المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحميل أو تصبير الأكاروسات على شرائح Acarus Mounting
19-7-2021
القاهر.
2024-01-09
اليتيم بين الاخوال والاعمام
21-4-2016
خطر خداع المؤمنين
2023-09-30
Chebyshev Integral
21-5-2019
ترمومتر المقاومة الكهربائية electrical resistance thermometer
9-11-2018


الأخلاق لدى الشباب  
  
1838   09:33 صباحاً   التاريخ: 2023-02-20
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص173ــ178
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

التحولات التي تترافق مع البلوغ تمس كل ما يتعلق بالفرد من اخلاق وسلوك وطراز التفكير، فالإنسان تبرز عنده كل القوى الفطرية لذا فانه يسعى لتحويل كل الاستعداد والامكانات الفطرية إلى اطار الفعل.

فالميول التي تجيد الجانب المعنوي يقوّى وتوقظ الضمائر كما أن وعيه بذاته وحالاته النفسية يتصاعد باستمرار مما يخلق عنده حالة من الحذر من السقوط في المزالق.

البلوغ بسبب حصول انقلاب كبير نفسي واخلاقي بحيث تتغير بصورة كاملة فيستعصي علينا أن نعرف انه في حال عادي أو غير عادي، كامل أو ناقص وعلينا أن ننتظر فترة لنعلم وضعه الثابت بعد أن تضع برنامج إلى جانب ذلك.

وضعه الأخلاقي:

القيم الأخلاقية لدى الشباب تلاحظ بوضوح فالتعاون. وحب الخير، والرحمة. والوفاء وقيم اخلاقية اخرى تنمو لديهم وتتركز وتدفعهم للبحث عن الحقائق.

في سلوك الافراد البالغين والشباب منهم خاصة تبرز الشجاعة والفتوة والفضائل الأخلاقية والصفات الانسانية الراقية. كالغداء والايثار، التعاون والتعاضد ولكن بشرط الاهتمام بهم وتقدير اعمالهم قدرها اللائق.

ثم أنهم يحبون أن يتطابق سلوكهم مع ما قرؤه في الكتب أو ما سمعوه من الناس واما التغيير الذي قد يشاهد في سلوكه فهو التغيير الذي يرضيه أو يرضي المقربين منه - لكنه لا يدخل في حسبانه كون هذا السلوك يتطابق مع ضوابط العقيدة ام لا.

لا شك بأنه سيعمل كل ما هو صالح إذا بقيت فطرته سالمة ولم يقع تحت تأثير التعليم السيء فالفطرة تقوده إلى الصلاح والأخلاق الخيرة، ولهذا فان الوصايا اكدت على ابعاد كل ما هو سيء منذ بدء حياة الانسان لكي لا تتلوث الفطرة.

• الرغبات:

المراهق والشاب يرغب بادراك الأخلاق لكي يعزل الصواب عن الخطأ ثم ليتبنى مُثُلاً خاصة به لأن معرفة الضوابط الأخلاقية محببة اليه وتعطيه مكانة في المجتمع من خلال القيام بأعمال محببة للناس.

ان الشباب يطمحون إلى ايصال المجتمع إلى الصفاء والطهارة عن طريق اشاعة الأخلاق الحسنة ويبذلون جهوداً للوصول إلى مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة وإذا لم يفلحوا في تحقيق اهدافهم فانهم يصابون بالحزن، انهم يتمنون أن يتجه الناس جميعاً إلى الأخلاق والفضيلة مع الاحتفاض لأنفسهم بالحرية في هذا المجال، فالآخرين يستحقون اللوم إذا لم يلتزموا بالفضائل لكنهم يغضون انفسهم من هذا اللوم أي ان الشاب بحدد للناس قانون لا يشمله هو بالذات.

• الوساوس:

في الجانب الأخلاقي من المهم أن نعرف انه يتأثر بسرعة بالآخرين ويحاولون أن يقلدهم، ويمكن بمجرد النظر إلى ملابسهم وتسريحاتهم أن نفهم كيف يقلدون الاخرين ويشعرون باللذة من جراء ذلك.

ان الوسوسة تدفعهم إلى تجاهل القيم الأخلاقية وارضاء انفسهم حتى ولو اصابهم الندم فيما بعد وقد يلجؤون بسببها إلى ارتكاب الآثام التي تتناسب مع سنهم من قبيل الآثام الجنسية سواء ان كانت أستمناء أو معاشرة غير شرعية.

اما بعد ارتكاب الاثم فانهم يندمون بسرعة ويتألمون لذلك وتشكل هذه الحالة ارضية للإضطراب ولهذا لابد من السعي لإنقاذهم من خلال السبل المشروعة وهذا ما اوصلنا به.

وتؤثر المشاهدات والمسموعات في ايجاد الاضطراب أما في الآثام فإن العلاقات غير السليمة ذات أثر كبير.

• دور المحيط:

للمحيط الاجتماعي والعائلي دور مؤثر في تكوين الأخلاق فأحيانا تؤدي المعاملة السيئة في المنزل إلى خلق حالة من الغضب لدى الشباب تدفعهم إلى العناد والمقاومة للظلم، وعندما يجد ان هذه الافعال لا تنتج الاثر المطلوب فإنه يصبح في وضع اسوء ويواصل تعدياته.

انهم يعممون ما يرونه فإذا خطأ يصدر عن امهم أو ابيهم فانهم يعممونه على باقي الاباء والامهات وإذا علموا من المسؤولين في مجتمعهم سوءاً فانهم يسعون إلى اشراك بقية المسؤولين بذلك وهذا يخلق سوء الظن بالناس.

• ضرورة الإهتمام بالشباب:

لا يوجد أي انسان وخصوصاً الشباب يمكن له الاستغناء عن التربية وهذا الأمر يرتبط بخلاصهم من الذاتية ويمنحهم فرصة التخلق بالأخلاق السليمة.

وهذه التربية في هذا السن يمكن أن تنفذ بسبل مختلفة ومنها مماشاة الاولياء والمربين والاطلاع على تجاربهم وعاداتهم. وهذه أيضاً من وصايا الام.

ولإصلاح السلوك يمكن للأصدقاء أن يلعبوا دوراً كثيراً لأنهم بعد الاب والام يتبادلون مع أقرانهم التجارب والرؤى. فكل ما يرونه عند أصدقائهم يسعون إلى تجربته فمهما كانت اخلاقهم سيئة أو جيدة فإنها تشكل نموذجاً للإقتداء.

وكذلك القصص فإنها ذات اثر في بنائهم فإذا كانت من قصص الجرائم فإنها ستقودهم باتجاه غير سليم كما أن وسائل الاعلام كالصحف والمجلات والتلفزيون والراديو ذات اثر كبير جداً في التربية.

اننا قد نصادق بعض الكسالى ممن يرفض القيام بشراء بعض الحاجات الا انه حينما نضع امامه الطعام فإنه يشعر بالحياء ويدعي انه فقد الشهية.

التهرب من المسؤولية بسبب قلة التجربة وعدم القدرة على تشخيص الحسن من السيء او الاحساس بالتفاهة التي تخلق اعتقاد لديه بالعجز عن اداء الاعمال أو الخوف من الملامة. ولذا فان الشعور بأن الافعال سوف لا تعقبها ملامة ستخلق لديه الجرأة والرغبة للاضطلاع بالمسؤوليات.

القيم الدينية والمثل الأخلاقية تدفع هؤلاء إلى اداء الواجبات والمسؤوليات غير أن المهم هو التنوع في المسؤوليات وتخلق الرغبة في اداء الاشياء الجديدة. ففي الوقت الذي نوفر فيه مستلزمات اداء المسؤوليات من قبيل تهيئة حاجاته الشخصية وايكالها اليه فلابد أن تقدم له فرص اخرى متنوعة وجديدة لأنها مهمة في هذا المجال.

• الاستعدادات والمدارات:

في المراهقين والشباب توجد استعدادات لقبول التربية. ومقدمات الحسن الديني التي تعد بدورها ارضية للتربية أيضاً كما أن الميل نحو الطهارة والايمان والأخلاق وحب الخير كلها عوامل مساعدة للوصول إلى الهدف والمطلوب.

ولديهم أيضاً القدرة على العمل وتحمل الالم والمصائب وكسب الصفات الحسنة ويتمكنون من التخلق بالأخلاق والسجايا الفاضلة والاعتياد عليها لتصبح خلقاً لهم أو على الاقل تبعدهم عن التلوث بالذنوب والسيئات.

والمهم هو الوعي والعمل الصحيح للمربي لأنه سيكون قدوة للشباب كما انه يداريهم بالهدوء وحسن النية والإخلاص وكسب الثقة وأن يحذر من معاملتهم كأطفال أو يتجاهلهم لأن ذلك مضر جداً بالمسار التربوي .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.