أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015
2842
التاريخ: 11-3-2016
3211
التاريخ: 10-04-2015
1832
التاريخ: 26-1-2016
5573
|
- المهلهل هو أبو ليلى عديّ بن ربيعة من
بني جشم بن بكر من بني تغلب، من أقدم الشعراء الذين وصلت الينا أخبارهم وأشعارهم، فهو
خال امرئ القيس وجدّ عمرو بن كلثوم لأمّه.
ولد المهلهل في بيت وجاهة، وقد نشأ على
اللهو والتعرّض للنساء حتى سمّي الزير (أي زير نساء، وهو الذي يكثر الزيارة لهنّ).
ثم رأس قومه وقادهم في حرب البسوس على إثر مقتل أخيه وائل.
وتوفّي المهلهل عام 92 ق. ه. (530 م)،
قيل أسيرا، وقيل معتزلا في البادية، بعد أن تقدّمت به السن وخولط في عقله.
-المهلهل شاعر قديم مجيد محسن، قيل هو أول
من هلهل الشعر (أرقّه) -ولذلك قيل له «المهلهل» -وأول من قصّد (أطال) القصائد. والمقصود،
بلا ريب، أنه كان من أوائل الذين فعلوا ذلك. وأغراض المهلهل هي الرثاء الوجداني لأخيه
كليب، في الدرجة الأولى، ثم الحماسة. وله شيء من الغزل. وهو أحد أصحاب المنتقيات السبع
في «جمهرة أشعار العرب».
حرب البسوس (بين بكر وتغلب)130-90 ق. ه.
(495-535 م)
كان للمهلهل (1) أخ أسمه وائل
سيد في قومه. وقد بلغ وائل من السلطة والقوة حدّا خرج به إلى الاستبداد والظلم حتى
كان يحمي مواقع المطر: إذا نزل المطر بأرض فسال عينا أو نبت عشبا جاء وائل فألقى كليبا
(جرو كلب) حيث نزل المطر، فلا يستطيع أحد أن يستقي من مكان يسمع فيه عواء ذلك الكليب
أو يرعى غنمه فيه إلاّ بإذن من وائل. من أجل ذلك عرف وائل بلقب كليب وائل أو باسم كليب
اختصارا.
وكان لكليب زوجة لها اخوة أحدهم جسّاس بن
مرة الشيباني كانت ترعى إبله وإبل كليب معا. فاتفق ان نزل يوما بجساس هذا قوم من أقاربه
ومعهم ناقة اسمها البسوس-وقيل بل البسوس اسم خالة جسّاس-فرعت مع إبل جسّاس وإبل
كليب في مكان واحد. ورأى كليب الناقة فعرف انها غريبة ولم يدر لمن هي، فأطلق عليها
سهما فقتلها. فغضب أصحاب الناقة وعرّضوا بجسّاس
واتهموه بأنه «لا يحمي جيرانه وضيوفه». فثار جسّاس إلى كليب فقتله. فنشبت من جراء ذلك
حرب عرفت باسم حرب البسوس دامت العداوة فيها (لا المعارك) نحو اربعين سنة. وكان
آخر من قتل فيها جساس نفسه، نحو عام 534 م.
- المختار من شعره:
اختار أبو تمّام في ديوان الحماسة من رثاء
المهلهل لأخيه كليب:
نبّئت أن النار بعدك أوقدت... واستبّ
بعدك، يا كليب، المجلس
وتكلموا في أمر كلّ عظيمة... لو كنت شاهدهم
بها لم ينبسوا (2)
وإذا تشاء رأيت وجها واضحا... وذراع
باكية عليها برنس (3)
تبكي عليك، ولست لائم حرّة... تأسى عليك
بعبرة وتنفّس (4)
ومن مراثي مهلهل المشهورة في أخيه كليب:
أهاج قذاء عيني الادّكار... هدوءا (5)
فالدموع لها انحدار
وصار الليل مشتملا علينا... كأنّ الليل
ليس له نهار
وبتّ أراقب الجوزاء حتى... تقارب من أوائلها
انحدار (6)
أقلّب مقلتي في إثر قوم... تباينت البلاد
بهم فغاروا
دعوتك، يا كليب، فلم تجبني... وكيف
يجيبني البلد القفار
أجبني، يا كليب، خلاك ذمّ (7)
... لقد فجعت بفارسها نزار
وإنك كنت تحلم عن رجال وتعفو عنهم ولك
اقتدار
فلا تبعد فكلّ سوف يلقى... شعوبا يستدير
بها المدار (8)
يعيش المرء عند بني أبيه... ويوشك أن يصير
بحيث صاروا
كأني إذ نعى الناعي كليبا... تطاير بين
جنبيّ الشّرار
فدرت، وقد عشي بصري عليه كما دارت بشاربها
العقار (9)
_________________
1) راجع تاريخ الجاهلية، ص 98،100 وما
بعدها.
2) بحثوا في الأمور. ولو كنت أنت موجودا
لسكتوا هم وكان الرأي لك وحدك.
3) واضح: ابيض. برنس: ثوب.
4) تنفس: تتنفس، تكثر التنفس تفريجا لحزنها.
5) الادكار: التذكر. هدوءا: عند هدأة الليل،
أول الليل.
6) اقترب غيابها.
7) تنزهت عن كل شيء فيه ذم أو عيب، خلوت
من كل عيب.
8) لا تبعد: تعبير يقال للميت، لا تذهب
عنا. شعوب: الموت.
9) عشي بصري: ضعف. العقار: الخمر.