكذائي هو اسلامي او فيه مصلحة للإسلام فيدفعونهم لاتخاذ مواقف خاصة، لكن حين يرتفع نقاب الخداع فان الشباب يتخلون عنهم بسرعة. لأنهم لا يرون شيئاً لا يغتفر ابدأ إلا خيانة الصديق.

• الخطر في المدارس:

لابد لنا من تفهم اوضاع الشباب وان ندرك اي الاخطار تحدق بهم حتى في المدارس، لأن ارباب السياسية يسعون الى تنفيذ خططهم من خلال المدارس.

انهم يعلمون ان اهم القوى وارخصها بالنسبة لهم هم هؤلاء الشباب والذين سيمسكون مستقبل الامة بأيديهم، لهذا فان المدارس اهم واخطر مناطق المجتمع، والتي بواسطتها تتواصل الحياة السياسية والاقتصادية فمحترفي السياسة يرون فيهم ادوات لابد من زرعها في المرافق المختلفة من المنظمات العلمية الى الرياضية كفرق كرة القدم او فرق الابحاث.

وهذه الخطط الهادفة لحرف الشباب تبدأ من المدارس الابتدائية وتستمر حتى الجامعات لأنهم يرون ان العمل في المدارس بأقل طاقة يعطي افضل النتائج. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.