المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الوصف النباتي للذرة الرفيعة
23/11/2022
فاكهة الباشون (الباسون)
2023-09-25
استهلاك السلع Consumer goods
22-12-2016
مراجعة وتصنيف وتبويب البيانات الاحصائية
24-2-2018
Fatty Acid Chain Length and Double Bond Positions
7-10-2021
Leonid Vitalyevich Kantorovich
3-12-2017


طرفة بن العبد  
  
7239   10:11 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص135-142
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 2292
التاريخ: 25-06-2015 1850
التاريخ: 10-04-2015 2311
التاريخ: 10-04-2015 2013

طرفةُ لقب. أمّا اسمه فهو عمرو بن العبد بن سفيان من بني سعد ابن مالك بن ضبيعة من بكر بن وائل. وأمّه وردة بنت عبد العزى (1) من بني ضبيعة بن ربيعة بن نزار. وكان قوم طرفة ينزلون بالبحرين (شماليّ شرقيّ بلاد العرب على خليج البصرة). وكان لطرفة-فيما نعلم من شعره-أخ شقيق اسمه معبد، وأخوات إحداهن الخرنق بنت بدر بن مالك، من أمه وردة، وكانت شاعرة. وكذلك كان له ابن عم اسمه مالك. ولم تكن صلته بأخيه وبابن عمه حسنة.
ويُتِّم طرفة من أبيه صغيرا فأبى أعمامه من بني سعد بن مالك أن يقسموا له نصيبه من إرث أبيه وظلموه حقّه فنشأ مع أمه في بؤس.
قال طرفة الشعر شابا وتعرض به مدحا وهجاء. وكان أكثر تعرضه لبلاط الحيرة، فيقال إنّ طرفة كان يرعى إبلا له ولأخيه، وكان كثيرا ما يلهو عنها بنظم الشعر، فقال له أخوه: «لم لا تستريح بإبلك (ترجع بها في الليل إلى معاطنها)؟ -ترى أنها إن أخذت منك تردّها بشعرك هذا؟». قال طرفة: فإني لا أخرج بها أبدا حتى تعلم ان شعري سيردها إن أخذت. فتركها (طرفة) فأخذها أناس من مضر. فادعى (طرفة) جوار عمرو وقابوس ابني المنذر الثالث ملك الحيرة، وكانا لا يزالان أميرين، وقال يخاطبهما:
أ عمرو بن هند، ما ترى رأي صرمة... (2) لها سبب ترعى به الماء والشجر
وكان لها جاران، قابوس منهما... وعمرو، ولم استرعها الشمس والقمر
فعوّضه هذان، فيما قيل، إبلا مكانها.
واشترك طرفة في حرب البسوس، وكان معاصرا للمنذر الثالث (514-544 م) ولابنه عمرو بن هند. وكذلك كان صديقا لعمرو بن مامة، أخي عمرو بن هند لأبيه. فلمّا تولّى عمرو بن هند ملك الحيرة، ولم يكن قد بقي بينه وبين طرفة مودّة، سافر طرفة وعمرو بن مامة بتجارة لهما إلى اليمن ومكثا هنالك بضع سنوات، ثم انهما قتلا، في أثناء رجوعهما، نحو عام 62 ق. ه‍. (560 م)، وطرفة في نحو الثلاثين من عمره.
طرفة شاعر مقلّ، ولكنه بلغ من جودة الشعر بحداثة سنّه ما بلغه شعراء آخرون بكثرة شعرهم وطول أعمارهم. وهو من أصحاب المعلّقات المقدّمين بإجماع الآراء. وشعر طرفة بدويّ خالص كثير الغريب متين التركيب مع شيء من الابهام أحيانا. وقد برع طرفة في الحماسة والفخر والهجاء، وفي الحكمة خاصة. ويزيد في قيمة حكمه أنها مستمدة من حياته هو ومن معاملة أهله له. وأكثر حكمه في الحياة والموت: يرى طرفة أن الحياة فرصة سانحة يجدر بالإنسان أن يستفيد منها، إذ ليس بعد الموت-عنده-حياة أخرى. وهو كثير اللوم للأغنياء الذين لا يتمتّعون في حياتهم بأموالهم. ولطرفة في معلّقته وصف في الناقة هو أوفى ما وصل الينا من الجاهلية في بابه. أما غزله في المعلقة فمادّيّ بحت. (3)
وقالوا: «طرفة أشعرهم واحدة» يقصدون أن معلّقته تفضل كل قصيدة أخرى إذا نحن قارنّا معلّقته بأية قصيدة واحدة لغيره من الشعراء. غير أن معلّقة طرفة، على هذا الأساس، لا يمكن أن تكون أفضل من عدد من القصائد لشاعر آخر.
- المختار من شعره:
-قال طرفة يذكر ظلم أعمامه له في ميراث أبيه:
ما تنظرون بمال وردة فيكم... صغر البنون، ورهط وردة غيّب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره... حتّى تظلّ له الدماء تصبّب
والظلم فرّق بين حيي وائل... بكر تساقيها المنايا تغلب
وكان طرفة ينادم عمرو بن هند، فيما قيل، ثم وقعت بينهما نفرة فحجب عمرو بن هند طرفة، فقال طرفة يهجوه وأخاه قابوس:
فليت لنا مكان الملك عمرو... رغوثا حول قبّتنا تخور (4)
لعمرك، ان قابوس بن هند... ليخلط ملكه نوك كثير (5)
ومن جيّد شعر طرفة في الحكمة، في أثناء هجاء لعبد عمرو بن بشر زوج أخته الخرنق:
وأعلم علما ليس بالظنّ أنه... إذا ذلّ مولى المرء فهو ذليل
وإن لسان المرء ما لم تكن له... حصاة (6) على عوراته لدليل
وان امرأ، لم يعف يوما فكاهة... لمن لم يرد سوءا بها لجهول (7)
وكان طرفة في سجنه فقال يذكر اخوانه الذين تخلّوا عنه:
أسلمني قومي ولم يغضبوا... لسوءة حلّت بهم فادحة
كم من خليل كنت خاللته... لا ترك اللّه له واضحة (8)
كلّهم أروغ من ثعلب... ما أشبه الليلة بالبارحة
وقال في انتحال الشعر:
ولا أغير على الاشعار أسرقها... غنيت عنها وشرّ الناس من سرقا
وإنّ أحسن بيت أنت قائله... بيت يقال، إذا أنشدتّه: صدقا
قال طرفة معلّقته ليبسط شكواه من أهله ويعلن آراءه في الحياة، كما ضمّنها بعض ما كان يفتخر به الجاهلي عادة من الشجاعة والكرم. وتعدّ معلّقة طرفة من أدلّ القصائد على خصائص الشعر الجاهلي وعلى العقلية الجاهلية البدوية:
لخولة أطلال ببرقة ثهمد...تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد (9)
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم... يقولون: «لا تهلك أسى وتجلّد».
إذا القوم قالوا: «من فتى؟» خلت انني... عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد
ولست بحلاّل التلاع مخافة... ولكن متى يسترفد القوم أرفد (10)
فان تبغني في حلقة القوم تلقني... وان تقتنصني في الحوانيت تصطد (11)
وان يلتق الحيّ الجميع تلاقني... إلى ذروة البيت الكريم المصمّد(12)
متى تأتني أصبحك كأسا رويّة... وان كنت عنها ذا غني فاغن وازدد(13)
نداماي بيض كالنجوم وقينة...تروح إلينا بين برد ومجسد (14)
وما زال تشرابي الخمور ولذتي... وبيعي وانفاقي طريفي ومتلدي(15)
إلى أن تحامتني العشيرة كلها... وأفردت إفراد البعير المعبّد (16)
رأيت بني غبراء لا ينكرونني... ولا أهل هذاك الطراف الممدّد (17)
ألا أيّ هذا اللائمي أشهد الوغى... وان احضر اللذات هل أنت مخلدي (18)
فان كنت لا تسطيع دفع منيّتي... فدعني أبادرها بما ملكت يدي
فلولا ثلاث هنّ من لذّة الفتى... وجدّك لم أحفل متى قام عوّدي(19)
فمنهن سبقي العاذلات بشربة...كميت متى ما تعل بالماء تزبد(20)
وكرّي، إذا نادى المضاف، مجنّبا... كسيد الغضا-نبّهته-المتورد(21)
وتقصير يوم الدجن، والدجن معجب... ببهكنة تحت الخباء المعمّد (22)
فذرني أروّي هامتي في حياتها...ستعلم إن متنا غدا أيّنا الصدي (23)
كريم يروّي نفسه في حياته... مخافة شرب في الممات مصرّد (24)
لعمرك ان الموت ما أخطأ الفتى... لكالطول المرخى وثنياه باليد(25)
متى ما يشأ يوما يقده لحتفه... ومن يك في حبل المنية ينقد (26)
أرى قبر نحّام بخيل بماله... كقبر غويّ في البطالة مفسد (27)
ترى جثوتين من تراب عليهما... صفائح صمّ من صفيح منضّد (28)
ارى الموت يعتام الكرام ويصطفي... عقيلة مال الفاحش المتشدّد (29)
ارى الموت أعداد النفوس ولا ارى... بعيدا غدا. ما أقرب اليوم من غد
ارى العيش كنزا ناقصا كل ليلة... وما تنقص الايام والدهر ينفد(30)
فما لي اراني وابن عمّي مالكا... متى ادن منه ينأ عني ويبعد
يلوم، ولا أدري علام يلومني... كما لامني في الحيّ قرط بن أعبد(31)
وآيسني من كل خير طلبته... كأنا وضعناه إلى رمس ملحد (32)
فلو كان مولاي امرأ هو غيره... لفرّج كربي أو لأنظرني غدي (33)
ولكنّ مولاي امرؤ هو خانقي... على الشكر والتسآل أو أنا مفتدي (34)
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة... على النفس من وقع الحسام المهنّد (35)
فذرني وخلقي إنني لك شاكر... ولو حلّ بيتي نائيا عند ضرغد (36)
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه... خشاش كرأس الحيّة المتوقّد (37)
فآليت لا ينفكّ كشحي بطانة... لعضب رقيق الشفرتين مهنّد (38)
حسام إذا ما قمت منتصرا به... كفى العود منه البدء ليس بمعضد(39)   
أخي ثقة لا ينثي عن ضريبة... إذا قيل: «مهلا» ، قال حاجزه: «قدي» (40)
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني... منيعا إذا بلّت بقائمه يدي (41)
فان متّ فانعيني بما أنا أهله... وشقّي عليّ الجيب، يا ابنة معبد (42)
ولا تجعليني كامرئ ليس همّه... كهمّي و لا يغني غنائي و مشهدي (43)
بطيء عن الجلي سريع إلى الخنا... ذليل، بإجماع الرجال ملهّد (45)
فلو كنت و غلا في الرجال لضرّني... عداوة ذي الأصحاب و المتوحد (46)
و لكن نفى عني الرجال جراءتي... عليهم، و إقدامي و صدقي و محتدي (47)
لعمرك. ما أمري علي بغمة... نهاري؛ و لا ليلي عليّ بسرمد (48)
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا... ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد (49)
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له... بتاتا ولم تضرب له وقت موعد (50)
لعمرك، ما الأيّام إلاّ معارة... فما اسطعت من معروفها فتزوّد (51)
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه... فان القرين بالمقارن مقتد (ي).
___________________________
1) راجع الشعر والشعراء، ص 86 السطر 12.
2) صرمة: قطعة من الإبل.
3) قصة مقتل طرفة في البحرين على يد المعكبر (انظر تحت 156) مصنوعة.
4) الرغوث: المرضعة (بقره). القبة: الخيمة الكبيرة من جلد (تكون للملوك والاغنياء). تخور: تثغو، تحدث صوتا (ويكون الخوار للبقر والغنم والظباء-القاموس 2:24-25). وفي رواية: تدور (الشعر والشعراء 91).
5) قابوس بن المنذر بن هند شقيق عمرو بن هند (أخوه لأبيه وأمه). النوك: الحمق.
6) حصاة: عقل.
7) ان الذي لا يفرق بين الهجاء والفكاهة (الجد والهزل) أو لا يغفر فكاهة بريئة لرجل جاهل.
8) الواضحة: البيضاء (المقصود هنا: سن واحدة الاسنان في الفم).
9) كبقاء أثر الوشم على ظهر اليد التي نفرت عروقها وتعرج جلدها، (حينما يتقدم الانسان في السن: غير واضحة).
10) أي لا أسكن التلاع وهي مجاري المياه من رؤوس التلال، ولكن إذا جاء طالب رفد (عطاء) أعطيته (لا أهرب من اكرام الضيوف).
11) حلقة القوم: ناديهم. الحانوت مكان بيع الخمر، (يعني تجدني مع اشراف القوم وتجدني في محلات اللهو).
12) المصمد: المقصود (يعني إذا انتمى الناس إلى انسابهم فإنني أنتمي إلى أشرف البيوت).
13) أصبحك: اسقيك (الخمر) صباحا. روية: تروي. ثم يقول: وإذا كنت ذا مال يغنيك عن الحاجة الى كأس خمر مني فهذا لا يمنع من ان تقبل مني ما اكرمك به.
14) النديم: الذي يشرب الخمر معك. القينة: التي تسقي الشاربين الخمر وتغنيهم. البرد: الثوب الأبيض المجسد: الثوب المصبوغ بالزعفران (يعني يلبس ثوبين أبيض ومصبوغا).
15) الطريف والمتلد: المال المكتسب والموروث.
16) تحامتني: اجتنبتني. المعبد: المدهون بالقطران «لأنه أجرب».
17) غبراء: الأرض. بنو غبراء: الفقراء. الطراف: الخيمة من جلد. أهل الطراف: الأغنياء.
18) يا أيها الذي يلومني على الذهاب إلى القتال وعلى التمتع بالملذات، هل تستطيع أن تخلدني في الدنيا (إذا أنا لم أفعل ذلك).
19) أحفل: أهتم. العود جمع عائد: الذي يزور المريض. قام عودي: مت (لأن المريض إذا أوشك أن يموت خرج العائدون من عنده).
20) العاذلات: اللائمات. كميت: خمر حمراء، يصفها بأنها اذ مزجت بالماء علاها الزبد.
21) كري: اسراعي. مجنبا: قائدا فرسي معي لأحمل الضيف عليها. السيد: الذئب. الغضا: نوع من الشجر، والذئاب التي تألف الغضا تكون ضارية. المتورد: الذاهب إلى الماء (العطشان).
22) الدجن: المطر. معجب: يعجب (منه من رآه لشدته). بهكنة: امرأة كاملة الخلقة. المعمد: المرفوع على عمد (خيمة كبيرة).
23) الصدي: العطشان.
24) مصرد: قليل.
25) الطول: الحبل. ثنياه: طرفاه.
26) يشبه الانسان في يد الموت بالحيوان المربوط بحبل، وهو مرسل يرعى، فمتى شاء الموت جذب الانسان اليه.
27) نحام: الذي يتنحنح حينما يسأله أحد معروفا.
28) الجثوة: الكومة. منضد: مرفوع (على القبر).
29) يعتام: يختار. العقيلة: (هنا) خيرة المال. الفاحش: السيء الخلق. المتشدد: البخيل. -الموت يأتي على كل نفس.
30) ما: اسم شرط في محل نصب مفعول به-العمر كالمال الذي تأخذ منه كل يوم شيئا لنفقتك. و مهما كان عمرك طويلا فانه يفنى مع الأيام.
31) ابن عمي يلومني كما يلومني الغرباء (كقرط بن اعبد مثلا) .
32) كأننا دفنا الخير.
33) مولاي: ابن عمي (يقصد ابن عمه مالكا) . امرؤ هو غيره: مسهر ابن اصرم فيما قالوا. لفرج كربي: اعانني على ما أنا فيه من الغم. لأنظرني غدي: تأنى علي و صبر حتى أستطيع أن أفعل ما يريد في المستقبل.
34) يقصد: و لكن ابن عمي يجبرني على ان أشكره و ان أسأله دائما (حتى يعطيني من المال الذي هو لي عنده) او انه يرضى إذا أنا افتديت نفسي منه بمالي (أي إذا تركت له مالي الذي هو عنده) .
35) مضاضة: ألم وحرقة. الحسام: السنيف القاطع. المهند: صنع الهند.
36) أي دعني أعيش كما أحب. وسأظل شاكرا لك على كل حال حتى و لو ابتعدت عنك كثيرا. ضرغد: اسم مكان (يفهم منه انه بعيد عن مكان سكنى الشاعر) .
37) الضرب: الخفيف (الحركة). خشاش: ذو مضاء في الأمور. المتوقد. الذكي النشيط.
38) آلى: اقسم. كشحي: جانبي أي خصري. بطانة: ما يكون تحت الثوب. عضب: قاطع-اقسمت الا يفارقني السيف.
39) معضد: سيف تمتحن به الشجر (مقص الشجر) . كفى العود من البدء: تكفي منه الضربة الأولى لتفعل فعلها.
40) يقطع كل ما أصابه ولا يرتد عنه. وإذا أراد الضارب به ان يتراجع في ضربته يقول المضروب به: حسبي (يعني: كفتني هذه الضربة أو الجزء من الضربة: قتلت).
41) منيعا: لا يوصل اليه. بلت: ظفرت به وتمكنت منه.
42) يخاطب ابنة أخيه فيقول لها: إذا مت فاذكريني بما استحق و احزني علي.
43) و لا تعامليني كرجل ليست له همتي. يغني: يفيد و يدفع الحوادث. المشهد: حضور القتال و غيره.
44) بطيء نعت امرئ. الخنا: القبيح من القول و العمل. باجماع الرجال ملهد: يطردونه عنهم، و هم يدفعونه بأيديهم.
45) الوغل: الضعيف الخامل. المتوحد: المنفرد (يقصد عداوة الجماعة و الافراد) .
46) المحتد: كرم الأصل.
47) غمة: حيرة. سرمد: ابدي-لا تتملكني الحيرة في اعمالي نهارا و لا يطول علي الليل (لأنني أجد مخرجا من كل هم أو مصاب ينزل بي) .
48) تزوده: تعطيه زادا (طعاما أو اجرا) .
49) لم تبع له بتاتا: لم تشتر له طعاما (لم تعطه اجرا) .
50) ايام الحياة عارية (شيء مستعار) لن تدوم لك فاستفد منها ما استطعت.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.